عصفورة قاسيون
شعر : إباء اسماعيل
وآتيكَ يا جبلي الآنَ
عصفورةً منْ حنينْ ...
أمدُّ جناحيَّ فوقَ عرائشِ روحِكَ
أقطفُ ريشَ اغْترابي
نجوماً
تسافرُ في ليلِ عينيكَ صمتاً
على صخبِ الغائبينْ ...
وآتيكَ منْ صرخةِ الشّوقِ
مثلَ الفراشةِ
آتيكَ فجراً تربّى
على دهْشةِ الياسمينْ ...
وألقي مجامرَ عمْري
وروداً
تَبعْثرُ عندَ سفوحِ البلادْ ...
يشاهدني قاسيونُ
كطفْرةِ نورٍ غريبهْ ...
أطيرُ على مفرقِ الصّبْحِ
يأخذُ النّورَ منْ وجْنتيكَ
وأُثْمرُ بشْرى على ساعديكَ
ألمُّ الرّمادَ
وأحلمُ حلمي الخرافيَّ
يفْتحُ شرفتَهُ عالياً
ويضيئُ على أُفُقٍ منْ حدادْ ...
************
رأيتُكَ بوحَ السّنابلِ
والأُمْنياتْ ...
رأيتُكَ زهْراً يفوحُ
وغيماً يُساقطُ نوراً
يعطّرُ كلَّ الجهاتْ ...
رأيتُ خطاكَ وقامتَكَ الضّوءَ تعْلو
رأيتُ الجراحْ ...
سألْتُ عنِ الحزْنِ
في قعْرِ عينيكَ
لكنّني غبْتُ في النّورِ
يخْرجُ منكَ اشْتياقاً
ويغْمرُني بالصّباحْ ...
رأيتُ على السّفْحِ خدّيكَ
يزْدهرانِ نجوماً ...
أتقْبلُ هذي الغريبةَ ،
هذي القريبةَ
والحُبُّ في الرّوحِ صفْصافةٌ
وغبارُ الغريبةِ دمْعٌ تهادى
على درَجاتِ الرّياحْ ؟؟!!...
*************
قاسيونْ ...
منْ وراءِ البراري الرحيبةِ
ها يُقْبلُ الآنَ ،
أبْناؤُكَ العاشقونْ ...
يقْبلونَ كغيمِ تفتّحَ في الأُفْقِ
يفْترشونَ سجاجيدَ أرْواحِهمْ
في ذُراكْ ...
قاسيونْ ،
ورْدةٌ منْ بياضِ الطّفولةِ
تفّاحةٌ
وفصولٌ تخبّئُ أشْواقَها
ومداها الحنونْ ...
سأُغنّي التّرابَ الذي
يشْبهُ النّورَ
في راحتيكَ
وأحْملُهُ في دمي
وأُغنّي الورودَ التي أينعتْ
في دمِ الأرضِ نوّارةً
كي تمرَّ السّنونْ ...
قاسيونْ !!!...
************
جميلٌ أنتَ
في نومِكْ
وفي صحْوِِكْ ...
وتورقُ في دمي الأشْواقُ
منْ وهْجِكْ
ومنْ ألْحانِ أنْفاسِكْ ...
وأرْسمُ ضحْكةً للأرْضِ
لمَّا في المدى أمْضي
وفي قلْبي فراشاتٌ
تضيئُ الزَّهْرَ
في قلْبِكْ ...
وأصْعدُ بيدرَ الأحْلامِ
كي أحْظى
بحلْمٍِ منْ شذا ورْدِكْ ...
ألمُّ النَّارَ منْ درْبي
وأزْرعُها بليلِ الغرْبةِ الصَّمَّاءَ
كي أجْلو دروبَ الحُبِّ
في ليلِكْ ...
وفي سرّي
وفي علَني
لحقْتُ بنورِ أسْرارِكْ ...
كأنّكَ روحُ أُمْنيتي
تضيئُ الليلَ والرّؤيا
ولاتتْعبْ ...
وضاءتْ فيكَ أزْمانٌ
وأسئلةٌ نكسّرُها بأجْوبةٍ
وآفاقٌ تجمّعنا
على شَجَنٍ
على وطنٍ
فترفعنا إلى روحٍ مقدّسةٍ
وتحْضننا الحواسُ العَشْرُ
نبْصرُ ضدَّنا الآتي
ونبْصرُ مثْلَنا في الشّمسِ
نبْصرُ ضوءَنا المجنونَ
مثْلَ النَّبْعِ
يصْعدُ منْ ذرى الكوكبْ ...
يسيلُ ... يسيلُ
في أرْضِ
نجمّعها ونرْفعها
إلى الأحْلامِ
نصْرخُ هاهُنا وطنٌ
نحيّيهِ
ونصْعدُ في مواسمِهِ
ربيعاً منْ هوى صوتِكْ
جميلٌ أنتَ
في نومِكْ
وفي صحْوِكْ !!!! ....
***