هالتهُ كثرةُ الشكاوى التي ضَجرَ الملائكةُ من إيصالها
|
والدموع التي لا تصلُ صندوقَ بريدِهِ إلا ذابلةً أو متسخةً
|
والشتائم التي تُكال له يومياً بسببٍ أو دونه
|
أرادَ أن يعرفَ ما يجري في بلادِنا
|
فتنكَّرَ بملابسِ قرويٍّ
|
ونزلَ من سمائِهِ البهيةِ
|
متجولاً في شوارعِ المدينةِ
|
وبينما هو ينظرُ مشدوهاً
|
إلى صورِ السيد الرئيسِ تملأُ الحيطانَ والهواءَ وشاشاتِ التلفزيونِ.
|
مرقَ موكبُهُ المهيبُ، مجلجلاً
|
- بين جوقةِ المصفقين واللافتاتِ والحرس-
|
فتعالى الهتافُ من فمِ الرصيفِ المندلقِ
|
ورقصتِ البناياتُ والشجرُ والناسُ والغيومُ
|
فلكزَهُ أحدهم هامساً بذعر:
|
صفّقْ أيها المغفّل،
|
وإلا جرجركَ حراسُهُ الغلاظ
|