من الأرجنتين .. البلاد التي أخرجت دييجو أرماندو مارادونا وجابرييل عمر باتيستوتا وخوان سباستيان فيرون وغيرهم من نجوم كرة القدم العالمية ، برز نجم أرجنتيني وهداف متمرس اعتاد على تسجيل الأهداف وتمزيق الشباك ألا وهو النجم الشهير هيرنان جورجي كريسبو .
ولد كريسبو بفلوريدا الأرجنتينية في الخامس من يوليو لعام 1975م ، وبعد مشواره في ملاعب الأرجنتين وشوارعها وصل كريسبو إلى ريفر بليت سنة 1993م مما يعني تأخره في الظهور ، إلا أن النجم الأرجنتيني أثبت نفسه مع خصم بوكا جونيورز الأول وخاض معه ثلاث سنين ، كانت كفيلة بإقناع المراقبين على انتقاله لأقوى دوري في العالم .. الدوري الإيطالي .
بداية كريسبو كانت مع بارما فبعد أن كان اللاعب متأثراً بباتي وبأداءه الرائع أصبح يعمل على تكوين شخصيته الخاصة داخل المستطيل الأخضر مما دفعه إلى الانتقال لبارما ، بدايته كانت مهزوزة وغير موزونة حيث لم يتمكن من التأقلم مع أجواء الدوري الإيطالي الساخنة والقوية ، لكنه سرعان ما بدأ يدرك أساس الكرة الإيطالية ومنهاجية الدوري المحلي هناك .
وفي نفس السنة التي انتقل فيها إلى بارما أي في عام 1996م ساهم الشاب الأرجنتيني في حصول منتخب بلاده الأوليمبي على الميدالية الفضية .
ثم عاد لبارما ليساهم في تحقيق بارما لكأس الاتحاد الأوروبي وكأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي لعام 1999م .
هيرنان لم يكن أساسياً في تشكيلة المنتخب ، حتى أنه لم يشارك في أي من مباريات الفريق ، سوى المباراة الكبيرة التي جمعت أبناء التانغو بالأسود الإنجليزية ، حيث شارك في الدقيقة الثامنة والستون من المباراة بديلاً لكلاوديو لوبيز .. المباراة التي انتهت بفوز الأرجنتين 4 ـ 3 بركلات الجزاء الترجيحية بعد أن انتهى زمن المباراة الأصلي بالتعادل 2 ـ 2 .
بعد بارما انتقل للاتسيو عام 2000 ، ودخل الأولمبيكو .. دخل روما عاصمة إيطاليا من خلال النادي . وكالعادة كانت البداية ضعيفة إلا أن المهاجم الأرجنتيني المبدع أنهى موسم 2000/2001 بإحرازه ستاً وعشرون هدفاً بعد اثنين وثلاثون مباراة .
قضى كريسبو مع لاتسيو فترة قصيرة لكنها كانت أوج حياته الرياضية ، حيث قدم مع لاتسيو الكثير مما يخفيه من فنون ومهارات وسجل للنادي الكثير من الأهداف .
حتى أتى وقت المشاركة مع المنتخب الوطني من أجل رفع لواء الأرجنتين في النهائيات العالمية والتي رُشح لنيل لقبها منتخب بلاده .. المنتخب الأرجنتيني .
كريسبو لم يدخر جهداً .. فسجل 9 أهداف ساهم بها في تصدر منتخب بلاده لمجموعته اللاتينية المؤهلة لكأس العالم 2002م بكوريا الجنوبية واليابان ، تلك كانت الخطوة الأولى نحو الحلم وإيجاد الطريق إلى آسيا وإلى اللقب العالمي .
لا أعتقد !! فكريسبو لم يكن أساسياً في أي من مباريات منتخب بلاده حيث كان يدخل فقط في الشوط الثاني من المباراة !! والنتيجة كانت عدم تأهل الأرجنتين وخروج المرشح الأول للقب من الدور الأول .. ورغم ذلك كان كريسبو قد وقع هدف التعادل في مرمى السويد في الدقيقة الثامنة والثمانون بعد ارتداد الكرة من ركلة جزاء أرجنتينية له ، منقذاً الأرجنتين من الخسارة كحفظ لماء الوجه لا أكثر ولا أقل .
من هنا كان على اللاعب الانتقال بحثاً عن النجاح وإعادة الهيبة ، وكان الإنتر ميلان خصم لاتسيو مكاناً مهيأً له خصوصاً وأن مدرب الفريق السيد هيكتور راؤول كوبر هو أحد أبناء جلدته ، إضافةً إلى أن مركز المهاجم في الفريق قد أصبح فارغاً في انتظار من يملأه نتيجة خيانة المهاجم البرازيلي رونالدو للفريق الذي احتواه طوال فترة علاجه الطويلة والتي كان يمكن التخلي فيها عن اللاعب .. إلا أن رونالدو فاجأ الجميع ، وكريسبو كذلك !
أخيراً دخل كريسبو ميلانو ودخل ستاد جوزيبي ميازا .. جماهير النيرازوري كانت تأمل من كريسبو أن يعوضهم عن رونالدو ويعيد أمجاد الفريق مع بقية نجوم النيرازوري .
كريسبو لم يخيب أملهم بتسجيله 9 أهداف في كأس رابطة أبطال أوروبا أقوى بطولة للأندية في العالم .
كريسبو رسم الفرحة على شفاههم بعد إنقاذه الإنتر وانتشاله الفريق من النرويج أمام روزنبرغ ، ومن بعدهم هدفه القاتل أمام اياكس ، ورغم نكسة ليون إلا أنه عاد ليسجل هدفين كادا أن يحجزا ثلاث نقاط جديدة للإنتر من أمام ليون في الجولة الثانية ، ثم هدف آخر أمام روزنبرغ المسكين ، وهدفين نقلا الإنتر للدور الثاني من على ستاد أياكس أرينا .
ومع بداية الدور الثاني سجل هدفاً آخر على الجيمس بارك أمام النيوكاستل مواكباً تفوق فريقه وبالأربعة .