بتـــــاريخ : 2/11/2009 5:54:14 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1558 0


    تبآ لأول رشفة خمر إرتشفها أبي...}

    الناقل : العلا | العمر :36 | الكاتب الأصلى : مالي وطن دونك | المصدر : vb.eqla3.com

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة رجل فتاه طفل


    أشاهد تلك الكدمات الواضحة على جسدي ووجهي حتى أنني لم أستطع الذهاب إلى عملي اليوم..
    فخجلي ووجعي النفسي أشد ألمآ ووضوحآ من تلك الكدمات المتوسم بها جسدي..
    أعانق وسادتي عناقآ حارآ وأبكي بحرقة دامية تقطع نطاق قلبي..
    لماذا أبي ليس كباقي الأبـــاء..؟؟؟
    لماذا أبي يسكــــر..؟؟؟
    لماذا لايهتم أبي لأمرنــا..؟؟؟
    لماذا حكم علي القدر بوجود أب لامسؤول ولامبالي..؟؟؟
    لماذا لايكون لدي حضن يحتويني من عناء الحياة ومشاقها..؟؟؟
    لاأتذكر آخر مرةُ إحتضنني فيها أتذكرها مذ زمن بعيد لأعي فيها الزمان ولا المكان...
    أتذكرها عندما كنا أسرة مستقرة...
    أتذكر جيدآ إحتدام المشاكل بينه وبين والدتي وإرتفاع أصواتهما بسبب أصدقائه...
    أمي: مالقيت إلا هذا تماشيه تدري انه وصخ
    أبي: مو شغلك أنا ماأحد يقدر يأثر علي أنا رجال مايهزني شي تلايطي
    أمي: ترى الصاحب ساحب
    أبي: هالقاعدة ماتمشي معي أنا ماأحد يقدر علي








    هذه أول خطوات أبي نحو طريق الضيـاع...

    جعلني أبي أحسد جميع الأبناء على أبائهم..
    وجعلني أبي أكره جميع الأسر السعيــــدة...
    وهز ثقتي بالدنيا بأسرها حتى أنني لم أكون صداقات حتى لحظتي هذه بسبب أصدقائه...
    هاأنا أرى زهرة عمري وشبابي تذوي أمام ناظري بسببه...
    فهو يعتدي علينا في اليوم الآف المرات حتى أن جسدي أدمن الضرب...
    فإذا لم أضرب في يومي أشعر أنني إفتقدت شي ما ويصبح جسدي يؤلمني...
    وإذا لم أسمع إهانه لاأشعر أني أرضيت غروري...
    فعاطفتي قد تبلدت تجاه الحياة وتجاه الإهانات التي يطربني بها ليلآ ونهارآ...
    فلم تعـــــد تتحرك أحاسيسـي...

    لازوار لبيتنــــا...لأنه سيطردهــم...
    ولاخطاب لنــا...لأن نسبه لايشرفهـم...
    ونخجل من زيارة أحد ...لأن العار قد توسم جباهنـا...
    حتى إخوتي الذكور لايخرجون من البيت خوفآ من همزات الآخرين على أبانا...

    تقتلني رؤية والدتي العجوز تبكي على سجادتها بصمت وحزن لاتظهره أمامنا رافعة أكفها تدعي له بالهداية...
    وهو سابر في غيه متناسيآ أسرته ...
    دائمآ أمي تردد (مدري متى بيبطل هالمنكر..أخاف يموت وكأسه بيده)







    أخجل من إرتباط إسمي بإسمه...
    وأخجل من حملي لنفس فصيلة دمه الفاسده...
    وأخجل من أن أناديه بأبي لأنه لايستحق أبدآ...
    أخجلنا لاينقضي أسبوع إلا والأمن يطرق بابنا (لاأخفيكم أنها أسعد أوقاتنا لأن البيت تسوده الراحة والطمأنينة والأمان)...
    أصبحت سمعته وسمعتنا على كل لسان فنحن فلانه وفلان أبناء السكير.. وهو فلان السكير...
    مقرف هذا الشعور ومقزز جدآ...

    في احدى المرات المضحكة المبكية (كان هناك حفل عشاء ولم يكن قد إرتوى من خمرته إلا قليلآ فقد كان (مرتفع) كما يطلقون عليه ولم يكن (سكرانآ او فاقدآ) تمامآ
    حلف على الجميع بالغداء ليوم غد..وعندما أتى يوم الغد لم يأتي أحد لأنه لم تعد له كلمه تصدق لأنه لم يعد (رجـــال)









    ماذنبنا بأن نكون بهذا الوضع المخجل المخزي ؟؟
    وماذنبنا في ترنح والدنا ذات اليمين وذات اليسار في كل حين؟؟
    عندما إرتوى أول رشفة مُرةٍ من كأسه العفن ..لماذا.. لماذا لم تأتي صورتي أنا وإخوتي في ذهنه؟؟؟
    لماذا لم يفكر في عواقب الكأس الأول وماتلته من الإهانات والجروح التي أصابتنا في مقتل له ولنا؟؟؟
    عدا عن فصله من عمله فأصبحت ولي أمر إخوتي باكرآ...
    مهزلته المتكررة يوميآ دفعتني لأي عمل حتى لاتمتد لنا أيدي الطامعين الخبثاء لأننا (بلا أب)
    عندما يفيق من سكرته أرآه طفل وديع لايلوي على شي ولكن طفولته لاتدوم إلاسويعات قليلة...
    ثم يعود ليصبح شرس..متوحش..فك مفترس..ينهش في أجسادنا النحيلة...
    هل سنستطيع أن نكون شي في يوم من الأيام حتى ونحن أبناء سكير عربيد ؟؟
    هل ندع ظلم والدنا لنا سببا في تعثر طرقاتنا وإسوداد الدنيا في عيننا ؟؟
    هل يرحم المجتمع ضعفنا ويغفر زلة ليس لنا ذنب فيها؟؟
    ولكـ ـن.......
    تبآ لأول رشفة خمر إرتشفها أبي ..وتبآ لكأسه..
    تبآ لأصــ دقائه..
    تبآ لأنه أضــــــــــــاع نفسه وأضــــــــــاعنا..
    وتبآ لأنه لم يكن لنا الحق في إختيار والدنـــا..
    وتبـــآ...
    وتبـــــآ...
    وتبـــــــآ...


    كلمات مفتاحية  :
    اسرة رجل فتاه طفل

    تعليقات الزوار ()