ما زلنا غير متأكدين من الدور الدقيق الذي تلعبه الطيور البرية
قال الدكتور جاك ضيوف، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في المؤتمر الوزاري الدولي بشأن وباء أنفلونزا الطيور الذي انعقد مؤخرا في نيودلهي بالهند إن أنفلونزا الطيور ربما ما يزال يُعد سبباً للوباء وقد يتطلب مواصلة جهود الرقابة والمكافحة ولاسيما في أوساط الحيوانات.
حذر الدكتور ضيوف قائلاً "أن انتشار أنفلونزا الطيور يتمثل في ظهور أزمة صحية كبيرة متوقعة تكتنفها مخاطر متزايدة لانتقال مسببات المرض عبر مسافات بعيدة خلال فترات قصيرة جداً تدعمها في ذلك ظاهرتي العولمة وتغير المناخ".
لقد تمكنت بلدان كثيرة بعد أن طبقت منذ نحو 4 سنوات برامج مكافحة ووقاية من أنفلونزا الطيور، من احتواء المرض أو حتى استئصاله. وقد نفذت كل البلدان تقريباً برامج طوارئ وعززت خدماتها الصحية والبيطرية. ولكن رغم الجهود الهائلة التي بذلتها البلدان والمجتمع الدولي للوقاية من فيروس (اج5ان1) ومكافحته فإن البلدان ما تزال تواجه تحديات كبيرة.
المخاطر المتبقية
يواصل فيروس (إج 5 إن1) شديد الخطورة انتشاره في بعض المناطق من العالم الأمر الذي تسبب في إدخال المرض أو إعادته إلى بلدان أخرى.. فالمناطق التي شملتها موجات واسعة من المرض ما زالت هي نفسها ولاسيما في بلدان مثل مصر واندونيسيا حيث يستوطن فيها مع التوقعات بظهور فيروس وبائي".
وقال الدكتور جاك ضيوف، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "ما زلنا غير متأكدين من الدور الدقيق الذي تلعبه الطيور البرية، حيث أن هناك مخاطر فعلية من الفيروسات التي ظهرت سيما وأن اللقاحات الحالية لا تؤمن الحماية من تلك الفيروسات. وثمة مشكلة كبيرة أخرى هي تكلفة برامج المكافحة على المدى البعيد وكيفية تمويل تلك البرامج. وأخيراً ما تزال هناك مصاعب في السيطرة على الحركة غير المشروعة للمنتجات والحيوانات الحية".
تحتاج نظم إنتاج الدواجن إلى تحسين إجراءات الأمن البيولوجي والنظافة للحيلولة دون انتشار الفيروس خلال مراحل الإنتاج كافة مؤكداً "أننا بحاجة إلى إطار عمل عالمي ينظر بدقة في العواقب الاقتصادية والاجتماعية المعاكسة المحتملة والتي قد تنجم عن تلك التغيرات ولاسيما إزاء السكان الأشد فقراً وسبل معيشة أولئك الذين يحتفظون بالدواجن في مناطق سكناهم".
الأزمات الصحية
يتعين على المجتمع الدولي أن يتهيأ لمواجهة أزمات صحية كبيرة أخرى من جانب مملكة الحيوان.
خصوص أن وتيرة التجارة الدولية ستتواصل بسرعة بينما يتسبب تغير المناخ وتأثيره على النظم الايكولوجية في انتشار الأمراض المنقولة عن طريق الحشرات في المناطق التي لم تتأثر بها إلى الآن.
والمعلوم أن حمى الوادي المتصدع وفيروس اللسان الأزرق وحمى غرب النيل هي مجرد أمثلة على الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات، غير أن انتشار الأمراض الوبائية الأخرى مثل الحمى القلاعية وحمى الخنازير الأفريقية هي مثل مرض أنفلونزا الطيور، وأمثلة أخرى مرتبطة بتكثيف النظم الإنتاجية وبالزيادة في الحركة التجارية سواء كانت تحت السيطرة أم لم تكن".
وجدير بالذكر أن الجزء الأعظم من الأزمات الصحية التي حصلت في غضون السنوات العشرة الأخيرة كان مرتبطاً بالأمراض القابلة للانتقال إلى بني البشر والتي برزت في الأصل في البلدان النامية. ولهذا السبب وبشكل واضح فأن الاستثمارات المطلوبة لتحسين النظم الصحية ينبغي أن تركز على الوقاية من جهة المصدر في الحيوانات، وفي بلدان الجنوب".
يُذكر أن 60 بلداً آسيوياً وأوروبياً وأفريقياً قد تأثرت بأنفلونزا الطيور منذ العام 2003 بما فيها 26 بلداً تعرض إلى موجات من المرض المذكور في العام الحالي 2007. وباستثناء الموجات القليلة المسجلة في الطيور البرية، فإن الموجات المؤكدة كانت في قطاع الدواجن المنزلية بما في ذلك الدجاج والديك الرومي والأوز والبط وطائرالسماني.
لقد لعبت منظمة الأغذية والزراعة من خلال شراكتها مع الخدمات البيطرية الوطنية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الصحة العالمية دوراً ريادياً في محاربة أنفلونزا الطيور حيث أن أكثر من 130 بلداً قد حظيت بدعم المنظمة بما يمكن تلك البلدان من تطبيق إجراءات وقائية ومكافحة مناسبة.
إن نظم الصحة الحيوانية القوية التي تديرها خدمات بيطرية مجهزة تجهيزاً جيداً ويُدعمها التزام سياسي واضح ما هي إلاّ عناصر أساسية لحملات ناجحة لمكافحة انفلونزا الطيور.
البيان