العلاج الهرموني التعويضي ، العلاج بالهرمونات البديلة
Hormone Replacement Therapy ( HRT )
ماهي الهرمونات البديلة ؟
يصنّع الجسم البشري هرمونات أنثوية هي الأستروجين و البروجسترون من خلايا المبيضين، وتستمر هذه الهرمونات منذ بداية البلوغ حتى توقف الطمث، وبعدها يمكن إعطاء السيدة هرمونات بديلة لتعويض الهرمونات الطبيعية المفقودة، تؤخذ هذه الهرمونات بواسطة الفم أو على شكل مراهم موضعية أو لصقات تحوي هرمون الإستروجين .
متى ولماذا تعطى الهرمونات البديلة ؟
تعطى الهرمونات البديلة للسيدات اللاتي توقف طمثهن مبكراً دون سبب أو بسبب إزالة المبيضين جراحياً، يمكن إعطاء الهرمون البديل كذلك للسيدات اللاتي توقف الطمث لديهن في العمر الطبيعي وذلك للتغلب على المشكلات المصاحبة لتوقف الطمث وهي:
- الهبات الحرارية
- هشاشة العظام وماينتج عنها من آلام وكسور
- أمراض القلب والأوعية الدموية
- المشكلات الجنسية الناتجة عن جفاف المهبل
- إلتهابات البول المتكررة وسلس البول
كيف تعمل الهرمونات البديلة على منع هشاشة العظام ؟
إن هرمون الإستروجين يحفز الجسم على امتصاص عنصر الكالسيوم من الأمعاء والحفاظ عليه في خلايا العظم، وعنصر الكالسيوم هو الذي يعطي العظم قوته وصلابته. وبهذا فإن هرمون الاستروجين يقلل من نسبة حدوث الكسور الناتجة عن هشاشة العظام بنسبة 50% في منطقة الحوض ونسبة 90% في منطقة العمود الفقري.
الهرمونات البديلة و أمراض القلب :
إن هرمون الإستروجين يعمل على حماية قلب الأنثى وأوعيتها الدموية، وذلك بتأثيره الحسن على الكوليسترول، فهو يزيد من نسبة الكوليسترول الجيد عالي الكثافة (HDLP) ويقلل من نسبة الكوليسترول السيء منخفض الكثافة (LDLP) ومستوى الكوليسترول بشكل عام في الدم.
أُجريت بعض الدراسات التي أثبتت أن السيدات اللاتي تستعملن الهرمونات البديلة كانت لهن حماية بإذن الله من أمراض القلب والأوعية الدموية، غير أن دراسات أخرى لم تستطع إثبات هذه الحماية.
ماهو دور هرمون البروجسترون ؟
إن هرمون الأستروجين هو الذي يعطي الحماية- بإذن الله - من هشاشة العظام، ومن امراض القلب و الاوعية الدموية، وهو الهرمون الفعال الذي يستعمل لعلاج مشكلات توقف الطمث الأخرى المشار إليها سابقاً، إذن ماهو دور هرمون البروجسترون؟ ولماذا يُعطى؟
وُجد أن إعطاء هرمون الأستروجين بمفرده يمكن أن يسبب زيادة في سماكة بطانة الرحم بشكل مطرد وهذا يمكن أن يزيد نسبة حدوث سرطان في بطانة الرحم ، ودور البروجسترون هو أنه يعمل على نزع هذه البطانة كلما تكونت وسمكت وذلك يكون شهرياً عندما تؤخذ الهرمونات بشكل منتظم فيحصل نزف مهبلي شهري شبيه بالدورة الشهرية، وبهذا تظهر أهمية البروجسترون للسيدات اللاتي مازلن يحتفظن بأرحامهن، أما اللاتي تعرضن لعملية إزالة الرحم فليس لهن حاجة لاستعمال هرمون البروجسترون .
الهرمونات البديلة و سرطان الثدي :
وُجد أن السيدات اللاتي إستعملن الهرمونات البديلة كن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي من اللاتي لم يستعملنها، وكانت الزيادة الملحوظة بسيطة، ويمكن أن يكون ذلك بسبب أن سرطان الثدي ينمو أسرع في وجود هرمون الإستروجين.
ولذلك فإنه لابد من إجراء فحص للثديين سريرياً وبواسطة الأشعة السينية (mammogram) قبل بدء استعمال الهرمونات البديلة ثم بانتظام سنوياً بعد ذلك.
الآثار الجانبية للعلاج بالهرمونات البديلة :
إن كل عقار يوصف له آثار جانبية يمكن أن تكون ضارة، ويحاول الطبيب أن يوازن بين المصالح والمساوئ التي يمكن أن تنتج عن استعمال هذا العقار، فإذا غلب على الظن رجوح كفة المحاسن أُعطي الدواء وإلا إمتنع الطبيب عن وصفه.
ومن الآثار الجانبية للعلاج بالهرمونات البديلة مايلي:
- زيادة نسبة حدوث سرطان بطانة الرحم، وهذا يمكن التغلب عليه بإعطاء هرمون البروجسترون كما تقدم
- زيادة نسبة التعرض لأورام الثدي، وهذا لايحدث قبل مرور فترة طويلة على استعمال الهرمونات تقدر بعشر سنوات وقد سبقت الإشارة إلى الأسباب المتوقعة لهذه الزيادة
- يمكن أن تتعرض السيدة للإصابة بالحصوات المرارية أو لبعض المشكلات المتعلقة بالكبد بعد استعمال الهرمونات البديلة
- وجدت بعض الدراسات أن نسبة الإصابة بالجلطات تزيد قليلاً مع استعمال الهرمونات البديلة
- تعاني بعض السيدات من الإحساس بالغازات وانتفاخ البطن كما تشتكي أخريات من الغثيان
- قد يسبب العلاج بالهرمونات البديلة زيادة في الوزن، أو صداعاً أو تغيراً في المزاج عند بعض السيدات إضافة إلى الإحساس بآلام في الثديين وزيادة في الإفرازات المهبلية
- يمكن اعتبار النزف المهبلي الشهري الحاصل بسبب اضافة هرمون الإستروجين واحداً من الاثار الجانبية للهرمونات البديلة عند السيدات اللاتي لايرغبن بعودة الدورة الشهرية.
يمكننا الإستنتاج مما سبق أن العلاج بالهرمونات البديلة هو كغيره من العلاجات له محاسنه ومساوئه والطبيب يمكنه بالإتفاق مع السيدة المعنية اتخاذ قرار استعماله من عدمه، ويكون ذلك بناء على المعطيات لكل سيدة على حدة. فمثلاً في حالة السيدة التي لديها تاريخ عائلي لسرطان الثدي لاينصح باستعمال الهرمونات، أما في حالة السيدة التي أزيل رحمها مع المبيضين في عمر مبكر وهي معرضة للإصابة بهشاشة العظام فإنها تعتبر من السيدات اللاتي ينصحن بأخذ الهرمونات وهكذا.
يمكن استعمال هرمون الإستروجين على شكل مرهم موضعي في حالة الإصابة بجفاف المهبل بعد توقف الدورة، واستعماله بهذا الشكل لايسبب المشكلات المصاحبة عادة للعلاج الذي يعطى عن طريق الفم أو اللصقات المحتوية على هرمون الإستروجين.
المصدر : د.ضحى بنت محمود بابللي / إستشارية طب الأسرة