أيام العسل قصيرة، ولا بد من استغلالها استغلالاً حسناً.. وحين لمحت العروس الصغيرة الرضا وقد ارتسم على وجهه الوسيم، وحطّت نظراتها في رياض عينيه البنيتين الواسعتين.. ورأت عصافير روحها تحلق في أجواء من البراءة والحب.. أحست أن الكون لم يعد يكفي لانطلاقاتها المرحة.
في اليوم الأول، ارتدت الحسناء الغضة فستان عرسها الأبيض المتواثب حولها، فبدت فاتنة تحت الأضواء الساطعة.
عبق جسدها اللدن، أسكر الزوج العاشق.. ووصاله معها كان ملحمة حب حقيقية -فقد تزوجها بعد فترة من الحب طويلة- واستيقظ مع الفجر على لحن زقزقاتها المرحة.. وقابل سعادتها بغبطة عريضة.
في اليوم الثاني، ارتدت ابنة العشرين فستاناً بلون الزهور. كانت جميلة.. ولكنها بدت أقل فتنة.. وكأن مصباحاً قد انطفأ في قلبها.. فكان إقبالها على عريسها أقل حرارة.. لذا حاول العريس أن يكسو حركاته بشيء من الدفء المطلوب.
في اليوم الثالث.. زادت من زينتها، فبدت الزينة متكلفة فيها الكثير من الصنعة.
تأملها العاشق بنظرة طويلة ومتفحصة.. وكأنه وقع فجأة على شيء لم يره من قبل.. لذا أشاح بوجهه عنها دقائق معدودة. ثم اقترب من زوجه، وضمها بين ذراعيه، واكتفى منها بالعناق.
في اليوم الرابع.. كانت الحسناء السمراء الفاتنة مرحة كطير غرّيد.. أما هو فقد أصابه الملل، بدأ يتحدث عن العمل، ومشاكل العمل، وأسهب في الحديث عن خططه المستقبلية.
في اليوم الخامس.. تململ حين وقعت نظراتها الملتهبة على صفحة وجهه.. رافضاً قضاء كل ساعات النهار معها.. فدعا إليه الأصدقاء.
في اليوم السادس.. تنفس الصعداء، حين انشغلت عنه بصاحباتها اللواتي جئن لتهنئتها، تنهد بعمق، وأخرج زفرات طويلة من صدره العريض، وابتسم لوجهه المنعكس على صفحة المرآة.
أغلق باب الغرفة، ورفع صوت الموسيقا، وبعد دقائق أحس بالاختناق، ولكنه ضغط على أعصابه، كيلا ينفجر من الحسرة.
وحين قبلته في المساء، أبعدها عنه دون أن يدري. فاحمرت خجلاً، ثم شحبت على أثر الصدمة العنيفة.
في اليوم السابع.. ظلت العروس نائمة. حاول ألا يوقظها.. بل أصرّ على ذلك.. حين تسلل إلى الحمّام، أخذ دوشاً دافئاً، دلق ماء الكولونيا على جسده الفارع، ارتدى ملابسه بسرعة مذهلة، خرج من البيت، صفق الباب وراءه، وبدأ يغني أغنية حلوة