إلى روح الشيخ إمام
|
***
|
نبيٌّ تَنَزَّلَ فيهِ الغناء
|
فصارَ إمامَ الجروح الكثيرة
|
صار إمام الحقول
|
تَنَزَّلَ فيه الغناء
|
وأنبتَ سنبلةً حول ليل القرى
|
أضاءَتْ مئات البيوت بتقوَى النشيد
|
تمايلَ شعبٌ بأكمله
|
نبضُهُ الآن فِتْنَتُنا
|
لافِتَةٌ في التقدم
|
هتافٌ لمجموعةٍ تحتمي في النهار الأخير
|
تحاول نبشَ السماء ليمتدّ سعفٌ
|
أتاها على حين ( غنوة )
|
صليبُكَ عودُك
|
جَرْجَرْتَهُ في طريق الألم
|
يُدَنْدِنُ
|
كِلاَ الجانبين شهودٌ على الدّنْدَنَاتِ الجريحة
|
كِلاَ الجانبين استحالوا مشاعلَ إِذْ مَسَّهُم وَتَرٌ كالفرات
|
كِلاَ الجانبين استحالوا بكاء ً
|
على واقعٍ يتنافرُ والأمنيات
|
كِلاَ الجانبين استضاءوا وضاءوا .
|
...
|
رَنَّةُ عُودٍ
|
تُفَتِّحُهُمْ قُبْلَةً للجنود ( الغَلاَبا)
|
رنّة عُودٍ
|
تُعَاوِدُ صُنْعَ الظهيرة
|
صعيدٌ بكاملهِ يسمعك
|
كأنكَ وحيٌ أتاهم على حين فأسٍ وحين حصاد
|
صعيدٌ بكاملهِ
|
يرقصُ الرملُ فيه
|
مُسّ برنةِ عودٍ فأخصبْ
|
وعادَ تلهّبْ
|
صعيدٌ بكامله يسكبُ النخلَ على قامة الفقراء
|
إذا ما تحمَّم بالأغنية
|
صعيدٌ بكاملهِ هزَّنا إِذْ تَغَنَّى أمامَ جُرُوحَاتِنا
|
يُجَوِّدُنا واحداً واحداً
|
يُمَرِّرُ فوق مآذننا المتعَبات يديه
|
فأُذِّنَ ذات ارتقاء :
|
حَيَّ على الرفض ِ
|
حَيَّ على الأرض ِ
|
فارتجَّ ماء .
|
...
|
نبيٌّ تنزّل فيه الغناء
|
توزّع قلبي على ( نُوتَةٍ ) في يديه
|
فأورقَ للفقراء خبيزَ حكايا
|
وندىً
|
على ماردٍ بارد الكفِّ بعد إصابته في النوافذ
|
تمدّدَ خارطة ً
|
يتحرك وردٌ بشطآنه عبرها
|
إنه دعوةُ الطُّوب للالتحام
|
دعوةُ الناس مدَّ الجذور على الأغنيات
|
دعوتهم لاصطحاب السماء بأحلامهم
|
واصطحاب القرار
|
نبيٌّ تنزّل فيه الغناء
|
فصار إمامَ الهموم
|
إمام الغيوم الولودة
|
إمام النجوم
|
هنا ( تِرْعَةٌ ) شَرِبَتْ لحنَهُ ذات حزن
|
فقامت تهزّ الركود وتمضي مظاهرةً للحقول
|
تمرّغَ طميٌ من صوته فوقها
|
فماذا سينمو بقلب الرجال بُعيد القطاف ؟ .
|
...
|
هنا يتدافع طلابُه لانكسار السجون
|
هنا صوتُه
|
أنا الآن داليةٌ نسيت نفسها فوق آخر مجموعةٍ من غِناه
|
أنا الآن تونس وهي تناضلُ بالاستماع
|
طرابلس حين بكىَ
|
وأهرامه حين جاع
|
أنا قامةٌ شَكَّلَتْهَا رُؤاه
|
وحلم صباه
|
أنا المتعاليِ بأحلامه فوقهم
|
أنا المتوليِ زنازينَهم بالأغاني
|
متى شاء هذا الضياء .
|
...
|
نبٌّي تنزّل فيه الغناءُ على أرض مصر
|
توضّأ بغداد
|
تيمّم قُدْساً , وصَلَّى
|
على كل قاهرةٍ في البلاد .
|
...
|
النيلُ مات
|
أين إمام المياه يُصلي بنا ؟
|
وأين يداهُ / عيونُ تراتيلنا ؟
|
النيلُ مات
|
نبيٌّ بكامله ينتهِي
|
( نُوتَاتُةُ ) في الصدور ودائع
|
فمن ذا يحرِّف ضوءًا بهذا النشيج ِ
|
وهذي الروائع ؟! .
|