|
|
|
|
بتـــــاريخ
:
|
11/1/2008 9:35:25 PM
|
الفــــــــئة
|
طرائف وعجائب
|
التعليقات
|
المشاهدات
|
التقييمات
|
0
|
591
|
0
|
|
|
|
|
أين تكمن منابع السعادة...؟؟
أين تكمن منابع السعادة...؟؟
|
لو طرحنا السؤال الذي يقول: "ما هي السعادة؟" على عينات مختلفة من الناس، لجاء الجواب مختلفا جدا، إلى درجة أننا ربما نستنبط من ذلك أن السعادة حالة شخصية، وليس لها مفهوم عام..
ومن ثم فلا يمكن وضع قواعد لها، والتحدث عما يمكن أن يجلب السعادة للإنسان وعما يمكن أن يجلب له الشقاء، لأن ما يعتبر سببا من أسباب السعادة لدى شخص، قد يكون سببا من أسباب الشقاء لدى آخر..
غير أن الذي لا شك فيه أن كثيرين يرون بعض الأمور التالية من أسباب السعادة:
1- الثروة والغنى.
2- النجاح والانتصار.
3- الحب والعائلة.
4- الاطمئنان والسلام.
5- الجمال والشباب.
6- الصحة والنشاط.
7- الشهرة والمنصب.
8- العظمة والقدرة.
9- الفرح والابتهاج.
10- الإثارة واللذة.
11- الاسترخاء والراحة.
فهل أن واحدا، أو أكثر من هذه هي أسباب للسعادة فعلا؟!.
والجواب: إذا أخذنا بعين الاعتبار أن "الروح" هي موطن السعادة وليس الجسد، فإن السعادة تكون حينئذ شعورا روحيا وليس أمرا ماديا.
صحيح أن هذا الشعور قد يكون وليد شيء مادي، مثل شعورك بالسعادة لسبب الراحة بعد تعب شديد، إلا أن الراحة نفسها ليست سعادة بحيث يقال أنك كلما حصلت على الراحة أكثر حصلت على السعادة أكثر.. وكلما نقصت راحتك نقصت سعادتك.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى كل الأمور السابقة الذكر، فهي قد تولد شعورا بالسعادة، ولنها ليست السعادة نفسها، وإلا لكان كل الأغنياء سعداء، بينما نجد أن كثيرا منهم يعيشون في أشد حالات الشقاء، وأن بعضهم يضع حدا لمعاناته باللجوء إلى الانتحار..
كما أن كثيرا من موفوري الصحة، وكثيرا من الشباب وكثيرا من المشاهير، وكثيرا من أصحاب الجمال، لا يشعرون بالسعادة في حياتهم، وربما يغبطون غيرهم في ذلك..
غير أنه لا بد هنا من توضيح مسألة هامة؛ وهي أننا حينما نقول أن السعادة حبور نفسي، ولذة روحية، فلا يعني أننا ننكر أسبابها المادية. فلربما يكون المال، أو الراحة، أو أي حاجة أخرى سببا لسعادة المرء.. كما يمكن أن يكون افتقاره لها سببا لشقائه.
فالذي هو على وشك أن يموت من الجو ع والعطش، فإن السعادة بالنسبة إليه تتلخص في لقمة خبز وشربة ماء.
والذي يعاني من الاعتقال، فإن السعادة بالنسبة إليه هي الحرية.
والذي هو على وشك أن يفوته قطار الزواج ولم يتزوج بعد، فإن السعادة بالنسبة إليه هي أن يجد شريكة حياته.
ومن يعيش في بيت ضيق، فإن دارا واسعة يمكن أن تعطيه شعورا بالسعادة.
وهكذا فإن إشباع الحاجات من أسباب السعادات..
ومن هنا جاء في الحديث الشريف: "ثلاثة من السعادة:
1- الزوجة المؤاتية (المنسجمة).
2- والولد البار.
3- والرزق.. يرزق معيشته يغدو على صلاحها ويروح على عياله".
وفي حديث آخر: "من سعادة المرء المسلم: أن يكون متجره في بلاده، ويكون خلطاؤه صالحين، ويكون له ولد يستعين به".
وفي ثالث: "سعد أمرؤ لم يمت حتى يرى خلفه (أولاده) من نفسه".
وفي رابع: "إن من سعادة المرء المسلم أن يشبهه ولده، والمرأة الجملاء ذات دين، والمركب الهني، والمسكن الواسع".
وفي خامس: من سعدة المرء أن تكون معيشته في بلده.
ولقد وضع أحد الأدباء العرب هذه المعاني في المقطوعة الأدبية التالية فقال:
السعادة أن يكون للمرء مسكن يؤويه..
وضيعة قريبة، غلتها تكفيه..
ولا تزيد على كفايته فتطغيه..
وزوجة مؤمنة تراضيه وتواتيه..
وولد بار يسليه..
وجار صالح لا يؤذيه..
وخادم عن محنة نفسه يحميه..
وماوراء ذلك فلا حاجة له فيه..!
ونعود هنا لنسأل:
هل السعادة هي الفرح والابتهاج؟.
والجواب: إن ذلك غير صحيح..
لأن كثيرا من الأفراح نابعة من الأنانية، وحب الذات. فما يرضي نفوسنا يفرحنا، أما ما يرضي الآخرين فلا دخل له بفرحنا.
وهكذا فإن الفرح أحيانا لا ضمير له..
ولقد كان الطغاة يفرحون حينما يقتلون مخالفيهم، بينما كانت ضمائرهم تؤنبهم، فهل كانوا سعداء؟!.
إن الابتهاج، إذا نبع من القلب، وكان من أجل القيم، والحق، وارتبط بطمأنينة الضمير، ونقاء الروح، وراحة القلب فهو من السعادة.
أما الابتهاج الذي يصدر من نشوة الملذات بعيدا عن يقظة الضمائر، فهو غريزة حيوانية.
وهل السعادة هي الصحة والشباب؟
والجواب: قد تكون الصحة والشباب شرطا لتحقيق السعادة المادية، ولكنها ليست هي السعادة. وإلا فلماذا ينفق الناس صحتهم وشبابهم سعيا وراء السعادة؟.
وهل السعادة هي الشهرة والمنصب؟
والجواب: إن كثيرين يظنون ذلك ويعتبرون الأكثر شهرة، هو الأكثر سعادة، غير أن الشهرة لا تدخل من الباب حتى تهرب السعادة من الشابك.
وقد قيل أن شهرة المرأة قبر سعادتها. لأن الشهرة تسلب منها الراحة والحرية معا وأية سعادة يمكن تصورها من غير الراحة والحرية..؟
أما المناصب؛ فإن أصحابها محسودون، غير أنهم يشبهون راكب الأسد، الكل يشير إليه بإعجاب، أما هو فعلى وشك أن يموت من الأسد الذي يركبه..
وأن أكثر ما يقلق صاحب المنصب هو خوفه من أن ينقلب عليه الكرسي الذي يجلس عليه، فيصبح مركوبا بعد أن كان راكبا.
ومع القلق أي مجال آخر يبقى للسعادة؟
|
|