:
أحيانا ً تسلمنا الدنيا لأن ننسلخ لحظة من ذواتنا ..!
و حين نعود لأثوابنا ليس شيء يهبط علينا من مشاعر سوى حرقة و ألم و تساؤل :
كيف يا ترى انسلخت ؟ و لم ؟!
:
صَدَق من قال :
نتألم ثم نتعلم ..!
مقولة تجانب الصواب كثيرا ً في دنيانا العجيبة !
فالغش و الخداع أصبح أمراً طبيعياً جدا ً .. و علينا أن نصبح مثلهم و إلا كنا ضدهم !
لأننا نتمسك ببقايا فضائل سماوية ... أصبحنا أهل حقد و اتباع هوى و أرباب مفسدة لمصالحهم !!
:
ببساطة جدا ً ...
طُلبَ مني من أصحاب العمل أن أشاركهم خداعا ً عيانا ً أمام المسئولين ...!
حاولت توضيح وجهة نظري لهم ... لا جدوى !
قالوا :
لا تتكلمي بشيء إن لم ترغبي ... لكن لا تفضحينا !!
قلت : لا بأس ... أنتم تعلمون أنه خطأ ... و لن يضرني شيئا ً ..
و لن أتحدث للمسئولين بشيء !
:
أراد الله أن تحدثني إحدى المسئولات ...
و ما كان مني إلا الصدق .. مع بعض التورية
لأكسب ذاتي ... و لا أؤذيهم _ على حدّ زعمهم _ ..!
حتى التورية لم تعجبهم !
مرت الأيام ...
ومني أنا .... انكشف الأمر ...رغم محاولاتي للتورية !
لأني لم أتحمل التدليس أو التستر على خديعة !
فكما يقال " حبل الكذب قصير " فقد ظهرت مني زلة رفعت الستار عن كل شيء !
فلست ُ ممن اعتاد على ما أرادوه مني !
:
احترق قلبي و روحي ... ليس لأني كشفتهم و أصبحوا يشيرون لي بأصابع التهم !
لا ..
بل لأني للحظة جاريتهم و إن لم أتخذ نفس اسلوبهم !!
احترقت روحي لأني سكت ّ من البداية على خداعهم و غشهم و أنا مسئولة في العمل !
أخيرا ً ...
وبعد أن عاتبوني أشد ّ العتاب طلبوا مني الصمت للأبد !
الصمت على الكذب و الاستمرار معهم في التستر على الخطأ ..!
إن صمت ّ فهذا يعني رضاي ..
و إن أعدت الكرة بالحديث ... أصبحت ضدهم و ضد مصلحة العمل !
:
تساءلت للحظة .. و ليتني أجد الجواب :
كيف يعيش هؤلاء راحة البال ؟
كيف يهنئون بالمال المكتسب من خلف الخداع ؟
كيف يريدون أن يكونوا أصحاب سمعة و شهرة و بركة بكل هذه الأساليب ؟
كيف يبنون عقول تحت أيديهم ؟ و يبنون أمم ؟؟
كيف ؟ و كيف ؟ و كيف ؟
----------------
و كان بيني و بين صاحبة العمل و المديرة مواجهة ::...
قلت لصاحبة العمل :
الخطأ الأكبر منكم بداية ً ... و الخطأ كان سينكشف اليوم أو غدا ً أو بعد حين !
بالله عليكم كيف يبارك الله في أعمالنا و أموالنا طالما هذا اسلوب التعامل مع الجهات الرسمية ؟!
جوابهم :
كل الناس هكذا .. و الحال مستمر بأفضل ما يكون و لم يكشفهم أحد .. !
و الخلاصة :
أني أصبحت مجرمة في نظرهم و ضد مصلحة العمل .. و قد آذيتهم و آذيت المديرة و موظفة أخرى معنا ..!
(( لأني صدقت - لا ... بل واريت كثيرا ً )) ...!
هي " الأمــــــــانة "
الأمانة التي ترفع آخر الزمان ... و قد رفعت !!
رباه فليرضى عني الناس أو فليسخطوا ~ أنا لم أعد أسعى لغير رضاك َ ...!
:
كانت فضفضة ....
:
--------------------