في كل يوم يكشف العلماء تأثيراً جديداً للعسل في الوقاية من مختلف الأمراض، وفي هذه المقالة نتابع بعض الاكتشافات العلمية في الشفاء الذي أودعه الله في هذه المادة العجيبة....
لقد رتَّب الله تبارك وتعالى في كتابه الوسائل التي هيَّأها للنحل من أجل صناعة العسل كما يلي:
1- الجبال.
2- الشجر.
3- العرائش.
وقد ثبُت أن أفضل أنواع العسل هو العسل الجبلي، ثم العسل في الغابات والذي نجده في جذوع الأشجار، وأخيراً العسل الذي يصنعه النحل في الخلايا الصناعية التي يصنعها الإنسان له. لذلك قال تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) [النحل: 68]. إذاً (الْجِبَالِ) أولاً ثم (الشَّجَرِ) وأخيراً (مِمَّا يَعْرِشُونَ)، وهذا الترتيب مطابق لكمية الفائدة والشفاء في كل نوع من الأنواع. فأكثر أنواع العسل شفاءً هو العسل الجبلي.
لعلاج أمراض القلب
ومن الدراسات الجديدة في مجال فوائد العسل ما قامت به الباحثة المصرية الدكتورة ميران خليل رخا، حيث تناولت الدراسة تأثير عسل نحل جبلي طبيعي على الفيزيولوجية المرضية للقلب والأوعية الدموية وكذلك محاولة الوصول إلى ميكانيكية هذا التأثير. وجدير بالذكر أنه قد تم الحصول على عينة العسل الجبلي من منطقة محمية سانت كاترين بجنوب سيناء بمصر. كذلك تُعتبر هذه الدراسة محاولة لاستخدام عسل النحل الجبلي للمساهمة في علاج بعض حالات الخلل في وظائف القلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى محاولة منع أو تقليل الأعراض الجانبية لبعض العقاقير على الجهاز القلبي الوعائي.
تشير نتائج هذا البحث الذي أُجري في مصر إلى أن تأثير عسل النحل الجبلي الطبيعي على وظائف القلب ربما يرجع إلى تأثيره المباشر على العضلة القلبية، وكذلك يُمكن استنتاج أن العناصر المعدنية الموجودة بعسل النحل الجبلي الطبيعي تلعب دوراً أساسياً في تأثيراته على النشاط الفسيولوجي لعضلة القلب.
من الممكن استخدام عسل النحل الجبلي الطبيعي للمساهمة في علاج حالات عديدة من الخلل الوظيفي لكل من عضلة القلب والأوعية الدموية ، والناتجة عن زيادة إفراز الأدرينالين كهرمون داخلي وكأحد النواقل العصبية الهامة داخل الجسم ، والذي قد يُشكل تهديدا ًخفيا ً في حالة النشاط الزائد للجهاز العصبي الثمبثاوي، والناتج عن الضغوط العصبية والعاطفية المختلفة، والتي أصبحت سمة من سمات هذا العصر.
لعلاج السرطان
ويحاول الباحثون اليوم استخدام العسل لعلاج السرطان، فقد قام مؤخراً باحثون في جامعة زغرب بكرواتيا بإجراء العديد من التجارب على عسل النحل، وتبين لهم أنه يقي من أمراض السرطان حيث يوقف نمو الخلايا السرطانية.
ولكنهم لا يزالون يجهلون الآلية الدقيقة لتأثير العسل، وكيف يقوم العسل بإيقاف السرطان، ويعتقدون أن العسل يقوي جهاز المناعة لدى الإنسان وبالتالي يصبح أكثر قدرة على مواجهة مختلف الأمراض. وهنا ندرك لماذا قال تعالى: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) [النحل: 69].
وتجدر الإشارة إلى أن بعض الباحثين يحاولون اليوم الاستفادة من العسل في علاج مرض السكري بكميات خفيفة جداً، ولكن الأبحاث لا تزال جارية، لذلك ننصح من يعاني من هذا المرض (أي ارتفاع نسبة السكر) أن يكون حذراً في تناول العسل، وأن يلجأ إلى الاستشارة الطبية.
وأدعو جميع الأطباء والمختصين في علم التغذية من المسلمين أن يقوموا بتجارب إضافية على العسل، فقد يثبت يوماً ما أن هذه المادة تشفي من جميع الأمراض، والله تعالى عندما ذكر العسل في كتابه لم يكن هذا الأمر عبثاً، إنما هناك الكثير من الأسرار التي تنتظر من يكشفها.
فكرة عامة عن العسل
يبلغ الإنتاج العالمي لعسل النحل نحو 1,1 بليون كجم في السنة الواحدة. وتتصدرالصين قائمة الدول الرائدة في إنتاج عسل النحل، تتبعها الولايات المتحدة الأمريكيةثم الأرجنتين وروسيا البيضاء والمكسيك وروسيا وتركيا وأوكرانيا.
أحافير النحل:
|
وجدت محصورة في الكهرمان. ومن المحتمل أنها كانت تعيش منذ 80 مليون سنة.
|
أكبر نحلة:
|
هي نحلةمن النحل البنّاءيبلغ طولها نحو 4 سم. وأكبر نحلة عسل تسمىبنحلة العسل العملاقة. ويبلغ طولها نحو 20 ملم.
|
حجم مستعمرة النحل:
|
تضم المستعمرة القوية والسليمة عددًا يتراوح بين 50 ألف و 60 ألف نحلة.
|
أصغر نحلة:
|
عديمة اللسعطولها مليمتران فقط. والنحلة القزمة أو أصغر نحلة عسل طولهاسنتيمتر واحد.
|
السرعة:
|
تستطيع النحلة الشغالة أن تطير بسرعة 25 كم/ ساعة.
|
حاسة الذوق:
|
يستطيع نحل العسل أن يُميز المذاق الحلو أو الحامض أو المالح أو المر.
|
الشغالة:
|
تستطيع النحلة الشغالة أن تجمع خلال حياتها رحيقًا كافيًا لصناعة 45 جم منالعسل.
|
سلوك النحل
ويؤكد الباحثون اليوم في (University of Illinois) أن النحل له سلوك خاص، وهذا السلوك هو سلوك عاقل وليس سلوكاً عشوائياً. فدماغ النحلة يحوي مليون خلية عصبية مع أن حجمه لا يزيد على حجم "النقطة" التي نكتبها بالقلم.
إن مساحة دماغ النحلة لا تكفي لمعالجة المعلومات الهائلة التي تقوم بمعالجتها هذه النحلة الصغيرة، لذلك لابد أن يكون في دماغها برنامجاً تم وضعه في كل خلية من خلايا هذا الدماغ وما على النحلة إلا أن تقوم بالسلوك المرسوم لها! وهذه إحدى عجائب عالم النحل!
ولذلك نجدهم يؤكدون أن وراء سلوك النحل سراً عظيماً، وهذا ما أشار إليه القرآن بقوله تعالى: (ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 69]. فلو تأملنا عبارة (فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا) نرى فيها إعجازاً واضحاً، حيث أمر الله تعالى النحلة أن تسلك طرقاً محددة أثناء حياتها وصناعتها للعسل، وذلَّل لها هذه الطرق، وسخر لها الوسائل التي تضمن لها سلوك طرق صحيحة.
ويقول العلماء إن النحلة تختار أقصر طريق لتحقيق هدفها، أي أنها تتفوق على الإنسان في اختيارها للطريق الصحيح، كل هذا ولا تملك إلا دماغاً بحجم "النقطة" فمَن الذي هداها وسخر لها بل وأمرها أن تقوم بهذا العمل، هل هي الطبيعة العمياء أم الله القادر على كل شيء؟