بتـــــاريخ : 10/22/2008 7:16:26 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1250 0


    شيخوخة الشاعر

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    إلى الشاعر الراحل ممدوح عدوان

    ***

    أشرع الشاعر للريح ذراعيه

    ونادى المطر الظمآن من أقبية الغيم

    ليروي حزنه الغائر في الروح

    فما جاشت سوى الوحشة في الأرض

    ورجع الحسراتْ !

    لكأنّ الريح في الأرض

    رهاب الشاعر الرائي

    وأصداء عويل الموت في الصحراء ،

    رجع الندم الأوّل

    للمحتضرين العزّل ،

    الحشرجة الظمأى

    لمرضى الأمنياتْ .

    كلما راوده الموت بكى

    من وحشة الدنيا

    وظلماء ألوهّية ليل الكائناتْ .

    وتنادي كالمواويل مع الليل

    ليستبصرَ حزن البشر الأعمى

    فغاصت روحه في الصمت

    وارتدّت جراحات الصدى البحّاء

    من كل الجهاتْ .

    فمضى يردم بالأحجار

    أشداق الهوى القفراء

    كي يبرأ من جرثومة الخسران

    أو ينصب أفخاخا ليصطاد

    غرابين المواتْ .

    زاهد في العمر كالنسّاك

    لكن كلما لاح له الليل ضياء (اسودا )

    أغمض عينيه لئلا

    يبصر الموت الذي ينهب

    كالدود جراح الشاعر

    المنتهكه .

    كان كالليل وحيدا

    لا يدانيه سوى الشعر

    الذي يبيضُّ في شيخوخة الشاعر كالدمع

    وتهتاج حروف اللغة العذراء كالنحل

    لتحمي قلبه المكسور

    من لسع دبابير ا لموات المهلكه .

    أهي العزلة من تغرق في غيبوبة النسيان

    وجه الراهب المغمور بالحسرة

    أم نشدانه الخاسر للدهريِّ في الزائل

    للساعات في ركض الحروف المنهكه

    هوذا يبصر من نافذة الأمس

    غروبا غارقا في شمعدان الكون

    كالكأس

    فيلقى في المدى الأوحش عينيه

    ويستسلم معميَّاً على رؤياه

    للضوء الذي تهرقه الظلمة في قلب النعاة ْ .

    هوذا مستغرق في آخر الأمواج

    يصغي لانتحاب الريح في البرديِّ

    أو يستوحش الشمس التي

    تغرب خلف الأفق الدامع

    كالغصّة في حلق الحياة ْ !

    هي ذي ترفعه الأرض على أكتافها

    كالقمر الميت

    وروح الحزن

    تلحده الغيم كبرق قاصم ظهر المواتْ .

    وحده في الغسق الغامض

    ذئب المطر الأزرق

    يعوي على الشاعر

    والشاعر مصلوب

    على صدر العذابات

    يضمُّ الكون ما بين ذراعيه

    وتجثو حوله الأفئدة الثكلى ظماء

    أيها الشاعر يا عالي المدى ،

    يا مشتهى من كلّ نفس

    هزها الموت

    أنلنا حزن عينيك

    لنبكيك بكلّ الكلماتْ

    * * *

    قلق كالموج بين المأويين

    البيت والتابوت

    ناداه نذير الموت في الريح :

    تمهل يا ابن هذا الطين

    ما أنت سوى قبض غبار

    فتولاهُ بكاء غامض في الروح

    وانهلَّ الأسى من وجهه كالمريماتْ !

    وهو الواقف ما بين هبوبين عدوّين

    لريح الوحشة الصفراء

    والراكض كالطفل على إيقاع طبل البحر

    في الأمواج

    يسترشد بالطير الهلاليِّ الذي يبحر

    بالأجنحة السكرى إلى بر النجاة

    أيها الطائر يا من يتراءى

    مثل طيف سابح في برك النور

    أنا النادم ليلا بعد ليل

    وأنا التائه ، حطَّاب العذابات

    فأرشدني إلى الشمس التي تشرق كالدمعة

    كي يبصرني فجري

    وتلقيني إلى الموت الحياة

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()