الكونغ فو) احدى رياضات فنون الدفاع عن النفس،تعتبر رياضة (( الكونغ فو )) من الرياضات ذات الاسرار والحكمة، وتنحدر منها رياضة «التاولو» و«الساندا»و(( توي شو )) و«التايشي»تعتبر رياضة (( الكونغ فو )) من الرياضات التي فيها نوع من الشراسة ولكن يجب التدرب عليها والتعامل معها بحكمة عند مخالطة البشر وبنفس الوقت تعتبر اهم جزئية في فلسفتها الرحمة، كما انها استخدمت في الاونة الاخيرة في توجيه وتربية الصغار وتعزيز ميولهم كاسلوب رياضي تربوي السيفو ناصر اللوغاني ممثل اتحاد الكونغ فو الدولي «آيكف» وممثل اتحاد العاب غرب اسيا للفنون الفتالية الذي يرأسه السوكي د. هشام الجاسر،أوضح لنا فلسفة واساسيات لعبة الكونغ فو والالعاب التي تندرج تحتها، كما اوضح اسباب مسمياتها ذات المغزى الخفي من خلال هذا الحوار:
ما هي «الكونغ فو» كرياضة روحية وجسدية وعقلية؟
- اخذت الكونغ فو لدى الاساتذة كثيرا من التعاريف التي تعتمد على خبرات ووعي وادراك كل منهم للكون الا ان الكلمة إذا أردنا أن نطلق عليها تعريف وهو أسلوب له شهرة تعني الوقت والجهد. والتمرين ذا مردود إيجابي لكل من الرجال والنساء ولكل الاعمار والذي يساعد على بناء جسد رشيق وعقل مدرك وواع وروح متزنة. ¼ ما الرياضات التي تندرج تحت تعريف «الوقت والجهد» او الكونغ فو؟ - اولاً: هناك التاولو وهي «قتال الظل» او الحركات الخيالية لإشتمالها على حركات استعراضية وقتالية بيد فاضية اوسلاح، وهذه الحركات قادرة على اظهار الجوانب المرئية للعقل والافكار للناس. وهناك ايضاً الساندا او «السانشو» وهي الرياضة القتالية التي تستخدم فيها الأرجل والأيدي مع طرح الخصم ارضاً وهي تناسب اللاعبين الذين تتوافر فيهم المقومات الجسمانية والبدنية كالشجاعة وسرعة رد الفعل وتحمل أداء الضربات سواء في حالة الدفاع او الهجوم. وكذلك هناك التايشى والتي تتنوع ما بين اليد الفاضية والسلاح، والتي تساعد على حفظ الجسم رشيقاً وتمنع وتشفي الامراض وتبطئ من التقدم في السن، وهناك رياضة أخرى مرتبطة بالتايشي هذه الرياضة مبنية على التوازن والدفع بالايدي وتسمى «توى شو» تعتمد على الدفع بالايدي بين المتنافسين لفقد التوازن. للفنون القتالية فلسفة فما هي فلسفة الكونغ فو؟
- ان الكونغ فو تميل للانتباه للجوانب الانسانية والجسدية فعلى سبيل المثال فان اساتذة الكونغ فو يحاولون تدريس التفكير وكيف هم حقيقة يفكرون وينظرون للمحيط الخارجي الذي حولهم فيستنتجون بعدها ان النظرةالداخلية للانسان ليست بالحقيقة او المفروض ان تكون هي نفسها النظرة الخارجية للناس والكون، وبعد ذلك ينقلون تجربتهم تلك بالكامل للمتدربين على شكل منهج تدريبي يحتوي على فلسفة الأسلوب الخاص بكل معلم او استاذ بالاضافة إلى التدريبات الجسدية والعقلية والروحانية كل حسب معتقداته.
بما انه لكل معلم فلسفته واسلوبه فما هو أسلوبك وفلسفتك في التدريب وممارسة الكونغ فو؟ في الكويت نحن نتدرب على اسلوب (( كونغ فو جوريو )) أنشئ هذا الاسلوب على صعوبة نظم القتال في المعابد الصينية ومؤسس هذا الاسلوب هو ( الجراند ماستر داود محمود زاده ) أسلوب الكونغ فو جوريو يدفع الإنتباه إلى قوة الانسان الطبيعية والعقلية والروحية وتطور التناغم ما بين الجسد والعقل والروح. وخلاصة فلسفة الكونغ فو جوريو هي أن تجعل للإنسان سعيا وهدفا للوصول إلى كمال الحياة الانسانية الحيوية تاركة باقي الامور من زمان ومكان للخالق سبحانه وتعالى يقدرها كيف يشاء.
هل السرعة والقوة تعتمد عليهما رياضة «الكونغ فو»؟
- رياضة «الكونغ فو» لا تعتمد على السرعة والقوة فقط بل على سرعة البديهة ودقة الملاحظة والفطنة والتي ربما تكون قدرات طبيعية تختلف من شخص لأخر ولكن تعتمد ايضاً على الدراسة والممارسة والتعلم. إن الإنجاز الحقيقي في الفنون القتالية هو في تحقيق التوازن ما بين العقل والروح والجسد لذلك نرى بأن الروح إذا كانت ساكنة فان العقل يصل لمرحلة الحكمة بالتفكير فيقوي ويحمي ويوجه الجسد، ومن أراد ان يبرز ويشعر بالإنجاز برياضة «الكونغ فو» بشكل خاص والفنون القتالية الأخرى بشكل عام فعليه أن يركز تفكيره بالصحة والفلسفة وطريقة التفكير والدفاع عن النفس.
الابعاد الثلاثة والفلسفة ؟
جميع الأساليب والفلسفات والحركات الخيالية والتأملية لرياضة «الكونغ فو» تقريباً وإلى حد ما تركز على الجوانب الثلاثة وهي الروح والعقل والجسد، لو تمعنا وبحثنا بهذه الفلسفات والأساليب المتنوعة لوجدناها تركز على جانب وتترك جانبا اخر.. فلو أعطينا مثالاً واضحاً فسنجد بان رياضة التايشي تركز بعمق بالجانب الروحاني ولا نقول بأنها تهمل جانب العقل والجسد ولكن لا نجد عمقا بشكل كبير إلا بجانب الروح، واذا أخذنا رياضة «الكونغ فو» ففيها أساليب وفلسفات كثيرةتفوق الـ200 أسلوب بجانب فلسفة كل منهما نجدها تركز على الجسد والروح والعقل وتحاول أن توازن بينهم بقدر المستطاع فتعطي كل جانب حقه، ومع كل ذلك سنجد اي جانب من الجوانب الثلاثة ليس به عمق كاف يغنينا عن الالتفات لغيره، ان هذه الفلسفات والاساليب كلها من صنع البشر قابلة للصواب والخطأ وماهي الا وسيلة مساعدة تعيننا على اكتشاف انفسنا من الداخل والاستفادة من خبرات الاخرين وتجاربهم في الحياة فكما يقال: (( الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو احق الناس بها )) من أراد أن يبحث ويقرأ ويستفيد.......ويجد ويكتشف بنفسه بأن الروح والعقل والجسد بالإضافة للبعد الرابع والذي لاأظنه يطرح بكثرة ألا وهو (( العاطفة ))........كل هذه المواضيع سنجدها متوازنة ومترابطة ومتناغمة بشكل ظاهر ومتمثلة بسيرة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وسير الصحابة من بعده والتابعين والقادة الفاتحين والمجددين وهذا الكلام ليس من قبيل الزيادة ولكن من يقرأ ويبحث سيجد بأنه فاته خير كثير من أخبار سير السابقين والإستفادة من تجاربهم وخبراتهم......فعن طريقهم نستطيع أن نحدد رسالتنا بالحياة وتكون لنا رؤية واضحة لما نحن مقبلون عليه من تحديات في هذه الحياة.......فالحياة جميلة فيجب أن نستفيد منها بأقصى مانستطيع........