الأديان والرسالات السماوية كلها مجمعة على كلمة واحدة هي شعار السعادة البشرية:
(عامل الناس بما تحب أن يعاملوك )!
تقول (البوذية) : (البغضاء لا تتلاشى بالبغضاء أبدا , إنما تتلاشى بالحب , هذا هو الدستورالخالد) .
تقول (المسيحية) : (وصية جديدة أنا أعطيكم , أن تحبوا بعضكم بعضا) !
وتقول (الكونفوشيوسية) : ( سئل كونفوشيوس : هل ثمة كلمة واحدة تجمع أسس الخصال الحميدة ؟ فأجاب : أليست المبادلة هي تلك الكلمة , فما لا تستسيغونه لا تقدموه للآخرين ) !
وتقول الهندوسية : (الدين الحقيقي هو أن تحب كما يحب الله الأشياء جميعا كبيرة وصغيرة) !
وتقول الموسوية : (لا تعلموا بالآخرين ما هو مكروه لكم , هذا هو الناموس برمته , وكل ما عداه شروح) !
ويقول الإسلام : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه كما يحب لنفسه) !
وورد أيضا : ( أحبب لأخيك ما تحب لنفسك ...واكره له ما تكره لها) !
ينبغي التأكد والإلتفات هنا أن هذه المعادلة قائمة على غير قاعدة (المعاملة بالمثل) التي غالبا ما تستعمل في المعاملات (القصاصية) – من القصاص- يقول تعالى : (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) (البقرة 194) .
هي معادلة قائمة على قاعدة : (المعاملة بالحب والحسنى) .
إذ ليس هناك عاقل على وجه الأرض يحب أن يعامل البشر بسوء أو بكراهية بما في ذلك المسيئون من الناس !
نقطة الإنطلاق أنت , حدد ما تحب أن تعامل به , عندما يسهل عليك أن تتعامل مع الآخرين – كما أنت – يحبون أن يعاملهم الناس بالرقة واللطف والإحترام والمعروف , فالإنسان – كما قيل – عبد الإحسان .
لنترجم هذه القاعدة أو المعادلة إلى لغة ثانية , لغة متحركة أو حركية .
أنت مثلا - تحب أن يرد الآخر (الآخرون) على تحيتك بمثلها أو بأحسن منها , حفاوة ولطفا , بل ومشفوعة بإبتسامة عذبة وكلمات تقدير عاطرة , وأن يصافحوك بحرارة , أن يسألوك عن أحوالك ليطمئنوا عليك ...
جرب ذلك معهم ...
النتيجة معروفة سلفا , إنهم سيتلقون ذلك على أنه علامة حب ودليل إهتمام واشارة تقدير , وإذا كان قد ران أو خطر على أذهانهم تصور سلبي عنك لسبب أو لآخر فإنه سيزول اذا ما واظبت على هذا الحب وذاك الإهتمام , نقول ذلك عن تجربة إجتماعية واسعة , لا شخصية محدودة .
وبلغة الكسب : هنا ماذا تربح أنت ؟
لقد ضمنت لنفسك تعاملا إيجابيا مع الآخر – كقاعدة لها إستثناءات – وبالمفاهيم الأمنية : أمنت جانب الآخر عشتما في رخاء وإخاء وسلام .
هذا المردود الإيجابي من التعامل بالحسنى وعرفان الجميل , ورده والتنافس فيه , أكبر من كبير .
ترويض الآخر , إستقطابه , إستمالته , إجتذابه , كسب وده , كل ذلك يمر عبر هذه القناة الخضراء.
لا يشغلنك الذين يردون الإحسان بالإساءة , إنهم على كثرتهم قلة , وهم مرضى نفسانيون , أصحاب عقدة , أنت (الثابت) وهم (المتغير) أنت القاعدة وهم الشاذون إنسانيا .
في خيارات الطرق , قد نختار الأقل مشاة , لكنه الكثر نجاة .
أكثر المشاكل , أغلب الصعوبات , معظم الحساسيات , تنجم عن تجاهل أو تغافل هذه القاعدة الذهبية , أو السير خارج خط سيرها !