عجوزٌ..
تجاعيد ُوجهها تحكي قصصاً مرويةً
وتغورُ الذكريات في أعماق ِعينيها الذاويتين ِ
مازلت ُأذكرها
أشتمُّ أنفاسَها في ندى الوريقات ِالخضر ِ
في عبق ِالرطوبة ِ
عند أولى حبات ِالمطر ِ
وفي الأزمات ِ
عندما كانت تقول افعلي ولاتفعلي
وبثبات ِكلمتها عندما تقول ُ لشئ لا..
صوتها الناعس ُفي أذني
يتهجّى الأحرف َ كتلميذ ٍ
عجوزٌ ..
لكن َّ دفاترَها لم تهرَم
في أسطرها خطَّت كل َّالأعمار ِ
تعرفُ كيف تقول ُالحب َّ
بصدق ِالأبِ وحنان اِلأمِ
وفي أحضانها كل ُّالأمان ِ
هي أمٌّ للماضي والحاضر ِوالغد ِ
تلك َالجدة ُما أروع َدفء َحكاياها
تجعلُ من أمسيات ِالصيف ِخيمة َمودة ٍ
و تشيعُ في الشتاء ِالدفءَ في الأوصال ِ
لو ننهل ُمن هذاالنبع ِالصافي قبل َأن يغيب َ
وتغيب ُالأصالة ُمعه إلى أجل ٍ غير ِمعلوم ٍ..
أقلِّب دفاترَها العتيقة ِولسان ُحالي يقولُ:
ألا ليتَ الزمان َ يعود ُيوماً.