أنا لم أعُدْ مثـلـَما تعرِفينْ
|
لقد غيّروني
|
وقد زوّدوني بجنسِيَّـةِ المُـنـْـتـَمِـيـنْ
|
وقدْ زيـّـفـُوني
|
تنازلتُ عنْ كلِّ شئ ٍ جميلْ
|
تنازلتُ عنْ حبِّـكم قبلَ سَاعهْ
|
وعن حُبِّ أهلي وحُبِّ النخيلْ
|
وعن حبِّ حتـّى النهَرْ
|
تنازلتُ عن كبريائي الكبيرْ
|
وعن قدرتي والشجاعه
|
تنازلتُ عن حقــِّـنا في الحُصانْ
|
وعن حقـِّـنـا في البضاعَهْ
|
تنازلتُ عن حُبِّـكم قبلَ ساعه
|
تنازلتُ عنكم جميعًا فلا تـَشـْـتـُمُوني
|
فقد عِشتُ جارًا لكم ألفَ عامْ
|
ومُـتـّـُـمْ ولم تعرفوني !
|
أ لستم سكنتم مكاني ؟
|
أ لستم قتـلتم سكوني ؟
|
دعوني أكن تافهًا... ولا تـُمْسِكوني
|
دعوني أكن تافهًا ... لكي تعرفوني
|
لأني إذا حِزْتُ تلكَ الصفاتْ
|
ستحكي الإذاعاتُ عنّي بكلِّ اللغاتْ
|
لأنَّ النزاهة َ ذنبي الكبيرْ
|
وموتي طوالَ الحياة !
|
أنا الآنَ لا تصرُخِي لو أقولْ
|
أنا الآنَ .....لا أنتمي للبشرْ
|
تفرّقتُ في حُبِّكمْ في الرِياحْ
|
وأنتمْ تعيشونَ مِثلَ الحَجَرْ !
|
أعودُ إلى الغابِ ؟ كلا ّ ... مُحَالْ!
|
أنا لم أصَدِّقْ عَبَرْتُ النَهَرْ
|
وأهلي وقد ضَيّعوني وضَيَّعْـتـُـهُمْ
|
وراحَتْ عيونُـكِ خلفَ النهَرْ
|
تنادي عيوني
|
تقولين لي لا تبال ِ
|
تـَحَمّـَـلْ قليلا ً... ولا تعلمينْ
|
لقد حَمّـلـَتـْـني جبالا ً من الحزن ِ تِلك الليالي
|
وقد أرْغَمَتـْـنِي
|
أجُرّ ُ حِبالي
|
وأخرجُ مِن أيِّ شئ ٍ بلا أيِّ شئْ
|
تـَحَمَّــلْ إذنْ كلَّ شئْ
|
وعِشْ كالطيورِ التي صادَروها
|
من الليل ِ... خـُذ ْ ساعة ً أو دقيقهْ
|
ومِمّا مضى ... خـُذ دقيقهْ
|
ولا تجرحْ الناسَ حتى وإنْ عَذ ّبُوكْ
|
فأ فـْـئِدَة ُالناس ِجدّا ً رقيقهْ
|
تـَحَمَّـلْ إذنْ يا صديقي
|
لأنـّـكَ مهما رحلتْ
|
لآتٍ بنفس ِالطريقهْ
|
أنا ....آهْ ... كم عِشْتُ تحتَ الجحيمْ !
|
وكمْ مُتّ ُ تحتَ المَطَرْ !!
|
أنا لسْتُ أدري
|
إذا كان قلبي الذي ضيَّـعوهُ
|
مِن الماءِ أمْ مِن حَجَرْ
|
أعودُ إلى النَهْرِ ؟ كـَلا ّ مُحالْ
|
أنا لمْ أ ُصَدِّقْ عَبَرْتُ النَهَرْ
|
لهذا تنازلتُ عنكمْ جميعًا
|
فلا تبْعَثوا لي نداءْ
|
أنا جئتُ للأرض ِ قبْـلَ الأوان ِ
|
وبعدَ انتهاءْ
|
فهلْ تستطيعونَ أنْ تـَرْشـُدُوني
|
إلى وجهِ أمّي السَّماءْ ؟
|
لقد ضيَّعَــتـْـنِي حماقاتُ أهلي
|
فأصبحتُ جدّا ًحـقيرْ
|
وأصبحتُ ... مثلَ الشياهين ِ ....
|
لو طارَدُوها على الأرض ِ تنسى إلى مَنْ تطِيرْ
|
وتفقدُ حتى التصرّ ُفَ في عقـْـلِها
|
فقد غادرتْ مِن فضاها
|
إلى هذهِ الأرض ِ إذ لا مكانْ
|
فأرجوك ِ ..... لا تصرخي لو أقولْ
|
تنازلتْ عن حُبِّـكم قبْـلَ آنْ
|
لأنَّ الذينَ تنازلتُ عنهم أنا قبلَ سَاعه
|
لقد ضَيَّعُوا ساعتي مِن زمانْ
|