بتـــــاريخ : 11/12/2008 6:50:27 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1035 0


    أشــــــــــجان

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : ابراهيم كبة | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :
    قصة أشــــــــــجان ابراهيم كبة

     

     

    انّ احلامنا هي حقيقة بالنسبة الينا ونحن نحلم.‏

     

    انها حقيقة كأية خبرة نحصل عليها في حياتنا‏

     

    اليقظة.‏

     

    - اريـك فــروم -‏

     

     

    هائم في احياء المدينة على غير هدى.مدينة أشباح خاوية .لكن الأصوات والألوان تتلاطم في الباطن.هائم في ظلماء بلا حد.بحثا عن مأوى بمنأى عن الأذى.في الأحشاء تتلوّى شواظ لهب.مضى عام ونيف على ابلاله.صرخ عبثا في نوبات ضرّه.أين كأس السّم؟.عصف به الجنون عصفا.وتمخّضت ظلال الأعيان عن خواء.اليأس طبيعة ثانية.المدينة اخطبوط هائل.وكهف للكائنات الدنيا والهوام.‏

     

    فاء الى عمله بلا حماسة.تشفّ قسماته عن برم.ذوى العالم.نزف الحياة لا يفتر.لقد استحال الى حطام.أوهنته كلالة اعترته بغتة مثل الشلل.غدا ناحلا ورقيقا.بات كطيف شفّاف لولا هبة والتّكية لما استوى قائما.عمّ تتحرّى في ادلهام دون بصيص عن حلم طفل.أم عن معجزة؟لاأفهم مغزى الايماء.ولاطبيعة الأشياء.التوى عليه استكناه ما يرى.غدا نبيا بغتة .لكنّه يتداعى .قالت له هبة:‏

     

    -أنت واهم‏

     

    اجاب:‏

     

    -انّي أفكّر بالموت كحلّ لمأساتنا‏

     

    اخضلّت عينا هبة.سماء الشتاء تريد.لم لا تعيد صياغة الأشياء والأشكال والأفكار عسى...لاجدوى.جئت في هرم الزّمان والعالم يجرى برمّته نحو غاية غريبة.‏

     

    -لم لا تفكر بالحياة‏

     

    سمراء.هيفاء.عينان دعجاوان وأنف اقنى لطيف.الا ترين انّ التاريخ حقّق معجزة؟.تراءى له قزم في ليلة قاتمة الأديم.تلوّى تحت شجرة سرو وهلل.قال له:‏

     

    -لاتتقزّز.أنا خيالك في المرآة‏

     

    صرخ عقب ذا بلا صوت:أين كأس الحمام؟التهمه الظلام في أمسيات الشتاء.ورغم ادلهام السماء واصطخاب الرّيح.طاف في المدينة أجهض الليل رؤاه.أثار في نفسه الشجى والجزع.الكون ذو نظام صارم حقّا.حبّه ليس عاطفة صادقة.بل عاطفة في غاية الابهام‏

     

    -أحبّ هبة كما احبّ نفسي‏

     

    انّ سحر هبة كالقضاء لايقاوم.عابثته (منى) لكنّه اصطفى هبة أخشى أن تكون حلما محضا.نقش اليأس علائمه على محيّاه.قضى الليل برمّته تحت تمثال ملك آشورى.ذي جسم أسد ورأس انسان.‏

     

    -هبة.أنا لست انسانا سويّا‏

     

    جمد بصرها على ملامحه‏

     

    -اغفرى لي.الحبّ عبث‏

     

    -لاتبال.إنها غمامة‏

     

    -لا‏

     

    وبعد برهة صمت‏

     

    -أنا سيىء الحظ.والحياة معي لا تغري‏

     

    -تتركني للخيبة‏

     

    -لا حيلة لي‏

     

    اصغى الى غناء كآلة.بلا احساس ولا هزّة طرب.بحث عن فكرة ما بلا جدوى.لم لا يطرب للغناء؟ جاس في الظلام. ظلّه ينأى عنه. الحياة هبة للانسان. لكن الألم لا يطاق. وبنيان الأعصاب تداعى. بتّ لا أعي شيئاً. ولا أرى شيئاً. ماذا اعتام النفس؟ تمطّى هرّ قريباً منه. كلل الغمام السماء. طوى الطريق حتى مشفى (الرّقة) . ثمّ نكص. داؤه بلا علاج. الألم شرخ الايمان. حتام أحيا خارج المجرّة بلا عرى.‏

     

    القمر عرجون قديم. نفاس. ذهان. شيزوفرينيا. عقدة أوديب. نرسيس. كل كائن أوديب. توارى القمر خلف غمامة. أضواء الطريق باهتة. استلّ نفسه من فوضى الحياة. اعتلى شعاع ضوء. همى من عالم غامض. عام في سماء بلا حد. ثمّة هاوية بينه وبين الكون برمتّه. أنا ماء وأسنان وعظام وجزيئات عضويّة. لم اذن لا أنسجم مع بقية الأحياء. احتسى فنجانٍ (بنّ) في مقهى (العمال) انهمر مطر غزير. خلا الطريق من المارّة. هجر التكية أيضاً. سأل عنه الشيخ مراراً بلا طائلٍ. التحم اثنان في معركة ساخنة. تبودلت شتائم وسباب. انهال أحدهما ضرباً على الأخر. أدمى شفته. تهاوى على الأرض. أرخى أجفانه واستلسم للنعاس. رابه الشيخ قال لنفسه:‏

     

    - حتى التكية لا تبرأ من أمراض العالم‏

     

    تزعزع الايمان. لولا يقين. تراءى له قزم ثمّ ثان ثمّ ثالث.‏

     

    قال الأول:‏

     

    - نحن سادة العالم‏

     

    - سيّان‏

     

    أشعل لفافة أخرى. كفّر وانحنى. رقص الأقزام رقصة الحرب. تكاثف الضباب. الدكتور (عبد اللطيف عجاج) . كشف مبكر عن السرطان. قرص البرد أقدامه. ولوث الطين بنطاله. للأشياء عدّة أبعاد حقّاً. هزّ هواء تشرين أغصان شجرة (كينا) . عملاق بلا عزيمة. لفحه هواء سيّارة عابرة. تسكّع حتى اعتراه الكلال. القضاء ضنين. لعلّ للاشياء معنى. تسكّع نحتاج إلى احساس أكثر رهافة. ربّما حطم سياج عزلته يوماً. واجتثّ داءه اجتثاثاً. حثّ خطاه نحو منزله. بينما رسم الضباب أشكالاً خرافيّة تحت أضواء الطريق.‏

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصة أشــــــــــجان ابراهيم كبة

    تعليقات الزوار ()