دراسات طبية تؤكد:
v للرجل دورة شهرية
- دورة الرجل الشهرية هل تنقص من أهليته الشرعية ؟
- للرجل دورة شهرية كما للمرأة فلماذا تنزع الصلاحيات من المرأة ؟
- هل القمر يغير من سلوكنا ؟
- عينة دراسية: وقت الدورة أشعر دائما بالرغبة في الانعزال وعدم التحدث والاستحمام المستمر.
أثارت دراسات طبية تؤكد جميعها تعرض الرجل لـ_دورة شهرية_ يستغرق اكتمالها ثمانية وعشرين يوماً وتؤثر على عدد من الوظائف الجسدية بما فيها مقاومة المرض, ومدى الصحة العقلية والمزاج، جدلاً واسعاً ما بين علماء الـنفس ورجال الدين حول مدى تأثير « الدورة الشهرية » لدى الرجل في انتقاص الأهلية الشرعية له، تماما كما المرأة لتأثير دورتها الشهرية مع ما يصاحبها من « طمث » على مزاجها وإدراكها، والتي تعد أحد المبررات الرئيسية لحجب الولاية العامة عنها بما فيها تولي القضاء بحسب ما ذكره فقهاء في مناسبات مختلفة.
وشبه مختصون دورة الرجل «الشهرية» بدورة المرأة «الجسدية والمرئية», غير أن دورة الرجل لا مرئية ولا جسدية، بل أكثر نفسية وعاطفية تؤثر على درجة الإبداع, وفرط الحساسية, ومدى الصحة العقلية, إلى جانب المزاج وإدراك العالم.
التغيرات الهرمونية وأهلية الرجل..
رغم تأكيدات الدكتور محمد الحامد، استشاري الطب النفسي، لتعرض الرجل أيضاً لـ«دورة شهرية قمرية» يتبدل بسببها مزاج الأفراد واستقرارهم النفسي، مشدداً على حدة ملاحظتها بين الرجال، إلا إنه لم تثبت حتى الآن دقتها من خلال العلوم التجريبية.
وأوضح الحامد أن التغير الهرموني الشهري لدى الرجل له ذات الأثر النفسي والوجداني والعصبي القائم على المرأة، مضيفاً تسجيل المختصين النفسيين تغير مزاج كل من الرجل والمرأة شهرياً.
حجب الولاية
من جانبه عارض الدكتور علي الشبل _أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية_: أن يكون التغير الهرموني الشهري الذي يصاحبه «الطمث» لدى المرأة سبباً رئيساً في حجب الولاية العامة عنها بما فيها القضاء. واقتصر الشبل حجب الولاية العامة عن المرأة بما فيها القضاء على الحديث النبوي المؤكد « عدم فلاح قوماً ولوا أمرهم امرأة » مستثنياً بذلك ولاية النساء على النساء إذا كان لا بد منها في واقع الحال، كمدارس الفتيات ومرافق النساء الأخرى الخاصة بهذا، كما أكد الشبل: أنه في حالات التغيرات النفسية مثل شدة الغضب, والجوع, والعطش, والحصر ببول أو غائط مانع من استمرار الحكم والقضاء والصلاة. والتشكيك في ديمومة أهلية الرجل التي أصبحت بالنسبة لبعض المؤيدين منتقصة جراء ما يعتريه من تغيرات هرمونية تتسبب لديه في ما يسمى «الدورة الشهرية الذكورية »، تماماً كمـا حـدث مع تـمام أهـلية المرأة جراء « العادة الشهرية »، والذي علل بسببه عدد من رجال الدين عدم تولي المرأة الولاية العامة.
المجتمعات ألصقت الدورة بالمرأة
وعودة إلى الدراسات الطبية المؤكدة لتعرض الرجل لدورة شهرية، أوضح مختصون اعتياد النساء لما يعتريهن من حالة كآبة والشعور بالوهن، إضافة إلى سرعة الغضب, غير أن مشكلة الرجل أكثر صعوبة كون الدورة الذكورية غير مرئية ولا يُعرف مصدرها. وبموجب أحد البحوث البريطانية، فقد أكدت جامعة « ديربي » معاناة الرجال أيضاً من علامات الدورة الشهرية بإصابتهم مرة كل شهر بتشنج عضلات البطن، والعصبية، إضافة إلى آلام في الرأس والإعياء. وأشار البحث إلى أن الدورة الشهرية لدى الرجل تتسبب بتغيرات تماماً كالنساء, إلا أن المجتمعات « ألصقت » تلك التغيرات على مر السنين فقط في ظاهرة دم الحيض لدى المرأة.
5 دورات يومياً
من جهتها أفادت الدكتورة ليلى _ المختصة في علاج الطاقة والطب البديل_ بتعرض الإنسان لخمس دورات يومية أشبه بالفصول يمر بها الجنسان يومياً، تعتري كلا من الرجل والمرأة بين كل دورة وأخرى مشاعر مختلفة تتأثر بها ذاتهما ما بين الضيق والنشاط، مضيفة إلى ذلك دورة أسبوعية مشابهة لسابقتها، وأضافت أن الدورة الشهرية التي يشترك فيها كل من الرجل والمرأة تؤثر على نفسية وعاطفية الجنسين، بما في ذلك استقرارهما وتوازنهما الفكري، مشيرة إلى حاجة المرأة في تلك الفترة للحنان والعاطفة، والـرجل إلى الإشباع الجسدي (المعاشرة الزوجية).
الدورة القمرية والتغير الهرموني
كان أيضا لعلماء الفلك موضع قدم في ذات النقاش الدائر حول دورة الرجل الشهرية والمرتبطة بحسبهم بالدورة القمرية, فكما هو تأثير وجود القمر على الأرض والمحيطات من خلال ظاهرة المد والجزر، فالتأثير أيضاً واقع على الإنسان بتغير نسبة السوائل داخل جسمه, مما له بالغ الأثر على استقراره النفسي الذي ربطه المتخصصون في الإعجاز العلمي بالتوجيه النبوي في صيام الأيام البيض.
وفي ذلك أشار صالح الصقعبي _متخصص في علم الفلك_ إلى تأكيدات عدد من العلماء الغربيين على مدى تأثير الدورة القمرية على سلوك الأفراد ومدى استقرارهم النفسي.
وفي الوقت الذي لم يستبعد فيه الصقعبي تأثير الدورة القمرية على حالة الإنسان ومزاجه، أشار إلى أن ذلك يبقى في «نطاق التكهنات, سواء كان من قبل الأطباء أو الفلكيين غير أنه لم يخضع لتأكيدات علمية يقينية لإثبات مدى دقة المشاهدات».
عينة دراسية
سألت «الشرق الأوسط» عينةً حول مدى مطابقة الدراسات العلمية الطبية الأخيرة التي تحدثت عن معاناة الرجل من «دورة شهرية» تؤثر على مدى استقراره النفسي وتوازنه العاطفي، تماماً كما تتعرض له المرأة من حالة الكآبة والسلبية وسرعة الغضب، فوافق عشرة من بين 14 رجلا على تعرضهم لتغيرات شهرية تتركز على الجانب النفسي, وكان من بين الإجابات, أن أكد أحدهم حاجته وبشكل شهري إلى الانعزال وعدم الرغبة في التحدث والاستحمام بشكل مستمر قد يصل إلى أكثر من أربع مرات يومياً، مشيراً إلى عدم وقوفه عليها باعتبارها علامات لدورة شهرية لعدم ربطها بتوقيت محدد.
وأفاد مشارك آخر بجزمه على تعرض الرجل لذات التغيرات والانفعالات التي تنتاب المرأة، وتطرأ عليها خلال الدورة الشهرية مع فارق الطمث عند الأنثى. وأشار المشارك إلى أن «نزع الصلاحيات من المرأة بسبب الدورة الشهرية ليس وارداً »، بل يجب إعطاء صلاحيات للحائض أيضاً، فالدورة الشهرية لا تعد خللاً بل عملية إعادة ضبط للنفس البشرية».
أما بشأن المعارضين من ضمن العينة فقد عزوا التغيرات والاضطرابات المتكررة على الرجل إلى الضغوط النفسية والاجتماعية وحجم المسؤوليــات الحياتية الموكلة إليه.