دور العامل الديني في النجاح الأسري
لكي نبني اجيالاً صالحة يجب أن نقدم من تراثنا الغني ما ينشىء يقيناً ناضجاً وسريرة ناضرة ربّانية تتعامل مع الدنيا بذكاء.
ولكي نحقق هذا الهدف الكبير علينا أن نهتم بالاسرة، فالاسرة الصالحة اساس المجتمع الصالح، وعلى أيّ حال فإننا _كمسلمين _ لا نعدم الاداة الفاعلة فإنّ نظام الاسرة الذي سنّه الاسلام يقوم على اساس من الوعي والعمق لما تسعد به الاسرة ويؤدي الى تماسكها وترابطها من الناحية الفسلجية والنفسية والاجتماعية بحيث ينعم كل فردٍ منها، ويجد في ظلالها الرأفة والحنان والدعة والاستقرار.
إنّ الاسلام يحرص كل الحرص على أن تقوم الرابطة الزوجية _التي هي النواة الاولى للاسرة _ على المحبّة والتفاهم والانسجام، وهو الزواج المثالي الذي لا يقوم على توافق الشهوة فقط وانما ينهض على اتحاد غير شهواني اساسه مودّة عميقة تتوثق على مرّ الايام وتشمل شتى نواحي الحياة، وهو اتفاق الاذواق والمشاعر والميول، وهو اتفاق على الحياة المشتركة بما قد تلتزمه من اعباء الابوّة.
هذا ما ينشده ديننا الحنيف في الرابطة الجنسية، أن تكون مثالية وتقوم على اساس وثيق من الحب والتفاهم حتى تؤدي العمليات التربوية الناجحة اثرها في تكوين المجتمع السليم..
الاسلام شرّع جميع المناهج الحيّة الهادفة الى اصلاح الاسرة ونموها وازدهارها فعني بالبيت عناية خاصة وشرّع آداباً مشتركة بين اعضاء الاسرة وجعل لكل واحد منهم واجبات خاصة تجاه افراد اسرته، مما يدعو الى الترابط، بالأضافة الى أن لها دوراً ايجابياً في التكوين التربوي..
وهذا الذي نعرضه بأيجاز هو من صلب العقيدة _كما اكد الدارسون للشريعة الخاتمة _ ويتحقق في الواقع إذا كان هناك إمتثال للهدي الإلهي ، وهذا الإمتثال يجب أن يعتمد على معرفة شديدة الوضوح، وخضوع لا يختلف في موطن واستجابة لكل نداء، ولا يتم شيء من هذا إلا إذا كانت المشاعر الدينية جيّاشة والبواعث حيّة والنفس مكتملة القوى في ارضاء الله تعالى..