هي فتاة في المرحلة الثانوية .. من الطالبات المتميزات وذات أخلاق حسنة ومن أسرة محافظة وكانت من أوائل الثانوية حيث كانت في منافسة شديدة مع زميلاتها المتفوقات فأمضت أيام رائعة في حياتها ..
ذهبت في يوم ما إلي المدرسة وهي تبكي بكاء شديداً بل إن الدراسة تعطلت في ذلك اليوم بسبب بكائها .. فيا ترى لماذا كانت تبكي ؟
أخبرت زميلاتها ومعلماتها ان هذا اخر يوم لها بالمدرسة حيث انها ستنتقل الي مكان آخر للسكن وبالتالي ستنتقل الي مدرسة جديدة بجوار منزلها ..
ذهبت الي المدرسة الجديدة ومكثت ايام لا تنطق بل تبكي وتتألم لفراق مدرستها السابقة ولكن بعدها تعرفت على زميلة لها في نفس الصف والاجمل انها جارتها فسكنها بجوارهم بل انها الجارة الاولى لها ..
تعرفت الأسرتين على بعضهما وتصادقت البنتان ولكن حدث أمر غريب كدر صفو صاحبتنا ..فيا ترى ما هو ؟
أن الجارة الجديدة وقفت في يوم ما مع احد الشباب بالطريق بل انها متهاونة في حجابها وحركاتها .. فما كان من صاحبتنا الا أن نبهتها على خطورة ذلك ولكن دون جدوى ..فقامت بقطع العلاقة معها ولكن الأسرة اصروا عليها بمرافقة الفتاة في الذهاب الي المدرسة والعودة يوميا ..
في يوم ما اذا بالجارة تدق جرس الباب وتدخل بعد الاستقبال الي حجرة صاحبتنا واثناء الكلام اذا بالجوال يدق ، تنظر الفتاة الي الرقم ثم ترد بانوثة زائدة وغنج رهيب وكلام خافت وبوسات وضحكات 000الخ
وبعد نهاية المكالمة اخذت تخبر زميلاتها بالقصة وانها تحب شاب وسيم من عائلة محترمة وانه وعدها بالزواج 000الخ ..فما كان من صاحبتنا الا ان رفضت المبدأ بل انها خافت وارتجفت وارادت ان تخبر امها لكن الام لن تصدقها والاب مشغول عنها ..
وفي يوم من الايام احست صاحبتنا بالفراغ فاتصلت على الجارة الصديقة واخذت تتصل والخط مشغول اكثر من ساعة وفي الأخير اذا بالسماعة ترد وتجاوب واذا بالصديقة على الخط وبعد سؤالها عن انشغال الخط فترة طويلة اخذت تصف لها حبيب القلب وما دار بينهما فاغلقت الفتاة السماعة وخافت وارتبكت ولكن في الليل اذا بالافكار تجول وتدور وتبحث لها على فريسة فاخذت تفكر في انها فتاة لابد لها من الحب والعطف والحنان .. وفي اليوم التالي اتصلت على بيت جارتها ولكن اذا بصوت شاب يرد على السماعة فسرت قشعريرة عظيمة في جسدها وارتبكت ثم اغلقت السماعة واذا بالكاشف يظهر الرقم للشاب ويتصل واذا بهذه الفتاة ترد عليه ثم كلام حلو وكل يوم الهاتف يرن بالخطأ .. إلخ
في احدى الايام بعد ان توطدت العلاقة أخذ هذا الشاب يطلب منها الخروج معه لكي يراها فترفض ويصر هو حتى اقنعها ان يراها في السوق .. ثم بعد فترة طلب أن يراها بالمستوصف فتعلق قلبها بهذا الشاب ووعدها بالزواج ولكن يريد منها ان تخرج معه فرفضت واصر ثم وافقت ان تخرج معه في جولة قصيرة، سرعان ما ارجعها الي المنزل ..
ثم بعد فترة يطلب منها الخروج معه فتخرج بطواعية منها ثم يتمشى واذا به يتجه الى احدى البنايات فطلب منها الصعود معه فترفض فيصر ويطمنها انه يريد ان يريها شقة المستقبل وبيت الزوجية ..
وبعد ان صعدت وخلى بها راودها فرفضت حاول معها بالقوة فصفعته وههدته بالصراخ فما كان منه الا ان ابتسم لها وقال لها : انا اردت ان اختبرك فقط ..
فصدقته وبعد فترة رن الهاتف فاذا بالحبيب على الخط يخبرها انه مسافر وسيغيب ثلاثة الى اربعة اسابيع وانه يريد ان يودعها فقط ، فخرجت له لمقابلته فطلب منها ذكرى يتذكرها به ، فما كان منها الا ان قصت خصله من شعرها وقدمته له هديه للذكرى ..
فما كان منه ان عمل لها عمل بهذا الشعر وسحرها والعياذ بالله .. وبعد أيام أحست الفتاة بألم ومرض ونحف جسمها واعتلت صحتها واصيبت بحالة خوف واكتأب وأمراض وبعد الكشف عليها اتضح انها نفسية وليست عضوية .. واستمر الحال على ذلك فما كان من الأب الا ان طلب من ابن اخيه ان يتزوجها حتى ترتاح وتغير مجرى حياتها ..
ولكن قدر الله لها بزوج نذل فهو مدمن مخدرات وكان يذيقها شتى أنواع العذاب والاهانة .. فاجتمع عليها السحر والتعذيب واذا اخبرت اهلها رفضوا ذلك وقال لها والدها اين تذهبين بعد ذلك ومن يرضى بتزوج مجنونة مثلك ..
وفي ليلة والزوج مخمور اذا بالهاتف يرن وترد هي واذا بالحبيب الاول العاشق الولهان على الخط يريد اعادة ايام زمان بل انه راودها عن نفسها فما كانت منها الا ان اغلقت الهاتف واخذت تبكي وتنوح على حالها ..
واستمر الوضع على ذلك حتى اخبرها انه هو من سحرها وانه لا ينفك حتى تمكنه من نفسها، واثناء التفكير والألم والعذاب اذا بالزوج يستيقظ من نومه ويسيمها انواع العذاب بل انه يتفنن في ذلك ..
وفي صباح يوم لم تنم بعد وبعد خروج الزوج اغلقت الباب وجلست في الصالة وكتبت رسالة وضعتها على الطاولة ثم دخلت الي حجرة فارغة واخرجت ما بقي فيها من اثاث ثم سكبت بنزين على جسدها كاملا واشبعت ملابسها به واغلقت الباب عليها ثم رمت المفتاح من النافذة واشعلت النار في جسدها ..
وبعد ان عاد الزوج وجد الرسالة ثم اراد دخول الغرفة ووجدها مغلقة بل شم رائحة الشواء والنار واتصل بالدفاع المدني واهلها ثم سلم الضابط الرسالة التي تقول فيها :
(أنا التي قتلت نفسي طائعة مختارة ولكن احرقت جسدي فقط لان روحي قد ماتت منذ زمن منذ ان نقلت من بيتنا الأول .. أعلم ان الانتحار حرام وانه قتل نفس ولكن املي في الله كبير.. اتريدون ان تعرفوا من قتلني حقيقة انهم ( ابي وامي وزوجي وحبيبي وصديقتي ) نعم هم من قتلني واسأل الله ان لا يسامحهم .. والدي ووالدتي اهملوا تربيتي وتخلصوا مني بعد المرض .. زوجي سامني سوم العذاب ، اهملني ، عاقبني ضربني ، ذلني ، وحبيبي سحرني اهدر كرامتي واخرجني من ديني وعذبني أما صديقتي واه واه واه واه من الصديقة بدلت حالي وقللت ديني وافسدتني ليما افساد
كلهم قتلوني كلهم قتلوني قتلوا روحي وانا احرقت جسدي !!
نعم قتلت هذه الفتاة نفسها ولكنها أدخلت نفسها في جحيم ونار تخلد فيها إلى أبد الآبدين .. لقد ضحت بنعمة أهم وأغلى وهي نعمة الروح .. والله سبحانه وتعالى إذا أحب عبده امتحنه واختبره وجازى الصابر والشاكر بجنة عرضها كعرض السموات والأرض.