|
|
|
|
|
|
|
|
|
بتـــــاريخ
:
|
11/12/2008 6:49:06 PM
|
|
الفــــــــئة
|
الآداب والثقافة
|
|
التعليقات
|
المشاهدات
|
التقييمات
|
|
0
|
980
|
0
|
|
|
|
|
|
|
ســــبات شـــاغـان
الناقل :
mahmoud
| العمر :35
| الكاتب الأصلى :
ابراهيم كبة
| المصدر :
www.awu-dam.org
ويظهر الانسان وكأنه كائن ضعيف هشّ
وبغير أهمية تذكر.وقد القي به في عالم لايهتمّ به.بل وكأنه يعاديه
- ا.م.بـوشـنســكي -
استلقى (شاغان) استلقاءة هادئة في مضجعه.أصاخ الى هدير الصمت.جاست عيناه في حندس كثيف.عابثته الأطياف.ودهمته الرّؤى.تنسّم أنفاس ماض قديم.جاشت لهفة قاهرة في فؤاده.ولبّى نداء الأعماق.أين مرساي ؟ ادلهمّت السماء.واحتجبت الشمس.اكتنفه ظلام كثيف.انقبض صدره.لابصيص في فضاء الحجرة القاتم.انتظمت أنفاسه واغفى.لاحت نذر عاصفة في الأفق. هصره برد قارص.سال الماء حتى غطّى أديم الأرض.تلوّى افعوان في مسرى الماء.وانساب خلفه نبات شائك.بحث عن مأوى يقيه غائلة الرّيح.ما عتّم أن اهتدى الى كهف لاذبه.
شهد خاتمة غضب الطبيعة.سعل (شاغان) .شلّ البرد أطرافه سفعت الرّيح حجاب الغمام.وبدّدته.الزّمان يجرى.لاح القمر كسا سناه معالم الأشياء.انّه بلا عون.تائه هائب.باغته الألم فتلوّى.حسبه لهب أحشائه.دنا حيوان من مكمنه.ثمّ شخر ونفر بغتة.انفجر فجر قان.شحنه اليأس والأسى.غاص في بحران هواجسه.عمّ تبحث يا (شاغان) .عن حلم تراءى في اغفاءة أم عن أمنيّة؟عن بداية أم عن خاتمة؟.
تكاثف ندى الفجر على الأغصان.سال ثمّ هوى.انبعث بخار كالأنفاس من الأرض.تنسّم عبق الطبيعة.حطّ سرب طير على أجمة.
أضغاث أحلام أم حقّ صريح.استولى عليه الكرى.خال أنّه في جنّة عدن.بدّد شعاع الشمس قتامة الفجر وكآبة النفس.مشى تحفّ به الأزهار والأشجار.جنّة غنّاء.الألق كدّره هباء.هل أنا شيطان أم ملاك؟لم لا يسكن الألم لحظة.انّه جحيم حقّا.مسعى يتمخّض عن هباء.لسان (شاغان) لسان طلاسم.أنت جليد لا حياة فيه.الصمت طاحونة.والألم أيضا طاحونة.توهجت شكّة سلاح (شاغان) تحت شعاع الشمس.تراءى له الشيطان في هيئة نكراء.أجفل وجزع.هتف بلا صوت.لكنّك (شاغان) ؟.
اعتكف في هيكل المدينة.صاغ قوانين للحياة لاتشين الحياة.وعكف أيضا على كتابة تاريخ حياته.غاص قرص الشمس خلف هالة الأفق لمعت عيناه وأيقن أنّها حرب ضارية.هلمّ ولا تتقهقر.خيمت ظلال المساء.سكن عزيف الرّيح.جثث الأعداء لا تحصى.هبّ تيّار هواء لطيف.احكم (شاغان) لفّ عباءته على جسمه.جثى في مصلاه.ردّد الأفق عواء ذئب.بنى هيكلا لا ينانا.سوف أجف تحت شعاع الشمس.أنا صلصال.حين هزم جيش غريمه قال:لاأدرى هل أغتبط أم أمتعض؟.جذبه سحر قاهر الى (ليليث) تردّد صدى ألحان (آشاك) وأنغامه في فضاء الهيكل.تساءل عن معنى جمال المرأة.جثى واستغرق في صلاة حارّة.أخشى أنّ الحقيقة قد ضاعت الى الأبد.
-انّي خائف.
حين أهتف أين أنت يا أمّاه.لا أسمع تلبية لندائي سوى صدى أجوف وقهقهات هازئة.وهمس بغيض.انّي أتفادى اراقة الدّم.وخزه الألم في جنبه الأيمن.
- (ليليث) داء ودواء
تهادى مركب على ضفاف النهر العظيم. النائم ميت.تسلل شعاع الفجر من خصاص النافذة.بهره ضوء الفجر.ايقظه تغريد البلابل،نهار وليل.موت وحياة.سعادة وتعاسة.لامعنى للأسماء.
ولا معنى للأشياء.لأنّ (شاغان) لايبرح فراشه.والألم لا يبرح أحشاءه.لقد غوى الانسان.تفاداه (خطّاف) .لوى جذعه اصطاد غزالا نحره.جاش ندم صادق في جنانه.الحياة لاتطيق براءة طفل.الرّيح اهزوجة الفناء.فلا تشقى
الماء نبيذ (شاغان) .تطغى أنغام (آشاك) على نزف الحياة. سعى عنكبوت ضخم على رمل لدن.الأوقات ليل.والألم لا يفتأ يخزه حتى هاض عزمه.حين اجتاح غزاة الليل المكان.توارى (شاغان)
قال:
-لن اتصدّى للقضاء
شلّ اليأس قواه.وطوى فؤاده على غضب جليل.دعاه حجاه الى الصمت.لكنّ الأسى اضطرم في نفسه.العالم خارج حجرتي زائف. حركة عمياء نحو اللاشيء ونحو اللامعنى.
لن البث أن أنتقم.أحزنه الأنين ومرأى الدّم.انزوى في قلب صحراء نائية.سرت رنّة حزن الى صوت (آشاك) وغنائه. وغشّى وجوم وجه (ليليث) .انتابه غمّ جسيم ونكد لا نهاية له.جرى الزّمان بلا ونى.قضى (آشاك) .ودفن (ليليث) في صحراء بلا حد.أطبق أجفانه على خيال امّه.وخيال هيكل (اينانا) بينما عوى الألم في أحشائه
|