بتـــــاريخ : 10/26/2008 4:59:29 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1124 0


    الــصـفـقــة

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : قنديل | المصدر : forum.merkaz.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة الصفقة

    الــصـفـقــة
    عندما تفرط الفتاة في أنوثتها طمعا في المال والحياة الرغدة تستحق أن تطرد من الجنة التي عاشت فيها .. فالتكافؤ في الزواج مطلوب .. أما أن تضحي أى فتاة لكي تتزوج من رجل في سن والدها.. وعندما تحين لحظة الحساب في نهاية العمر تجد نفسهافى الشارع.
    جلس رجل الاعمال وسط حديقة فيلته الفخمة وحيدا بلا أنيس يحاوره في وحدته فقد رحلت زوجته ... وتفرغ أولاده لأعمالهم وبقي هو وحيدا يسارع الوحدة .. بعد أن كان ملء السمع والبصر .. لكن وفاة رفيقة حياته أصابته بالكآبة خاصة أنها رحلت في ريعان شبابها بعد معركة طويلة مع المرض .. فلم يتعود علي هذه الوحدة القاتلة .. فكر في الزواج ولكنه وجد رفضا شديد من أولاده .. واحتار ماذا يفعل ؟
    هل يرضخ لرغبات أولاده أم يتزوج وهو الذي عاش حياته مغرما بالمغامرات النسائية ..وأصبحت المرأة جزءا هاما فى حياته ودونها لا يعرف الاستقرار ولا النجاح فى عمله..
    اعتاد رجل الأعمال أن يذهب إلى أحد المحلات الفاخرة بالمهندسين يشتري منها هداياه ومتطلبات أحفاده .. ذات يوم لفت نظره فتاة جديدة تعمل بالمحل .. تسمر أمامها .. كان جمالها يفوق الوصف .. أحس أنها من حوريات الجنة من كثرة ما أنعم الله عليها بالجمال الباهر .. أنساه جمالها الأشياء التي حضر لشرائها .. دارت الدنيا به .. ركب سيارته وذهنه مشغول بهذه الحسناء .. يفكر كيف الوصول إليها .. لقد خفق قلبه لحبها .
    بدأ يتردد علي المحل لكي يملأ عينيه منها .. أخذته الشجاعة ودخل المحل التجاري الفخم .. نظرإليها من أخمص قدميها حتى رأسها .. ثم طلب منها أن تقابله فى مكان عام بعد انتهاء العمل بالمحل..
    وافقت الفتاةواتفقا على الغد موعدهم وعادت الفتاة بعد يوم عمل شاق لشقتها تفكر..ماذا يريد منها هذا الثرى؟هل يريد الزواج؟أم قضاء وقت ممتع معها فقط؟
    أسئلة كثيرة شغلت تفكيرها دون أن تجد لها إجابة تقنعها..أخيرا قررت أن تنام حتى تستيقظ لعملها لكن أمها لاحظت عليها انشغالها بأمر هام وسألتها:هل حدث لك مكروه فى العمل؟
    لا ياأمى..فقط أنا مشغولة بشىء ما..
    تبتسم الأم وتقول لها خير ياابنتى..هل دق قلبك لابن الحلال..صارحيني بالحقيقة أنا أمك وممكن أساعدك ولنفكر سويا..لا تخشى من شىء..
    تطمئنها ابنتها بأن الأمر لايعدو مجرد هاجس فقط..ويخلد الاثنان للنوم.
    ارتدت الفتاة أجمل ثيابها ..تعطرت بأغلى العطور أصبحت كالعروس فى ليلة زفافها..فقد أيقنت أن هذا الثرى لا يرغب سوى الزواج..
    دقائق مرت عليها وهى تقف أمام المحل ..ثم وقفت السيارة الفارهة وبداخلها رجل الأعمال فتح لها الباب ..ركبت بجواره..ارتعش جسدها فالسيارة مكيفة..وعلا وجهها الخجل..وسألته فى دهشة ماذا تريد منى؟
    ابتسم رجل الأعمال وهو يقول لها ..لاتتعجلى ماهى إلا ثوان وتعرفين كل شىء..توقفت السيارة أمام الكازينو المشهور على النيل.
    جلس الاثنان بأحد أركانه يتناولان العصير..وبدأ يسألها:هل أنت مخطوبة؟
    قالت الفتاة فى خجل:لا..
    ثم يكرر رجل الأعمال سؤاله وهل يسكن فى قلبك أى شاب؟
    أجابت بالنفى
    ابتسم وقال لها خلاص لقد اتفقنا..
    نعم اتفقنا على ماذا؟
    اتفقنا على الحب ياحبيبتى
    حبيبتك هكذا من أول لقاء..
    نعم فعلا أنا أرغب فى الزواج منك رغم فارق السن بيننا..ومار أيك هل يكون عقبة فى اتمام زواجنا؟
    تتنهد الفتاة وتقول..لا
    ويبدأ رجل الأعمال فى استرسال كلمات الحب والغرام نحوها وهى جالسة بجواره تفكر ماذا تفعل وكيف ستعرض الأمر على والديها؟
    وانتهى اللقاء وعادت الى منزلها بالسيارة الفاخرة.
    أدارت الفتاة قرص التليفون واتصلت بشقيقتها الكبرى وسألتها عن أحوالها مع زوجها وأولادها ثم بدأت شقيقتها تشكو لها صعوبة الحياة وقسوتها وعندما انتهت عرضت عليها الفتاة أمر خطبتها من رجل الأعمال الثرى..وبسرعة ودون تفكير قالت لها شقيقتها هذه فرصة لاتدعيها تضيع منك.."(الراجل لا يعيبه سوى جيبه)وشجعتها على الاستمرار فى حب رجل الأعمال بل أن تسرع فى الزواج منه..وتخرج من دائرة الفقر التى تعيش فيها..انتهت المكالمة.
    جلست الفتاة مع أسرتها أمام التليفزيون الجميع منشغل بالمسلسل الذى يتابعه الجميع ماعدا الفتاة شاردة فى التفكير..وفجأة لمحها والدها وهى بهذه الحالة وقال لها..ماذا يشغلك ياابنتى؟
    لايابابا ..هناك أمر هام سوف أعرضه عليك بدأت الفتاة تروى لوالدها قصة حبها لرجل الأعمال وكيف أنه ينتظر موافقته على زواجها منه..وكما فعلت شقيقتها الكبرى وافق والدها بسرعة وقال لها ..هذا عريس لقطة دعيه للحضور غدا..وعندما أفاق الأب من الصدمة..سأل ابنته:هل العريس عارف كل شىء عنك ؟
    نعم يا بابا..عارف أننا أسرة فقيرة وهو غنى جدا..
    يرتب الأب على كتف ابنته ويقول لها على البركة.
    ولم تمض سوى أيام قليلة وذهب العريس العجوز لمنزل أسرتها يطلب يدها .. قابله الجميع بحفاوة بالغة .. فقد هبطت عليهم ثروة من السماء .. لم يصدق والد الحسناء نفسه ورجل الأعمال يضع أمامه مبلغا كبيرا من المال لم يحلم به في حياته واتفق الاثنان علي تحديد حفل الزفاف وكان شرط رجل الأعمال الوحيد أن يكون في نطاق ضيق عكس رغبة أم الزوجة التي رضيت في النهاية خوفا من فشل الصفقة ..
    بعد أيام كانت الحسناء في القصر الفخم ملكة متوجة علي العرش .. تنفست الصعداء وهى تخطو أولي خطواتها علي سلالم القصر .. عاشت حياة أصحاب الملايين .. وتحقق حلمها في الحياة المرفهة .. ارتدت أفخر أنواع الثياب .. وتحلت بأغلى المجوهرات .. تنقلت بالسيارة الفاخرة .. والسائق الخصوصي .. عاشت ثلاث سنوات امتدت لخمس مرت عليها كحلم ليلة صيف هادئة ..
    ثم بدأ العد التنازلي لعمر زوجها .. بينما أنوثتها بدأت تنفجر .. ومع الأيام أحست بالوحدة .. فالمرض لازم زوجها نسيت الثراء الفاحش والتمتع به وتفرغت لأعمال التمريض .. وذات يوم فاتحت زوجها لكي يكتب لها كل أملاكه .. رفض بشدة اختلف الزوجان علي الثروة .. الزوج يريد التنازل عن جزء منها لها .. وهي ترفض وترغب فيها كلها قالت له يكفي أنني ضيعت أنوثتي مع عجوز مثلك .. وبدأت المشاجرات تعرف طريقها لعش الزوجية السعيد .. لم تيأس واصلت ضغطها علي زوجها للتنازل الكامل .. كان رد فعله طردها من الفيللا وجاء بأحفاده يقيمون معه ..
    لم تجد أمامها وسيلة سوى اللجوء لمحكمة الأحوال الشخصية شرحت فى دعواها أن زوجها أصبح في عداد الموتى بعد أن اشتد عليه المرض وتخشى علي نفسها من الفتنة وترغب في الخلع وبعد تداول القضية خلال عدة جلسات وافقت المحكمة وعادت الزوجة إلي الحي الشعبي وهي تلعن المثل الشعبي الذي كان سبب زواجها !

    كلمات مفتاحية  :
    قصة الصفقة

    تعليقات الزوار ()