::
كثيرا ما نمضي في حياتنا و عباداتنا تتحول إلى عادات !
أحيانا ً كثيرة لا نشعر بعمق أوامر شرعنا و معانيها العظيمة !
نصلي ، نصوم ، نتحجب ، نذكر الله
بقلب أو بدون قلب !
كل تلك العبادات و غيرها لو استحضرنا قلوبنا فيها لباتت قلوبنا مروية غضة مرتفعة !
لكن هو الإنسان ، و هي الغفلة ، و هي سنن الكون الربانية
حتى يأتي من يذكرنا و يشير لنا ببعض المعاني المنسية !
أحيانا يصفعنا مشهد
و أحيانا يوقظنا ماء بارد يُصَب فوق رؤوسنا الشامخة لنطأطئ الرأس و ننظر ماذا حدث !
لعلي أطلت عليكن المقدمة
لأني جئت للصفحة كي أسكب لكن مشـــــــــاعر
و أنتن تعرفن أن المشاعر الإنسانية من أصعب الأشياء وصفًا و إيصالاً للعقل البشري !!
المشهد جعلني أنظر لحجابي !
جعلني أخجل مما أراه في الشارع و الطرقات من بنات جيلي و غيرهن !
لن أطيل أكثر ،،
إليكن المشهد ................
بالأمس
ذهبت و والدتي لنــــزور ( جدتي / من الرضاعة ) في المستشفى _ شفاها الله و عافاها _
امرأة كبيرة في السن ، و هي كتلة من الحنان و نموذج للصبر و الرضا
الحمد لله كانت تعرفنا جيدًا و رحبت بنا كذلك .
كانت ما بين النوم و اليقظة تتوسد السرير ، منهكة ، متعبة عافاها ربي .
حجابها يحيط برأسها و يظهرها كالقمر يوم أن يكون شاحبًا !
فجدتي ذات وجه أبيض مشرق لولا المرض الذي أخفى بريقها !
فجــــــــــــــــــــأة و نحن نتحدث نادت ابنتها :
فــــــــــــلانة ،، أين غطاء رأسي ؟
قالت :
هاهو على رأسك !!
قالت جدتي :
أصلحيه و أحكميه على رأسي !!
كلمتان ، و حركة بسيطة أثــــــــــــارت في قلبي الكثير !
لله درها ،
مريضة
كبيرة في السن
شاحبة
و همها حجابها و حشمتها و ألا يسقط من فوق رأسها !!
ليتكِ يا جدتي خرجتِ للشارع و رأيتِ بناتنا ماذا يلبسن ؟
و ليتك تعلمين ما يحدث في الصيف هنا و هناك و في تلك الديار التي يسافرن لها و كأنهن بتجاوز حدود البلاد تجاوزن حدود الحساب !
كم علمتني يا جدتي درسًا دون أن تنطقي !
و الله يا أحبة ، أني جلست أنظر لابنتها و هي تصلح حجابها و تشده على رأسها و بقيت أنظر إلى حجابي
و ماذا لو كنت أنا التي على السرير ؟!
هل سيهمني حجابي مثلها !
أم أني مريضة و لا حرج !!
اللهم أصلح قلوبنا
و ارفع قدر ديننا في الدنيا
و أعز الاسلام و المسلمين .
و الله يا جدتي هي العزة و الرفعة
هي الثبات ثبتكِ الله و ألبسكِ من أثواب الصحة و العافية الفضفاضة .
لن أنسى :
أن جدتي بعد إحكام غطائها انفرجت أساريرها و تبسمت و نامت بهناء