لم تكن أكثر من وصف.. لميلاد المطر
|
و مناديل من البزق الذي يشعل أسرار الشجر
|
فلماذا قاموها؟
|
حين قالت إن شيئا غير هذا الماء
|
يجري في النّهر؟
|
و حصى الوادي تماثيل، و أشياء أخر
|
و لماذا عذبوها
|
حين قالت إن في الغابة أسرارا.
|
و سكينا على صدر القمر
|
ودم البلبل مهدور على ذاك الحجر؟
|
و لماذا حبسوها
|
حين قالت: و طني حبل عرق
|
و على قنطرة الميدان إنسان يموت
|
و ظلام يحترق ؟
|
غضب السلطان
|
و السلطان مخلوق خيالي
|
قال: إن العيب في المرآة ،
|
فليخلد إلى الصمت مغنيكم، و عرشي
|
سوف يمتد
|
من النيل إلى نهر الفرات !
|
أسجنوا هذي القصيدة
|
غرفة التوقيف
|
خير من نشيد.. و جريدة
|
أخبروا السلطان،
|
أن الريح لا تجرحها ضربة سيف
|
و غيوم الصيف لا تسقي
|
على جدرانه أعشاب صيف
|
و ملايين من الأشجار
|
تخضر على راحة حرف !
|
غضب السلطان، و السلطان في كل الصور
|
و على ظهر بطاقات البريد
|
كالمزامير نقيّ و على جبهته وشم العبيد ،
|
ثم نادى.. و أمر :
|
أقتلوا هذي القصيدة
|
ساحة الإعدام ديوان الأناشيد العنيده!
|
أخبروا السلطان،
|
أن البرق لا يحبس في عود ذره
|
للأغاني منطق الشمس ،و تاريخ الجداول
|
و لها طبع الزلازل
|
و الأغاني كجذور الشجرة
|
فإذا ماتت بأرض،
|
أزهرت في كل أرض
|
كانت الأغنية الزرقاء فكره
|
حاول السلطان أن يطمسها
|
فغدت ميلاد جمره!
|
كانت الأغنية الحمراء جمره
|
حاول السلطان أن يحبسها
|
فإذا بالنار ثوره!
|
كان صوت الدم مغموسا بلون العاصفة
|
و حصى الميدان أفواه جروح راعفه
|
و أنا أضحك مفتونا بميلاد الرياح
|
عندما قاومني السلطان
|
أمسكت بمفتاح الصباح
|
و تلمست طريقي بقناديل الجراح
|
آه كم كنت مصيبا
|
عندما كرست قلبي
|
لنداء العاصفة
|
فلتهبّ العاصفة!
|
و لتهبّ العاصفة!
|