ثالثا: أضرار التدخين على الجهاز الهضمي:
أ) الفم والأسنان:
تعتبر التهابات اللثة واللسان وتسوس الأسنان وتغيير لونها وتهيج الحلق والبلعوم وكذلك التهابات الغدد اللعابية وتكون الحصى فيها من المضار الشائعه للتدخين يضاف إلى ذلك الرائحة الكريهة للفم.وقد ثبت علميا أن التبغ من الأسباب الرئيسيه للإصابه بسرطان الشقتين والفم واللسان والبلعوم سواء أكان ذلك تدخينا للسيجارة أو السيجار أوالغليون أو تجميع التبغ بالفم ومضغه (الشمة أوالسعوط) والأخيره عادة منتشرة في جنوب الجزيزة وتهامة الحجاز والسودان لدى الرجال والنساء ولكنها لدى الرجال أكثر.. ويعتبر سرطان الفم مشكلة صحية كبيرة في جنوب وجنوب شرق آسيا وخاصة الهند التي يمثل فيها سرطان الفم 50-70% من أنواع السرطان الأخرى مجتمعة.. وهذا يرجع إلى حد كبير إلى مضغ بعض أنواع التبغ.. وقد ثبت أن نسبة سرطان الفم تزداد مع ازياد نسبة مضع التبغ وخاصه عندما تبدأ هذا العادة في سن مبكرة.. كذلك تبين أن موضع السرطان هو موقع وضع التبغ للمضغ.. أما إذا تم وضعه للمضغ أثناء النوم فإن نسبة الاصابه بالسرطان ترتفع الى 36مرة عن غير الماضغين.. يضاف إلى ذلك أن للشيشة دورا في نقل الكثير من الأمراض المعدية من شخص إلى آخر كالتهابات الكبد أو بعض الأمراض الفيروسية أو الجنسية.
وقد أجريت بعض الدراسات بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة عن الشمه ووجد أن لها علاقة كبيرة في انتشار سرطان الفم واللسان... وقد أشار الدكتور محمد على البار في كتابه (التدخين وأثره على الصحه) إلى وجود زيادة كبيرة في التهابات المريء والمعدة وقرح الاثنى عشر نتيجة استخدام الشمة.. كما وجد أن هذه الالتهابات لاتشفى رغم استخدام الأدويه والعقاقير الجيدة طالما كان المريض مستمرا في تعاطى الشمة، وأن التوقف عنها يؤدى إلى تحسن حالة المريض بصوره مذهله.
ب) المرىء
لقد ثبت أن هناك علاقة بين تدخين السجائر أو الغليون أو مضغ التبغ وسرطان المرىء ويتضح ذلك جليا في بعض الدراسات التي أجريت في جنوب أفريقيا لدى الأفريقيين وكذلك في أواسط وجنوب شرق آسيا.وبعتبر التدخين من الأسباب الرئيسية لالتهابات المريء حيث يؤدى الى ارتخاء عضلة مدخل المعده مما يسبب ارتجاع حمض المعدة إلى المرىء بصفة متكررة.. وهذا يؤدى إلى التهابات المريء.
ج) المعدة والاثنى عشر:
هناك مؤشرات بأن التدخين من ضمن مسببات التهابات وقرحة المعدة والاثنى عشر وقد أثبتت الدراسات أن نسبة المصابين بالقرحة من المدخنين أكثر من غيرهم.. كذلك فقد ثبت بما لايدع مجالا للشك أن للتدخين دورا رئيسيا في تأخير شفاء قرحة المعدة والثنى عشر حيث يلعب النيكوتين دورا في تخفيف كمية السوائل والبيكربونات التي يفرزها البنكرياس وكذلك فإنه يؤدى أيضا الى ارتخاء عضلات مخرج المعدة وبالتالى ارتجاع عصارة المرارة إلى المعدة مما يسبب تهيجها.. كما أنه يؤثر على الدورة الدموية للاثنى عشر مما يقلل مناعة المخاطيه وحتى لو شفيت القرحة مع العلاج فإن المدخن يتعرض للانتكاسات أكثر من غيره.
د) البنكرياس:
لقد ثبت أن الاصابة بسرطان البنكرياس تتضاعف لدى المدخنين مقارنة بغيرهم وكذلك الاصابه بالتهابات البنكرياس
هـ) الكبد:
أن تدخين الشيشة بالتناوب مع عدة أشخاص يؤدى إلى نقل الكثير من الأمراض المعدية من شخص إلى آخر وخاصة التهابات الكبد التى لم تعد أضرارها خافيه على أحد.
و) الامعاء الغليظه (القولون):
أثبتت عدة دراسات في الولايات المتحدة أن للتدخين علاقة في نشوء بعض الأورام التى قد تؤدي إلى سرطان القولون.. كذلك نشر مؤخرا أن بعض أنواع التهابات القولون تكثر لدى المدخنين مقارنه بغيرهم ,
وهكذا فاننا لا نجد سبيا واحدا وجيها يشجع على الانغماس في هذه العادة الضارة بل إن المؤشرات التي تطرقنا إلى البعض منها والتي تم التعرف عليها حتى الان وفي هذا الفرع المحدود من المجال الطبي تنذر كل ذي عقل بالايتعاد عن هذه العادة الضارة ومحاريتها بكل الوسائل المتاحة..
بعض المواد الموجودة في السيجارة والشيشة
(.. في نيوزيلندا وجدوا إن كمية القطران الناتجة مما يستهلك من التدخين سنويا.. تكفي لرصف طريق طوله 5,5 كيلومتر من الطرق السريعة …)
· القطران أو القار هو من نتائج احتراق نبات التبغ وباقي محتويات السيجارة، وهو من المواد الأساسية المسببة للسرطان لاحتوائه على أكثر من 50 مادة تسبب السرطان.
· يساعد ترسيبه في الرئة على حدوث انسدادا في الشعيبات الهوائية ويسبب تلفا للأهداب الموجودة في غشاء القصبات الهوائية (الشعب الهوائية) مما يؤدي إلى تلفها، وحيث أن هذه الأهداب (الشعيرات) هامة جدا لطرد المواد الغريبة ومنعها للوصول إلى حويصلات الرئة فإن إصابتها تسبب النزلات الشعبية المتكررة، وانتفاخ الرئة( الإمفيزيما )، والالتهابات الرئوية.
· وتقوم الرئة بالتخلص باستمرار من هذه المادة بالسعال، إلا أن المدخن يحرص على تواجدها باستمراره في التدخين.
· وتدل الدراسات العلمية على أن فترة تخلص الجسم من القطران، قد تصل إلى عشرة سنوات، ويعتمد ذلك على نوع الدخان المستعمل وكميته وطريقة تدخينه ومدتها.
النيكوتين
· النيكوتين مادة كيميائية سامة،وهي من أشباه القلويدات ويعزى إليها كثير من أضرار التدخين.
· 60 مليجرام منه قادرة على قتل إنسان بالغ، إذا أعطيت له دفعة واحدة عن طريق الزرق في الوريد، ولكن نظرا لأن الكمية التي يتعاطاها المدخن تكون عن طريق الاحتراق، فهي لا تؤدي إلى الوفاة المباشرة.
· النيكوتين مادة مسببة للاعتماد و( الإدمان عليها ).
· يسبب ضيقا في الأوعية الدموية وخاصة الطرفية منها.
· يسبب ازديادا في عدد ضربات القلب.
· يؤثر على الغدد الصماء في الجسم.
· يقلل من حركة الأهداب الموجودة بالقصبة الهوائية التي تقوم بطرد السائل المخاطي من المجاري التنفسية ويؤدي تراكمه إلى توفر بيئة ملائمة لنمو الجراثيم وحدوث الإصابة الأنتانية في الرئتين.
وطالما استمر التدخين فسيستمر الملف
ومن عافاه الله من العادات السيئة فلا يبخل بالكلمة الطيبة في هذه المعركة
اما من ابتلاه الله فنسأل الله ان يعافيه, وليسع بكل عزيمته ان يقلع
مارلبورو .. القصة التي لم تنشــر ..؟
ارتبط التدخين في أذهان الشباب بالنكهة والمتعة والرومانسيةوإعلان التمرد وأكاد أجزم بأن صورة شخصية مارلبورو الإعلانية الشهيرة ( ديفيدماكلين ) راسخة في أذهان كثير من المدخنين وهو يوقد سيجارته من جذوة ، أو وهو ممتطصهوة جواد وتحته عبارة ( تعال حيث النكهة لقد بلغ من شهرته أن أطلق عليه لقلب رجلالمارلبورو man marlboro
وكان تأثيره كبيراً لدرجة أن ستين بالمئة منالمدخنين الجدد يدخنون مارلبورو وهناك آخرون في مجال دعايات التدخين ممن لا يماثلونشهرة هذا الجزء من القصة معروف لدى القراء فما هو الجديد في الموضوع؟
الجديد أن رجل المارلبورو .. سقط ضحية التدخين بسرطان الرئة وأمضى بقيةأيامه تحت جهاز التنفس إلى أن وافاه الأجل ولقد لازماه أخوه خلال أيامه الأخيرةوعان كثيراً من تردي حالت أخيه ومعاناته مع المرض فقرر أن يبذل كل جهداً في القضاءعلى ظاهرة التدخين لكي لا تتكرر مأساة أخيه فقام بالتعاون مع الجمعية الأمريكيةللسرطان بحملة توعية كبيرة للتحذير من مضار التدخين وكان إحدى دعاماتهم الدعائية فيذلك هي قصة رجل المارلبورو الشهير . ونهايته المأساوية .
محصلة الحملاتالتوعوية والقضائية في الغرب نتج عنها انخفاض كبير في سوق السجائر لديهم فقامتشركات التبغ بتكثيف دعاياتها لدى دول العالم الثالث الأقل وعياً وحققت ارتفاعاً فيالمبيعات عوضاً عما فقدته في السوق الغربية وهكذا فبينما لا تزال تطل علينا دعايةالتدخين لرجل المارلبورو وغيره تدعونا إلى مشاركتهم النكهة تبرز لديهم صورته كضحيةللتدخين وإحدى أهم وسائل التوعية لأضراره .
القصة لم تنتهي هنا فلقد كتبتهذه المقالة منذ بضعت أشهر ولكن حرصاً في التوثيق والاستزادة أرسلت على عشراتالعناوين الإلكترونية ودخلت إلى عشرات المواقع على الإنترنت ممن لهم اهتمام بمكافحةالتدخين من جامعات وجمعيات خيرية أطلب إيضاح حول القصة وابحث عن عنوان عائلة الضحيةأو أخيه المحير أنني لم أتلقى رداً واحداً من أي منها مما دفعني ذلك إلى التساؤللماذا هذا التجاهل ؟
هل نجحت شركات التدخين في حجب هذه الحقيقة إلى هذهالدرجة ؟
ولكن يبقى المهم هو أن تصل الحقيقة إلى القارئ العربي ..