نفسك ان لم تبرمجها على الايجابية ، يبرمجها الاهمال والعبثية على السلبية، اذاً فلنجعل هذه العبارة منطلقنا في الاهتمام الجدّي والعملي لبرمجتنا الذاتية على الايجابية والتطبيع على الخيرية ، وفق قوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) والانسجام مع الاحسنية تنفيذاً لقوله تعالى ( ومن أحسن قولاً ممن دعا الى الله ) و ايمانا يقينيا بالعمل الصالح باستمرار، تأثرا بقوله تعالى ( حتى يأتيك اليقين ) وهكذا ووفق المفهوم المنتج بهذه التربية للذات ، تتجه نحوالايجابية في كافه ميادين الحياة مع القدرة على استثمار أساليب مختلفة .
ميادين البرمجة الذاتية الايجابية
1ـ استيعاب المفهوم الشمولي للعبادة ، اي التعبد بالمناسك والتعبد بالسياسة المشروعة ، والتعبد باستثمار التكنلوجيا لرضى الله والتعبد في الحياة الاجتماعية والعلاقات المتبادلة .....الخ
2- تنظيم الوقت وبرمجة الوقت واستثمار العمر وفق عقلية جدولية وبدقة متوازنة بين مجالات الحياة .
3ـ الاهتمام بصورة عملية و تغيرية باساسيات الشخصية ، أي بالعقل وتجلياته الفكرية وبالروح وتطلباته الربانية وبالنفس في اطار دائرة التزكية ووفق القاعده الالهية ( قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها )
4- التخطيط لأخذ العلم وزيادة المعرفة وعدم التوقف في عملية التثقيف الذاتي مهما كانت الظروف ومهما كثر العوائق .
5- الإيمان المطلق بعملية التغيير الذاتي عملا بقوله تعالى ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأ نفسهم ) وذلك للقدرة على التصحيح الذاتي واصلاح الذات ، ومن ثم الحصول على الايجابية المثمرة .
6-الايمان بالارتقاء العقلي والروحي والنفسي، وفق قوالب رياضية لكل منهما كما تطبق في عالم الماديات لتحصل على التميز، وشخصية القدوة واساليب التأثير .
تمارين البرمجة الذاتية
لكل منا نموا خاصة يتعلق بذاته ، حتى ان صار جزءا من شخصيته وخصوصياته ، لذا ليس من السهولة السيطرة عليه ان اتجه نحو السلبية ، وهذا يفرض علينا ان ندرسها بدقة وموضوعية كافية وأن نضعها في قوالب علمية مجربة في مجال الهندسة النفسية ، لذا لابد من التمرين المبرمج:-
أولا :على الايجابية إن كان طموحا يريد إنتاجية أفضل وتقدما أكثر وتطويرا أحسن.
وثانيا: على إزالة السلبية إن ساعدته حالته التشخيصية ، واستطاع، سواء كان بالقدرات الذاتية أو بمساعدة الآخرين على تشخيص نقاط الضعف ومواطن الخلل.
التمرين الأول : التفكير في الذات .
وذلك بالقدرة على تفكيك الشخصية والنظر اليها بصورة متكاملة اي اعطاء الخصوصية مثلا للنفس او الروح او العقل او حتى جٌزيئات أصغر، مثل الضمير والعاطفة والتأمل ، ولكن لابد من الجمع بينهما في مهمة ايجابية وتصحيح سلبية ، وهذه العملية يحتاج الى تفكير مبرمج في الذات لمن اراد الخروج من الفوضى او اراد ان يوفق بين مكونات ذاته.
وأيضا يحتاج إلى شئ من الاستمرارية حتى ان يتطبع على ما يتمنى
التمرين الثاني : التلقين الذاتي
بعد الحصول على فكرة واضحة من التمرين الاول لابد ان يتحول نحو التطبيق وذلك بتلقين ذاته بكلمات ايجابية ومتفائلة وان يتدرب على برنامج التحدث مع الذات وان يقطع الطريق عن كل ما هو سلبي من كلمات وعبارات وبالاستمرارية ايضا يتطبع حاسته الداخلية على الايجابية.
التمرين الثالث : التخيل الايجابي
وذلك بالتركيز على كل حدث او ذكرى او منظر سواء كان مخزوناً في عقله الباطن او استطاع التخيل لصنع ما هو جديد من ذلك، و أن يدع السلبية جانبا ويغلق بها الباب وان يستمر عليه حتى ان يشعرانه في حلم وإن استيقظ يحسبه انه استيقط من حلم او كان في نوم حقيقي وبهذا يحصل على التطبيع الكامل على الايجابية والتفاؤل والثقة بالنفس... الخ
التمرين الرابع : الانطلاق الى الواقع
لابد من جعل ما توصلت اليه من التنوير الذاتي والثقة بالايجابية إلى جدول وبرنامج عملي في مجالات الحياة والتفاعل مع الواقع والتعامل مع الاخرين .
وذلك وفق مواصفات متوازنة :-
1ـ الاهتمام بسلوكيات المروءة .
2ـ العمل على توسيع دائرة الوعى .
3ـ التأكيد على اخلاقيات التقدير والاحترام .
4ـ التدريب على تحمل النقد وآراء المخالفين .
5ـ السيطرة على دوافع التسرع والتهور .
6ـ الاعتماد على التحليل والاستنتاج .
7ـ التحلي بمعاني الصبر والحلم والعفو