قال ابن أبي الدنيا :
و من ظن أن الرزق يأتي بحيلة فقد كذبته نفسه و هو آثم
يفوت الغنى من لا ينام عن الثرى و آخر يأتيه رزقه و هو نائم
فما الفقر في ضعف احتيال و لا الغنى بكد و للأرزاق في الناس قاسم
سأصبر إن دهر أناخ بكلكل و أرضى بحكم الله مالله حاكم .
قال أعرابي :
الحمد لله ليس الرزق بالطل و لا العطايا لذي عقل و لا أدب
إن قدر الله شيئ أنت طالبه يوما و جدت إليه أقرب السبب
و إن أبى الله ما تهوى فلا طلب يجدي عليك و لو حاولت من كثب
و قد أقول لنفسي وهي ضيقة و قد أناخ عليها الدهر بالعجب
صبرا على ضيقة الأيام إن لها فتحا و مالصبر إلا عند ذي الأدب
سيفتح الله باب العطاء بما فيه لنفسك راحات من التعب
و لو يكون كلامي حين أنشره من اللجين لكان الصمت من ذهب .
قال أحد الشعراء :
توكل على الرحمن في كل حاجة و لا تؤثرن يوما العجز عن الطلب
ألم ترى أن الله قال لمريم إليك فهزي الجذع يساقط رطب
و لو شاء أن تجنيه من غير هزها جنته و لكن كل شيئ له سبب .
قال محمود الوراق :
قيامة من مات في موته و إخمال ما شاع من صوته
ترى المرء يجزع من فوت ما لعل السلامة في فوته
و يفن و لم تفن آماله و أعمال سوف إلى ليته
و كم أزعج الحرص من راغب إلى الصين و الرزق في بيته .
قال أبو العتاهية :
طال همي بغير ما يعنيني و طلبي فوق الذي يكفيني
و لو اني كففت لم أبغ رزقي كان رزقي هو الذي يبغبني.