كــُـنْ عميـلْ
|
تـُصْبـِـح ِ المالكَ والمُـهلكَ والمـُـحْيي
|
و مَـنْ يَشـْـفي الغليلْ
|
و تكنْ أنتَ أبا الإحسان ِ والعطفِ ...
|
ومِـن هذا القبيلْ
|
وتكنْ أنتَ الجميلْ
|
والفضائِـيّـاتُ تـُـعـْطيكَ إطارا ً مذهِلا ً
|
كي تكون َ المُـستـَـطيلْ
|
كي تكونَ الرّجُـلَ الأوحَدَ باسم ِ المخرج ِ المجهول ِ
|
ذي الساق ِ الطويلْ
|
أو رئيسا ً ربّما تـُصبـِحُ في يوم ٍ
|
ولا شيءَ على بابِ العَمَالاتِ كبيرٌ مستحيلْ
|
أو وزيرا ً تملأ ُ العينَ
|
وهل هذا قليلْ ؟
|
لا تـَـفـُـتـْـكَ الفرصة ُ اسْـتـعْـجـِـلْ
|
و كنْ أنتَ العميلْ
|
* * *
|
كنْ عميلا ً
|
تربحْ المليارَ في نصفِ نهارْ
|
كنْ عميلا ً
|
تـُـصْـبـِحْ الذئبَ ولو قد كنتَ فارْ
|
كنْ عميلا ً
|
تـًُصْبـِحْ الأذكى ولو كنتَ حمارْ
|
وتـَجـِـدْ جنـّـتـَـكَ الدنيا
|
فهلْ يعنيكَ شيئا ً ؟
|
أنْ يغـُـلـّـوكَ إذا مُتّ َ بـِـــنارْ
|
أنْ يجُـرّ َ اللهُ من عينِـكَ ما سَبّــبْتَ للناس ِ
|
من القهرِ ومن ذلّ ٍ و عارْ
|
والهزيماتِ التي كنتَ تـُـسمّيها انتصارْ
|
والدنانيرَ التي تسلبُها منـّا
|
وترميها لخمرٍ ونساءٍ و قمارْ
|
والملايينُ يموتونَ جياعا ً
|
ويموتونَ اصطبارْ
|
والملايينُ يموتونَ سجونا ً
|
أو يموتونَ فرارْ
|
والعذارى قد شرِبْتَ الماءَ منهـُنّ
|
وأهديتَ البُخارْ
|
لصديق ٍ أعْـوَجـِيّ ٍ
|
أو وزيرٍ جاهلِيّ ٍ
|
أو لأ شباهِكَ أولادِ الخنازيرِ الصِّغارْ
|
وخـَوَتْ كلّ ُ الديارْ
|
وخلـَتْ كلّ ُ البساتين ِ من الطيرِ
|
ومن كلِّ الثــّـمارْ
|
يا ذراعَ الأمّةِ الأيمنَ يا ربّ َ الغِنى والإزدهارْ
|
لو ألـَمّتْ بكَ أعراضٌ من الموتِ
|
فلا تأخـُذ ْ قرارْ
|
أنْ تـرُدَّ الحكمَ أو أنْ تستقيلْ
|
ريثما يأتي عميلْ
|
يا ذراعَ الأمّةِ الأيمَن َ يا ربّ َ الجواسيس ِ وربّ َ العُمَلاءْ
|
قدْ تدَرّبْـتـُم على العُهـْرِ إلى حدِّ الهُراءْ
|
وتدرّبتـُم على خدمةِ أمريكا وإسرائيلَ
|
من تحتِ الغطاءْ
|
قد تفانيتـُم لإسرائيلَ حُبـّاً
|
وتدرّبتـُم على سفكِ الدّماءْ
|
تـُضمِرونَ الحُبَّ والتقوى لأمريكا
|
وتـُبْدونَ لها كلّ َ العِداءْ
|
فإذا قالتْ أنا ربّـُـكمُ الأعلى .......
|
تقولونَ ابعثينا أنبياءْ
|
وإذا قالتْ أنا السّـُلطانُ والشيطانُ في الدنيا
|
تقولونَ اجعلينا رؤساءْ
|
فرأتْ ليسَ لها في الأرض ِ أولادٌ
|
كأولاءِ العبيدِ الأغبياءْ
|
وبهـِم صارتْ تدُ كّ ُ الأرضَ بالظلم ِ .......
|
وقد طالتْ نجوما ً في السماءْ
|
تلطـُمُ المُسْـلِمَ حتى بالحذاءْ
|
وتعلــَّـمْنا من القادةِ ألوانَ الشـّـقاءْ
|
علـّمونا الرؤساءْ
|
مثـلـَما أوحى لهم ربّ ُ السفيهاتِ و ربّ ُ السّـُـفهاءْ
|
علـّمونا كيفَ نشتاقُ إلى الرقص ِ .......
|
ونشتاقُ إلى فـُحش ِ الغناءْ
|
علـّمونا كيفَ نستمتِعُ بالعارِ وبالجُبْن ِ .....
|
إلى حدِّ السّـخاءْ
|
علـّمونا الرّؤساءْ
|
أنْ نـُسَمّي الجُبْنَ وَعْيًا
|
وسياساتٍ وضرْبا ً من دهاءْ
|
علـّمونا لا ننالُ السِّـلمَ إلا ّ لو تفاءَ لـْـنا بأمريكا
|
وأصبحنا سياسيّـينَ مُـنـْـحَـلـِّـينَ جداّ ً ضعفاءْ
|
وتفكـّـكـْـنا كثيراً وكثيرا ً
|
وتقمّـصْـنا أميراً و وزيراً
|
وتعلـّـمنا بأنْ نرفعَ للقادةِ عن إخوانِنا مِنـّا تقاريرا ً
|
وأنْ نذبَحَهـُم مِنـّا قرابينا ً لوجهِ الزّعماءْ
|
وتعلـّمنا الغناءْ
|
وتعلـّمنا البكاءْ
|
وتعلـّمنا دروسا ً و دروسا ً
|
ثمّ صَفـّـقـْـنا لأنـّا ............
|
لم يزلْ في دمِنا حُبّ ٌ لأجدادٍ كبارٍ عظماءْ
|
لم يزلْ في دمِنا بعضُ الحياءْ
|
لم نزلْ أصحابَ تأريخ ٍِ وأصحابَ ضميرٍ أ ُمَـناءْ
|
لم نزلْ رُغمَ أ ُنوفِ الرّؤساءْ
|
عَرَباً أوطانـُنا تشـْحَـنـُنا مِلْءَ الدّماءْ
|
طاقة ً تسمو بنا جُوداً و صبراً و فداءْ
|
حيثُ نشتاقُ إلى بعض ٍ
|
ولا يبْعِدُنا عن بعضِنا طولُ المسافاتِ
|
ولا طولُ التعاريج ِ
|
و لا طولُ الجفاءْ
|
واخترَعـْـنـا للقاءاتِ دروبا ً من هواءْ
|
هكذا نحملُ للتأريخ ِ سرّا ً عربيـّـا ً
|
وتناقلناهُ جيلا ً بعدَ جيلْ
|
ورضينا بالقـليلْ
|
ويدُ الله ِ على كلِّ عميلْ
|