سم الله الرحمن الرحيم
كانت تمر بى الأيام و انا احلم كل يوم و كل ليله بالحدث العظيم الذى انا مقدمة عليه ،، و لا اكاد اصدق نفسى بانه سيحدث فعلا و كلما اقترب الموعد ازداد خفقان قلبى و اضطربت جوارحى و رقصت جوانب قلبى فرحا و خوفا من ان لن يتم هذا الحدث،،
دعواتى كانت هى شغلى الشاغل و دموعى التى لم تكن من طبعى ان اراها كثيرا باتت لا تجف و صرت اكثر شفافية و احساسى تغير ،، سبحان الله اهذا انا و هذه هى مشاعرى التى طالما كانت جامده مع اى احداث عادية فى الحياه ،،،،، و لكن لا و الف لا ما هذا بحدث عادى ابدا انه اعظم حدث فى الحياة قاطبة.
مرت الأيام و جاء اليوم المنتظر و ما اغمض لى جفن وقتها و مسكت باوراقى و مذكرات مهمة كنت اقرأ بها لتعيننى على ما انا مقدمة عليه.
خرجت مع زوجى الى الطريق و ركبنا السيارة و انطلقت بنا الى مكان الحدث الجليل و الى أطهر بقاع الأرض و انا كاننى مسافرة على جناح طائر السعادة و الرضا .
كانت الرحله طويله و شاقه لكنها ممتعه و مشرقه و كلما مر الوقت كانت المسافه تقصر الى ان وصلنا بحمد الله ،،، وصلنا الى البيت الحرام ،،
يا الله ها انا ذا اقف بين يدى الله فى بيته الحرام ما انا بمصدقه ، ما انا بمستوعبه لما انا فيه ، اول مرة تطأ فيها قدمى هذا المكان الطاهر و ها انا ذا اقف امام الكعبه المشرفه ،،، احساس بالقشعريرة ملأ بدنى و ترغرت عيناى بالدموع و كتمت ابتساماتى و صوتى من انا ينطلق بنحيب من دموع السعاده و اللهفه ،،، لقد ارادنى ربى ان ازور بيته الحرام و ما كنت يوما بداعية لنفسى بهذا بل لامى و ابى و ماكنت اتوقعها لنفسى بهذه السرعه سبحانك ربى ترزق من تشاء بغير حساب و تعز من تشاء و تذل من تشاء و أى اعزاز و كرم اكثر من هذا اننى هنا احج بيت الله الحرام و اطوف حول الكعبه و ازور منى و ارمى الجمرات و اشرب من زمزم .
لو اننى حلمت بهذا كله كنت وسط اهلى لحسبونى من المحظوظين او من الاناس الطيبين اللذين يكرمهم الله برؤية بيته فى الحلم ،، فما بالى و قد رزقنى الله هذا فى الواقع و ليس الحلم .
احساس لا يوصف و سعادة جمة و رضا لم استشعره من قبل .
الحمد لله الحمد لله الحمد لله
يا الهى العظيم ادعوك قد تكون قد قبلت حجتى و توبتى و قبلتنى عندك من المغفور لهم و من عبادك اللذين ترضى عنهم
يا الهى العظيم اكرم كل عين بكت لاجلك و تقبل منها و اغفر لنا و ازرق امى و ابى و المؤمنين حج بيتك كما رزقتنى من حيث لا احتسب .