بتـــــاريخ : 11/24/2008 3:16:37 AM
الفــــــــئة
  • الصحــــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1273 1


    واقع طب النوم في السعودية

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : الدكتور أحمد سالم باهمام | المصدر : www.sleep-sa.net

    كلمات مفتاحية  :

     
    برغم أن الإنسان يقضي حوالي ثلث حياته نائماً، إلا أن الأكثرية لا يعرفون الكثير عن النوم. هناك اعتقاد سائد بأن النوم عبارة عن خمول في وظائف الجسم الجسدية والعقلية يحتاجه الإنسان لتجديد نشاطه. والواقع المثبت علمياً خلاف ذلك تماماً، حيث أنه يحدث خلال النوم العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم بصفة عامة وليس كما يعتقد البعض. بل على العكس، فإن بعض الوظائف تكون أنشط خلال النوم كما أن بعض الأمراض تحدث خلال النوم فقط وتختفي مع استيقاظ المريض. واعتلال النوم قد يؤدي إلى أمراض عضوية خطيرة.  ولإعطاء القارئ فكرة عن مدى خطورة تجاهل هذه الاضطرابات واعتبارها كأن لم تكن، سأذكر مفصلاً اضطراباً واحداً منها، وهو الاضطراب المعروف باسم (انقطاع التنفس أثناء النوم). وفيه يحدث الشخير وانغلاق متكرر للمجرى الهوائي العلوي الذي يمر به الأوكسجين عبره إلى الرئتين. وعلاوة على ذلك أن هذا المرض مرض منتشر في المجتمعات، فإن تأثيره محسوس إذ أن بعض العلماء شبه ضرر هذا المرض بضرر التدخين. وأثبت علمياً بأن أن (انقطاع التنفس أثناء النوم) له صلة بعدد من الأمراض، حتى أنه أحد أسباب الاصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع ضغط الدورة الدموية الرئوية، وعدم انتظام عمل القلب، واحتباس الدم الموضعي في القلب، واحتشاء عضلة القلب، وتصلب الشاريين والجلطة الدماغية والقلبية، كما برهن العلماء أن نسبة الوفيات عند الذين يعانون من (انقطاع التنفس أثناء النوم) الحاد أعلى من غيرهم. وقد ظهر أن التشخيص الصحيح والمعالجة المناسبة تمنع بمشيئة الله ما ذكر آنفاً من مضاعفات؛ بل إن المريض المصاب به يكون عرضة أكثر من غيره للإصابة بضعف الإدراك، وعته التفكير والفهم، وضعف الذاكرة والضعف الجنسي. كما أن نسبة انتشار الاكتئاب عند المرضى اللذين يعانون من هذا المرض أعلى من غيرهم، ونظراً لاستسلام هذه الفئة من المرضى للنوم الطويل نهاراً فإن نسبة خطر تعرضهم للحوادث الوظيفية أو على الطرق أعلى من غيرهم بنسبة ثلاثة إلى سبعة أضعاف.  كما أن قدرتهم على الانتاج والتقدم تكون أقل بكثير من غيرهم من الأصحاء.  و المرضى الذين يعانون من هذا المرض يلجؤون إلى مراجعة المستشفيات والعيادات بكثرة مقارنة مع غيرهم، مما يعني زيادة أعباء الرعاية الصحية لهم في الوقت الذي كان يمكن تفادي ذلك لو أن هذه الفئة من المرضى شُخصت حالتها تشخيصاً صحيحاً وأعطي لها العلاج المناسب في أول الأمر. 
    ولكن هل هذا المرض شائع في المملكة؟  أظهرت دراسة قمنا بها حديثا على عينة من الرجال السعوديين متوسطي العمر (حوالي 600 رجل) وتم تقديمها في مؤتمر الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر هذا العام أن 30% من متوسطي العمر من الرجال قد يكونون مصابين بتوقف التنفس أثناء النوم ويحتاجون إلى إجراء دراسة للنوم للتأكد من وجود المرض ومدى شدته.
     
    جدول: واقع طب النوم في المملكة مقارنة ببعض الدول المتقدمة
    الدولة
    عدد السكان
    عدد مراكز
    اضطرابات النوم
    عدد الأسرة المتوفرة لطب النوم
    عدد الأسرة/مائة ألف
    عدد دراسات النوم في السنة
    عدد دراسات النوم/السنة/مائة الف
    أمريكا
    280,000,000
    1,292
    --
    --
    1,170,000
    427.0
    كندا
    31,400,000
    100
    440
    1.4
    116,000
    370.4
    أستراليا
    18,970,000
    65
    244
    1.3
    53,500
    282.0
    بلجيكا
    10,000,000
    50
    150
    1.5
    17,716
    177.2
    أسبانيا
    40,341,462
    63
    --
    0.29
    17,270
    45.6
    بريطانيا
    58,800,000
    84
    170
    0.3
    25,000
    42.5
    اليابان
    126,686,000
    146
    --
    --
    23,184
    18.3
    السعودية
    21,500,000
    9
    14
    0.06
    1536
    7.1
     المصدر: أ.د. باهمام. المجلة الطبية السعودية 2007
      وما استعرضناه هو مرض واحد من أمراض النوم.  فإذا علمنا أن هناك أكثر من 84 مرضا واضطرابا قد تصيب النائم وعلمنا أن هذه الاضطرابات قد تصيب الإنسان في أي مرحلة عمرية فإننا وبدون شك سنبدأ في إدراك مدى جدية المشكلات الصحية التي تفرضها الإصابة باضطرابات النوم، وأهمية توفر الموارد والتجهيزات المناسبة لعمل التشخيص الصحيح ووصف العلاج الناجع في مرحلة مبكرة.
              والسؤال الآخر وهو اساس هذا المقال، ما واقع طب النوم في المملكة؟  وللإجابة على هذا السؤال قمنا بإجراء مسح للمستشفيات والمراكز  الطبية في المملكة في العام 2005 و سينشر هذا البحث في المجلة الطبية السعودية هذا الشهر.  ويوضح الجدول المرفق واقع خدمة طب النوم فيا المملكة مقارنة ببعض الدول المتقدمة. حيث ظهر أن عدد الأسرة المخصصة لطب النوم في المملكة هي 0.06 سرير لكل مائة ألف مواطن مقارنة ب 0.3-1.5 في الدول المتقدمة.  كما أظهرت الدراسة وجود نقص شديد في المختصين في طب النوم سواء من الأطباء أو الفنيين الذين يراقبون المرضى خلال الدراسة.  ويوضح الرسم البياني المرفق الأسباب الرئيسية التي تمنع المسئولين من بدء هذا التخصص في مستشفياتهم.
              مما سبق يظهر أن طب النوم ما زال في خطواته الأولى في المملكة،  وبناء على ما علم حتى الأن من خطورة هذه الاضطرابات على الصحة فانه لا بد من الاستثمار في الآليات التي تساعد على انتشار هذا التخصص حتى يتاح التشخيص والعلاج لكل المصابين ولا بد كذلك من الاستثمار في الأبحاث العلمية التي تبين مدى انتشار هذه الاضطرابات والأمراض في المملكة حتى يمكن تحديد عدد المراكز والمختصين الذين تحتاجهم المملكة لمواكبة الخدمات الصحية في الدول المتقدمة
    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()