في كثير من الاحيان نواجه مريضات في العيادات الخارجية يطالبن باجراء عملية لاستئصال الرحم او الرحم والمبايض لعدة اسباب مختلفة. من هذه الأسباب التخوف من حدوث تغيرات سرطانية او وجود اورام ليفية حميدة والتخوف في تحولها الى غير ذلك او بسبب عدم انتظام الدورة او شدة آلامها وغير ذلك من الأسباب.
في هذه الحالة يتم اخذ التاريخ المرضي ومعرفة اسباب الرغبة في استئصال الرحم ونبدأ شرح النتائج المترتبة على ذلك واذا ما كانت المنافع الناتجة عن العملية اكثر بكثير من اية اخطار محتملة.
هناك اسباباً ودواعي لاستئصال الرحم ولفهم الاسباب ينبغي ان نُقسم هذه الاسباب الى قسمين القسم الأول هو استئصال الرحم بسبب وجود خلايا نشطة او اورام خبيثة حيث ان هناك عدة اورام خبيثة نسائية تستدعي ازالة الرحم والمبايض او الرحم فقط. بعض هذه الاورام يتم علاجها بازالة الرحم فقط من دون اي علاج آخر مثل الادوية الكيماوية او جلسات العلاج بالكهرباء.
من هذه الامراض سرطان الرحم، سرطان المبيض، سرطان عنق الرحم او سرطان انابيب فالوب.
احيانا يتم استئصال الرحم بسبب وجود خلايا نشطة (ليست سرطانية) انما وجودها لفترة طويلة في غير علاج قد يؤدي الى تطورها الى خلايا سرطانية. هذه الخلايا النشطة قد تكون موجودة في بطانة الرحم او على عنق الرحم مع العلم انه في بعض الاحيان لا نحتاج لازالة الرحم في هذه الحالة وتوجد طرق اخرى للعلاج كالهرمونات او الكي لبطانة الرحم او عنق الرحم.
وعن القسم الثاني يتم استئصال الرحم لاسباب حميدة تماما ونذكر منها هنا على سبيل المثال بعض الحالات المرضية التي قد تحتاج الى العلاج عن طريق استئصال الرحم وهي حالات النزيف التي لا تستجيب للعلاج بالهرمونات او بالطرق العلاجية الاخرى عند هذه الحالة فاستئصال الرحم يكون آخر الحلول للسيطرة على النزيف.
كذلك حالات الاورام الليفية والتي تكون في معظمها حميدة وتسبب آلاما شديدة او ضغطا على الاعضاء المحيطة بها او يكون حجمها كبيرا جدا ولا تستجيب للعلاج بالادوية او المسكنات فيكون الحل اما ازالتها او ازالة الرحم اذا كانت المريضة تخطت سن اليأس او لا ترغب في الانجاب في المستقبل.
وهناك حالات البطانة المهاجرة (endometriosis) تسبب آلاما شديدة مع الدورة او عقماً فعندما لا تستجيب للعلاج بالادوية او الهرمونات المختلفة يكون العلاج جراحيا بازالة المبايض واحيانا الرحم ايضا.
هذه كانت بعض الحالات التي تستدعي استئصال الرحم وفيها قد تكون المنفعة اكبر بكثير من اي اضرار محتملة من العملية. لكن يجب ان نذكر هنا بان عملية استئصال الرحم كأي عملية كبيرة اخرى يمكن ان تؤدي الى مضاعفات
مثل حدوث نزيف يحتاج الى نقل دم او التهاب في الجرح او مضاعفات من التخدير وقت العملية لذلك عندما نقرر عمل عملية لاستئصال الرحم يجب ان تكون الاسباب او الدواعي واضحة والفائدة المرجوة منها كبيرة، واخذ الاحتياطات الطبية المناسبة لتقليل او منع حدوث اي مضاعفات باذن الله.
د. اسماعيل عبدالرحمن البدوي استشاري الأورام النسائية والمناظير