أنت وحدك سيد أفكارك,وأنت وحدك الذي يستطيع أن يتحكم في نوعيتها,لاأحد ينوب عنك في هذا الامر,عندما تكون في موقف صعب وتردد في نفسك :"لن أقدر أبدا أن أتغلب على مخاوفي" أو "نظرا لكثرة المرشحين لهذه الوظيفة,فسأفشل حتماً في الحصول عليها",عندما تفكر بهذه الطريقة ,فإنك تغذي جهازك الداخلي بأفكار سلبية,من شأنها أن تؤثر سلبيا على سلوكك دون أن تشعر.
بينما إذا شحنت جهازك الداخلي بتصورات إيجابية,فإنها ستصلح شيئاً فشيئاً عاداتك السيئة وتؤثر إيجابياً على حياتك اليومية.
كلما فكرت في النجاح كلما توفرت لك فرص النجاح أكثر.
يقول علماء النفس :"كل فكرة تبقى في الذهن طويلاً تميل الى التحقق في الواقع".وهذا مايفسر فعالية الإيحاء الذاتي,ويمكننا التثبت بسهولة من صحة هذه القاعدة في المجال الطبي :فكل الأطباء يؤكدون أن أي مريض,ولو كان مرضه خطيراً,مقتنع بقرب شفائه,له فعلاً حظ أكبر في الشفاء من غيره.
ماذا يمكن أن يحدث أسوأ مما حدث؟
عندما تستعد لاجتياز عقبة ما ولاتستطيع السيطرة على مخاوفك وقلقك,تفكر في أوسوأ مايمكن أن يحدث,ثم قل في نفسك بإعتقاد جازم :"على كل حال مهما حصل,فإن الحدث لن يكون أسوأ مما تصورت".
بتكرار هذا التأمل عدة مرات,ستلاحظ بالفعل أن قلقلك وانشغال بالك سينقص بنسبة ملحوظة,ليعوض بنوع من الانشراح ,لنضرب مثالين على هذا:
- شخص مدعو لمحادثة مع مدير شركة,يكاد قلبه ينخاع من شدة الاضطراب,مع أن أسوأ شيء يمكن أن يحصل له هو ألا يقبل ليشغل المنص الشاغر.وما الضرر في ذلك؟ سيعود ببساطة الى نفس الوضع الذي كان عليه قبل أن يقدم مطلبه,وطبعاً,ليس في هذا نهاية العالم!
- أنت تتأهب لإلقاء محاضرة في الفصل,وإذا بكل جسمك يرتعد من الخوف.فقط,فكرة الحديث لبضع دقائق أمام كل زملائك تملأ صدرك رعباً على انفعالاتك وترتيب أفكارك,لكن بعد بضع لحظات فقط,يعود كل شيء لسيره الطبيعي,ثم إنك لست اول ولاآخر شخص يصاب بالرهبة.حتى أستاذك وزملاؤك تعرضوا لهذا الانفعال يوماً ما,وكذلك كان الحال بالنسبة الى كل خطيب جيد في بدايته,فما الغريب أن تشعر به أنت أيضاً؟
حارب المقولات الهدامة
لنأخذ مثالاً: ابنك الصغير خرج في المساء مع صديق له لمشاهدة فيلم دون طلب الإذن منك؟
عند رجوعه,لا توبخه بجمل هدامة من نوع :"أنت ابن عاق,لن أسمح لك ابداً بالخروج بعد الذي فعلت",بل اتركه يرتاح,ثم في الغد حدثه بهدوء :"بلال ,أفهم جيداً أنك بعد أسبوع مرهق بالدراسة تود أن تروح عن نفسك قليلاً,لكن,لم لم تخبرني بخروجك البارحة؟ لقد كنت أنوي أن نذهب سويا لزيارة أبناء عمك".
تعلم,إذاً في حياتك اليومية: أن تشر,أن تشجع,وأن تعاتب أيضاً,لكن باستعمال جمل بناءة