الولاء ناموس الكون:
السلوكيات البشرية تماثل السلوك الذري:
• الولاء يتكرر ( أصل ظاهرة القيادة في الحياة البشرية).
• إذا ازداد الموالون في عمليات التجميع الواسع ، أصبح التفلت أكثر حدوثاً ، فيسيطر نوع من القلق على العلاقة.
• صانع الحياة يتبعه عدد من الناس يتناسب مع مقدار علمه وقوة مكانته.
• ظاهرة الحلف في الحياة البشرية والحيوانية:يكون التحالف مع الشبيه والقرين والقريب.
على الولاء والطاعة جميعاً:
فالشمس ربطت ببقية الكواكب ، وأسراب الطيور المهاجرة لها قائد ، والحياة النظامية في خلايا النحل والنمل .
فانح هذا في فهم أسرار الخلق.
دقة في التعامل ....... وسرعة في الأداء:
الإيمان حي ، يؤثر بإذن الله وهو باق ، وفي يوميات الحياة شواهد كثيرة وقصص تدل على أن الله تعالى يدير كل حركة من المعنويات كما دبر كل ذرة وجرم من الماديات ، وحركة الحياة مراقبة موزونة ، وكل حركة مقدرة تقديراً ولا تسير بفوضى.
والتماس دلال هذا التوحيد تنطبق بها أحوال العبد في الساعات التي تلي فعله للحسنة والسيئة كما كان بعض السلف يقول : (إني لأعرف طاعتي من معصيتي من خُلُق دابتي).
النهاية يحتكرها المؤمن والمصلح والمظلوم:
هل رأيت أحدا سار على سنن العدل ثم ساءت أموره ؟ لم نر ذلك في فرد أو حكومة.
وكم من رهط مؤمن عجز عن دفع ظلم يقع عليه فينجيه الله ويبطش بالظالم ، تصديقاً لميزان {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا }الحج38
ويرزق من يشاء قرائن تخبره خبر الغد:
(ظاهرة السيطرة المستقبلية) الله تعالى مالك الملك والغيب والزمان ، وإذن بعض خلقه أن يعلم بعض العلامات والقرائن على ما يحدث في المستقبل من غير جزم إذا لا يعلم الغيب إلا الله ومن سبل هذا العلم:
1.الرؤيا الصالحة.
2.الفراسة.
3.الإلهام الرباني للعبد المؤمن.
4.حديث النفس التي طالت استقامتها واعتادت الطاعة.
5.الفأل الحسن.
6.معرفة علامات الدعاء المستجاب.
7.معرفة علامة قبول الله تعالى لتفويض العباد إياه وتوكيلهم له سبحانه في أمورهم.
نشتق فقه الدعوة من صفات الخَََلق وموازين القدر:
بتسخير المؤمن لظاهرتي (الولاء) و (حركة الحياة) لخدمة مقاصده الخيرية وبتعليم الله تعالى له سبل (السيطرة المستقبلية) يستطيع بإذن الله أن يصنع الحياة بالطريقة التي يؤديه إليها اجتهاده أن الله يريدها ويحبها.
فبهذه النظرية الثلاثية، نصنع الحياة باستثمار الولاء، وبمعرفة دور القَدَر في معركة الحياة والتصدي لقدر الخير بفعل الخيرات وبتحديد المستقبل والسعي الهادف له.
فريق البناء
مقدمة:
*أنا مسلم ، فلم لا أكون بؤرة ومحوراً ومركزاً ؟ ولم لا استقطب الناس حولي؟
*إذا كان حجم الولاء الإيماني للمؤمنين في المجتمع مقابلاً لحجم الولاء الجاهلي فقد أذنت لهم الغلبة في الصراع . بل إذا كان الثلث فالمؤمن منصور بإذن الله.
*صناع الحياة ينسقون عملهم وينظمونه .
* إذا كان المسلم اسبق وأقوى وأكثر تفنناً في صناعة الحياة :دارت في فلكه وتبعته.
* وإذا كان الفاجر امهر وأيقظ وأفصح في صناعة الحياة سارت خلفه.
* الولاء اعم من الطاعة واهم أركانه: أن يتحرى الموالي المصالح فيجلبها لمن والاه ويدفع عنه الضرر ما استطاع ، وينصره حين الحرج بالقول والفعل والحال ، ويحفظ سره من دون التزام قاطع مسبق ، ولكنه قد يتحمس الموالي فيمنح من والاه في ساعة العسرة أكثر مما يمنحه المبايع المطيع.
* كل صاحب مهنة ذي مهارة فيها يمكنه أن يكون صانعاً للحياة ومحوراً تدور حوله أعداد كبيرة من الناس ويتحلقون في ولاء قد يتعاظم إلى طاعة. مع العلم أن الشخص الموالي قد يتعدد التأثير عليه من عدد من صناع الحياة المؤثرين في الآن الواحد.
والأمثلة التي توضح ذلك :
(أ) بركة العلم الشرعي وأثره الثقيل:
1.العالم الشرعي من صناع الحياة: إذا تجرد وتعب في تربية نفسه وأطال السهر وحنى الظهر.
2.رواد الفكر الإسلامي من صناع الحياة:بالتعريف بالإسلام وخصائصه.
3.الوعاظ من صناع الحياة:ومهمتهم الضرب على الوتر العاطفي وتحريك المشاعر وإنهاض الهمم وتناول حديث الجنة والنار.
(ب) حروف ومنظار ومشرط:
1.شعراء الدعوة وكتاب القصص من صناع الحياة: لأن بعض الناس عقلاني يقتنع بالمنطق والتأصيل وكتابة قصص تحتوي على جمل تستقر في القلب.
2.الفلكي في مرصده من صناع الحياة: حيث يصبح عين من أعيان الأمة حري أن قال أن يجاب ، وسيدعى في المدارس وغيرها ليتكلم وكلهم يسمعون وكأن على رؤوسهم الطير ، وسيؤذن في مرصده كما يؤذن الواعظ في منبره.
3.الأطباء من صناع الحياة: في تخصصات مختلفة مثل القلب والدماغ وغيرهما ، حيث يجري الجراح 1000 عملية خلال عشر سنوات ومع كل عملية يشكر أبناء المريض وأصدقاءه وغيرهم وتتوطد بينهم علاقة ، وهو خلال ذلك يؤذن فيهم أن امنوا.
(ج) صفحات الجمال تُهدي نفحات الاجتهاد:
المهندس المعماري من أهم صناع الحياة: تعادل العقلانية والعاطفية في الأداء الدعوي يلزمه الاقتران بالمعايير الجمالية التي بها استواء الصناعة الحيوية.
إن مدينتنا الفاضلة تبنيها أبيات الشعراء وتضع قوانينها طوائف الفقهاء وتلألأت بلمسات فنون العمارة لتكون وحدة متجانسة بمادتها ومعانيها.
(د) بين صَرِير القَصَبة ..... ورَنَّة الذَهَب:
1.الخطاطون من صناع الحياة: الخط من أهم وسائل الفن الإسلامي النظيف والخطاط يمتع أنظار الناس باستدارة العين واستقامة الألف وتداخل الهاء وامتداد السين وركوع الكاف وسجود الراء وانفتاح الدال ، وينقلهم من ثلث إلى ديواني ومن تعليقات فارس إلى أعمدة الكوفة.
والزخرفة من قبل ذلك وبعده تتفجر بين يديه وتمتد إلى حيث اللانهاية.
فان شغله هو الحرص على تكييف اعماق الذات من خلال حركات ظاهرة فهو مسلم ولَعُه إنطاق حروف آيات الإسلام ودُرر قول نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام ووجهته تربية ذوق رجال الإسلام وغايته جلاء جمال الإسلام ومصب أحباره وألوانه في وادي الإسلام فهو للإسلام ومن الإسلام وبالإسلام.
2.الكشف عن الآثار: صنعة المؤمنين أيضا. فان المحافظة على الاثار الاسلامية وابرازها تغرس في النفوس احترام الاسلام في اللاشعور.
3.الكشف عن آثار الظالمين: فيه موعظة للناس بالمنظر الشاخص أن:إياكم أن تظلموا ! حيث في جثة فرعون الناجي ببدنه أية رادعة ودليل إعجاز.
الراعي الذي ظهر بمكة صلى الله عليه وسلم بعيداً عن العروش والبلاطات والفلسفات التعميمية، فأشار وخصص، وارشد المستضعفين، فاهتزت أركان الجبابرة، وتحطمت الطواغيت.
إن اكتشاف الدعاة لإبعاد نظرية صناعة الحياة هو سطر في إعلام انتصار الدعوة الإسلامية في الربع الأول من القرن الخامس عشر.
4.الفيلسوف من صناع الحياة: لا بد أن نقول للناس خبر أرسطو وسقراط ، وان دعوة لا تملك ثلاثة باحثين في الفلسفة مع فيلسوف مبدع على رأسهم هي دعوة لا يمكنها أن تؤثر في جميع المثقفين.
ولماذا نشطب بجرة قلم سهلة على كل المتأثرين بالثقافة الغربية؟ ألا يجوز أن نفترض أنهم ضحايا وان نحدثهم بلسان يفهمونه؟
5.النسّابة (العالم بأنساب القبائل والعوائل وشجرات الشرف) من صناع الحياة: فالناس يحتاجونه ويأنسون به والدعوة تحتاجه بعد ما تعمدت التربية الحديثة طمس أنساب الناس.
حيث إذا اجتمع النسب الشريف مع العمل الصالح فنعما هو.
ووجدنا بالاستقراء الاجتماعي أن الأخلاق الطبيعية الأساسية هي أوفر لدى أبناء العائلات العريقة ، من شجاعة وكرم ووفاء وعدم غدر وصدق مع أنهم يتلبسون بمنكرات من زنا وشرب خمر إلا أن هذه سيئات طارئة يمكن التوبة منها من قريب ، وإنما البناء في الحياة :بناء تلك الأخلاق الأساسية.
6:التاجر المسلم من صناع الحياة:ونعم الصناع هم بل هم صناع الصناع ،وعلى خطة الدعوة أن تتوب توبة نصوح من إسرافها القديم في تعليم الدعاة كراهة المال وحب الوظائف الحكومية.
* كلنا يجيد سب اليهود الذين استحوذوا على الأموال والأسواق، ويضجر من الأقباط... إذا كان منهم السبق إلى المال ، ولكننا لم نحسن غير المسبة.
* بدل أن تلعن الظلام أوقد شمعة.
* يجب أن نزيح الفاسقين ونحل بدلهم على نظرية الفيزياء في الإزاحة والإحلال.
* قوة الاقتصاد الإسلامي ستكون عاملاً من عوامل قوة الدعوة الإسلامية ، إضافة إلى اطمئنان المسلمين في التعامل مع سوق إسلامي وإضافة إلى ما سيشيعه رجل المال المسلم من معنويات في النفوس وأذان في المسلمين أن كونوا أقوياء وزاحموا بالمناكب ، فان قوة المال ستكون في خدمة الأمة والدعوة والسياسة والفكر.
* نعم ، سبقت حصيرة في الميزان ناطحة سحاب ، لكنها الناطحة النفاقية الفاجرة ، أما حين تنطح السحاب استمداداً من عزها الإسلامي وشموخها بالعفاف الإيماني فإنها تسبق مليون حصيرة.
* لنترك المنطق غير المسؤول ، فقد آن نكتسب بعض الوعي وان نتعلم بعض إسرار الحياة.
* لا بد أن ننزل إلى ميدان الصناعة والزراعة والعقار والاستيراد والتصدير، وبخاصة في البلاد الحرة التي لا ينال أموالنا فيها ظلم، وفي العالم الفسيح متسع للاستثمار.
* كن حمالاً في السوق، لكن قرر مع أول خطوة لك أن تصير تاجراً أو عقارياً أو مدير شركة، فستصير وتصل بإذن الله. المهم تصميمك وان لا تستطيب جلسة الوظيفة الحكومية.
* قرر قبول الجوع سنة تأكل الخبز بالخل ، هذا هو المهم ، إذ ستأتيك الأموال من بعد.
(هـ) معادلة المال والعلم والجمال تجعلنا الأكفاء: وهكذا أهل العلوم والفنون والمهن الأخرى.
• هكذا الفيزيائي الذي يشارك في بحوث الذرة والليزر ويكون فخر الناس في بلده أو لدى أبناء الأمة الإسلامية عموماً.
• المدرس في المدرسة الثانوية الذي يبني أساس العقول والمعنويات لدى الجيل الصاعد.
• الأستاذ الجامعي الذي يملأ الأسماع ببحوثه ومحاضراته ، والمؤرخ ، والاقتصادي المنظر ، والخبير النفطي.
• المجاهد في ارض الثورات، والإعلامي الجري المبتكر، والفنان المصور بالكاميرا، والرسام التجريدي، والمهندس المخترع، وخبير المخطوطات، إلى ألف تخصص ومهنة.
• حتى أصحاب الصوت الجميل الذين يتلون القرآن ، فإنهم سبب استرواح أنفس المؤمنين ، وتغمر سامعيهم السكينة.
• أن نظرية صناعة الحياة في خلاصتها هي تنبيه لضرورة إمساك الدعاة بمصادر القوة العلمية والمحركات العاطفية والجاذبية الجمالية والتسهيلات المالية. إنها نظرية القدوات ، والنقاط الجامعة ، والبؤر اللامعة.
التقعيد الجامع
• كانت الحياة الإسلامية زمن النبي صلى الله عليه وسلم تعتمد على طبقات من الإتباع مثلما تعتمد على وزراء النبي صلى الله عليه وسلم وبقية العشرة المبشرين وقادة السرايا وفقهاء الصحابة. ففي صحيح البخاري عن سهل بن سعد قال :
( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة : مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا اجلس عليهن ).
وفي الصحيح أيضا ( أن رجلاً اسود وامرأة سوداء كان يقم المسجد فمات، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال: مات. فقال : أفلا كنتم آذنتموني به؟ دلوني على قبره أو قال : قبرها ، فأتى قبرها فصلى عليها).
فالسوداء الضعيفة جزء من الحياة الإسلامية.
فصانع الحياة يتميز بقدرته على توظيف طاقات أخرى معه أيضا.
* هي خصائص النفس منذ الآف السنين:
قابلية النفس الإنسانية على التأثر بالمسموع والمنظور ، مما جعل أهل التأثير في محاولات دائبة مستمرة لتجويد كلامهم وتكلف إبداء مناظر ذات مدلول خاص يلتقي مع العقيدة التي يروجون لها.
وكل صناع الحياة يستطيعون الانطلاق من حقائق الظاهرة التربوية لتكثيف وتقوية أثار بصماتهم الخاصة في الحياة العامة.
فالبلاغة وسيلة شاعرنا ، والعدسة بين يدي مصورينا.
* لمعةٌ..... ليس لها مثال:
الشرط اللازم لصانع الحياة في كل ذلك هو أن يبدع ويكون مجتهداً ويأتي بالنادر الطريف، ليس بالذي ينسج على منوال الآخرين، ويقلد فيمله السامع والناظر، ويزهدان بما يعرض.
* الدعوة قوية بفرسانها والتربية القيادية هي التي تجعلهم فرساناً.
* كل ميسر لما خلق له.
* اقتحم ..... أنت لها:
وفي مثل هذا يجفل الراهب ويقول : تريدون مني أن أكون فقيهاً وليس جدي مالكاً ولا الشافعي.
وتطلبون أن أتغنى بالشعر وما ولدني المتنبي ولا البحتري ، وتتمنون أن ألوك الفلسفة وليس جاري سقراط.
فمن أين يأتي الإبداع وقد قال صلى الله عليه وسلم ( الناس كابل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة ).
فنقول: نعم ، نريدك ونطلب ونتمنى ونظن ونجزم ، ولا وجه لاستضعافك نفسك ، واستصغارك صحبك ، وقد أعطاك الله ذكاء ونسباً فلم لا تتعلم السهر وتطلب الفصاحة .
والجزم مستمد من براهين ثلاثة لدينا :
1. النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل : الدعاة كابل مائة ، وإنما قال : ( الناس ) كابل مائة . ونحن لسنا (الناس) بل نحن الرواحل كلنا ، ونحن صفوة الناس ونخبة المجتمع وزبدة البشر وخلاصة المسلمين ، فكيف نساوي أنفسنا بالعامة واللاهين؟
2. أن الحريات تُربي وتطلق الطاقات ، وبالأموال تساعد وتتيح ما لا يتاح للفقير.
3. أن نظرية صناعة الحياة لا تريد كل الدعاة فلاسفة أو شعراء ، وإنما هي مائة صناعة ومهنة وفن وتخصص.
ويعقوب ما يزال يوصي أبناءه : يابني ادخلوا من أبواب متفرقة.
* نحن الأمل . . . . . .:
ثم آن لنا أن نثق بإخواننا ، وان نترك التبديع واتهام النيات ، وموعظة احتقار النفس وهواجس تهمة الرياء .
والله يتولى حفظ الجماعة من ذي سوء يخادعها، ليست حراستنا ولا أنظمتنا، ولنتذكر دائماً أن الجماعة أقوى من الفرد مهما تفاصح وتمسكن.
• الهيمنة المحورية العابرة:
لكن حسن النتائج منوط بشروط ثلاثة:
1. وجود سيطرة تدير وتنسق حركة صناعة الحياة ، وترسم الأدوار ، وتذكر بعضهم أن ينطق بمعنى ، فتكون حزمة الأذان الدعوي مثل حزمة أشعة الليزر حين تركز. ويصطف الطبيب جنب التاجر ، جنب الفلكي ، جنب الخطاط ، جنب الفيلسوف ، جنب الشاعر ، ليؤذنوا ويقولوا معاً: تخسأ الجاهلية ، تخسأ العلمانية ، بالإسلام حل عقد الأمة . يومها ستزلزل الجبال .
2. ارتباط الجميع بقضية محورية حية ، وينبغي أن يكون لكل صانع من صناع الحياة خيط يربطه بهذه القضية.
3. تطبيق نظرية جسر العبور بمهارة من خلال الإحصاء واستعمال الكمبيوتر فمن لم يستطع الوصول له مباشرة نصل إليه بواسطة ابنه أو جاره أو صديقه أو رئيسه الإداري أو سكرتيره.
• كل الطرق تؤدي إلى مركز الحياة:
صرنا نفهم انه لكي نعيش مع الناس فان عليهم أن يطيعونا . . وبهذا الطلب للطاعة ولد عندنا التقوقع والانكفاء على النفس والعيش في المجتمع الخاص . وهذا حلم بعيد.
إن طلب طاعة جميع الناس باطل اخترعته أوهامنا ولكنه الولاء ، والذي تكفل بدوران الإلكترون حول البروتون ، والمريخ حول الشمس ، سبحانه هو الذي يتكفل بدوران الأخيار حول النواة الدعوية.
من جد : وجد ، أما إنا أو الفاسق ، فان الفاسق يصنع الحياة أيضا على هذه الطريقة ، وإذا لم يكن كتف المسلم قوياً : ضربه كتف آخر فترنح هذه سنة الحياة.
الحياة يبنيها صناع ، كل منهم يؤثر في جانب منها.
صانع الحياة يدوس الألقاب برجله ويحطمها ، ويمضي يصنع الحياة من موضع التخصص والفن والإبداع.
هو مليء النفس ولا يحتاج أحدا لملئها.
وفي المسلمين اليوم إحباط وتراجع وانسحابية ونفسية انهزامية لا يعالجها إلا وجود قدوات يتركون الخنادق والمعتزلات وينزلون إلى مخالطة الناس.
لقد منحنا الله الحواس لنستخدمها لا لنعطلها ، وقد آن لنا أن ندق على صدورنا ونقول: نحن نصلح للحياة.
الذين آمنوا وعملوا الصالحات
من تمام منهجية التربية القيادية في إعداد صناع الحياة بعد العلم وسماع التجارب هو التجول والسياحة لرؤية روائع العالم الإسلامي ، ليزدادوا ذوقاً وحساً جمالياً هما من مدارج الاجتهاد.
* المبدعون منا . . . ال الدعوة:
أن علينا أن لا ننظر بالمنظار الضيق فنشترط أن يكون المبدع المسلم معنا وفي صفنا لكي نحتفي به ونروج له ، بل كل مبدع هو من صناع الحياة الإسلامية . ومن تمام أمرنا أن نفرح به ونقدمه ، لأنه سيستخدم توجهنا الحضاري ويساعد على غرس الأذواق في الناس ومعاني الاعتدال وحب الجمال.
* سلسة الخطاطين صنعت الحياة . إذ يلقن الخطاط الناس معايير الجمال ويغرس في القلوب موازين التناسب : هو اخو المتبتل في محرابه إذا لقنهم آداب الإخبات.
• مازالت الأروقة الإسلامية بخير وفيها من يبدع ويصنع الحياة على نمط من الأنماط ، من بطل يجاهد اليهود سراً يخطط وينفذ ، أو مؤسس مع آخرين لمصنع أو مزرعة ، أو مزاحم في السوق للغرباء وأبناء السوء يستورد ويصدر ويحفظ المال للأمة ، أو متربع يعلم الناس العلم ، أو صابر بين رفوف المكتبات ، وأكوام المخطوطات ، في عشرات أخرى من أشكال الصناعة الصامتة والناطقة.
وللآخرين بذل
وصف صناعة الحياة مطردة عند الملل الأخرى وغير المسلمين ، سواء بسواء ، يقود الحياة الذكي والصابر والماهر وكل مبدع متفنن مبادر.
فالحياة في أمريكا مثلاً إنما تقودها الصفوة التي فيها من أساتذة الجامعات وأعضاء مراكز البحوث وغيرهم وبقية المائتي مليون يعيشون على هامش الحياة همهم البطون والجنس.
إن خمسين ألفا فقط هم الذين يوجهون مسيرة أمريكا الحضارية، سياسياً واقتصادياً وعلمياً وعسكرياً ونفسياً، والبقية تتبع.
والحياة يملكها من يصنعها ويبذل ويجمع العلوم ويتعلم الفصاحة، على الإيمان كان أم على الفجور والعصيان، ثم هي بلاغة لكل داعية أن يشمر، وان يسهر، وان يبتكر، وان يبادر.
استدراكات وشروط:
برج السيطرة هو الذي يهيمن على حركة الحياة ، وليس اعتلاؤه بالهين ، ويحتاج رجالاً هم الرجال حقاً.
ويتميز من هؤلاء الرجال نفر قليل هم الحلقة الأهم في السلسلة.
الأول: الرجل الفذ الذي يقود:
الذي يمتاز بالشمول وعمق الإيمان بالله والقدر والقضية ، وهو مقدام قوي الشخصية ، يقول ويفعل ، ويصمم فيثبت ، ويدق صدره فيقتحم ، متنوع الثقافة ، مرهف الإحساس ، حين يرى الجمال يستأسر له ،
ففيه من الشاعر والفنان خصال ، لكنه رابط الجأش ، فكأن له في قادة الحروب مثلاً.
وهو لين العريكة ، في غير ماضعف ، عنيد قوي الإرادة ، في غير ما تكبر ويبوسة.
كريم ، متوكل ، حليم ، سائح يرى ، ومجالس يشافه ، ومطرق يفكر.
وهب له ذكاء وحياء.
آمن بالقدر حق الإيمان ، وعرف سر حركة الحياة حق المعرفة ، وله استئناس بروى الصالحين ومذاهب المتفرسين ، مع حرص على إشارات الملهمين ، واستبشار بالفأل الحسن.
وهو من صناع الحياة على خبر ، وله فيها سهم.
هذا الأول.
أما البقية : فهم رجال قلة عصبة واحدة ، يمثلون المجموعة العالية الفكر ، المجتهدة المخططة الرقيبة ، ذات التربية العميقة ، والعلم الواسع فهم فرسان الفوارس.
أن لمعة الفكر هي التي تقود العمل . والفكر الاجتهادي الإبداعي هو الذي يقود ، ويدق باب المستقبل ، وهذا الفكر الاجتهادي الإبداعي إنما يؤسسه وقوف مع أي القران الكريم ، ولبث مع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وقوله ، ومعرفة بأخبار التاريخ والحضارات.
ضحايا الاندفاعة الأولى لا يلغون صواب الخطة
الذهول والشطط والتغافل الذي ولد جفلة لدى كثير من نبلاء الدعاة وسادتهم من نمط الأساليب والخطط وطرق أبواب صناعة الحياة وتحملهم على التشدد والبقاء على القديم قصص كثيرة من ضعف بعض الدعاة بعد تصديهم للظهور وحصول المكانة والجاه لهم داخل محيط الدعوة وخارجه ، كما أصبح هؤلاء النبلاء يتخوفون أن يحل بإخوانهم الذين يبرزونهم إلى الحياة العامة لصناعة الحياة ما حل بإخوان لهم من قبل من غرور وتكبر وتفلت واستقلالية ، وما يصاحب ذلك من لفظ خشن وبطر وترف ورقة في الدين ، ربما.
ومع المتخوفين حق ، ولكن هذه السلبيات لا تعالج بالحجر وفي اللبث داخل الأسوار القديمة تفويت مصالح وتأسيس وساوس ، ولا بد من التوكل واقتحام هذه الأفاق الجديدة وعدم القياس على هذه السوابق ، وان ظنوناً عديدة وتأويلات صحيحة تشجعنا على ذلك منها :
1. إن النوعية لم تكن كافية في تفهم هذا النمط من العمل وتحليل أفاقه الخططية.
2. أن الدعوات تمر بمرحلة مراهقة كما الحال في الأفراد ، فانه إذا انتهى التأسيس نشأ تفكير ذاتي غير متكلف يفتش عن أبواب الانفتاح.
3. لم يكن الاختيار دقيقاً في كثير من الأحيان، حيث شرط الانتقاء والتفاصح واصطلاحات التطوير والتخطيط والسياسة، وتم إغفال دعاة متواضعين أوفياء أكثر ذكاء وأرجح وزناً.
4. كان الفرد بعد الفرد يبرز لميدان العمل العام ، ومن شأن الفرد أن يستوحش لوحده إذا لم يجد الأنيس المرافق فيضعف ، بينما إذا برز سرب كامل كما ندعو الآن ، فان الوحشة تزول ويكون الاستئناس ، بل وتكون الرقابة أيضا ، بعضهم على بعض ، فان من لا يستحي من الله تعالى قد يستحي من الناس ، وهذا معنى حيوي مطلوب أيضا.
5. أن كل ظاهرة سلبية تحتاج إلى تحليل ومعرفة لجذورها وأسبابها وهذا يأتي من خلال مؤتمر تربوي يشارك فيه أهل الرأي والخبرة الطويلة.
بل هو الله سبحانه ، لست إنا ولا أنت
الموعظة لصناع الحياة واجبة ، وبفضل الله صال الداعي وجال وهو الفقير الضعيف ، ويدعمه هبه من الله تعالى وتفضل يهب لمن يشاء قبولاً بين الناس . كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ( أن الله تعالى إذا أحب عبداً أمر ملائكته أن ينادوا في الناس أني قد أحببت فلاناً فأحبوه ، فما يصبح أحدا أو يمسي إلا وهو يحب ذلك العبد ، وان الله إذا بغض عبداً أمر ملائكته أن ينادوا في الناس أني قد أبغضت فلاناً فابغضوه ، فما يصبح احد أو يمسي إلا وهو يبغض ذلك العبد ) ، كما قال عليه الصلاة والسلام.
المؤمن يصافح ويصالح
خطة صناعة الحياة خطة معظمها إيجاب ونفع ولكن المحنة التي فيها وجانب السلب والضرر يتمثل في :
1. غرور بعض صناع الحياة وتفردهم من بعد الانتماء بل يجب اليقين بان لاحول ولا قوة إلا بالله.
2. جفلة الذي يتصل به الدعاة ويطلبون منه الولاء ، وهو احد عنصرين :
(أ) يقول : ولم لا ؟ نعم أكون تابعاً بالحق ، وعلى سنة الإيمان ، والحياة الإسلامية كلها تعاون ، ومازال الخير سنداً يتواصل ويستمر والجيل من الجيل يستلم الراية.
(ب) يحيص متملصاً ويضجر ، وتأخذه عزه خادعة ونوبة شمم وأنفة ، فيشمخ ويقول : قد قللوا قدري فجعلوني تابعاً ، بل إنا الأول المقدم والحر المستقل. ولنفسه ظلم هذا الحسيب.
فإذا كان مثلنا في العلم والخبرة : فهو من صناع الحياة لا ضير ، وهو المحور والقطب والبؤرة.
وإذا كان دوننا في العلم والخبرة : فالعلم قائد ، ولذوي الخبرة إمرة.
صناعة الحياة تجديد وإضافة ........ ولا تنازع العُرف القديم
الدعوة المتوارثة كلها صحيحة ، وخطة الدعوة في الاتصال والاحتفال والتربية الأسرية صواب لا بد من مواصلته وإمضائه والحرص عليه ، وزدنا الترويج والتعميم وإبداء المساعدة القيادية في ذلك ، كمثل خبير زراعي يلاحظ إذ هو في حقله التجريبي قوة في خصائص نوع البذور ، فيحسنها ويستنبتها وينشرها.
وطريقة صناعة الجيل وسيلة لزيادة المقدرة الإنتاجية لدى الدعاة ، ودور الجماعة يتأكد في حقلين :
1. حقل تربية صانعي الحياة وتسهيل تنفيذهم لأدوارهم من خلال المناهج المتخصصة.
2. حقل السيطرة على الأداء المتنوع في الساحة الواسعة وإحلال الانسجام فيه والتوافق وتركيزه في المكان أو الزمان ليحدث أثره من خلال الزخم المجتمع.
والقرآن فرقان بيننا وبين قومنا وحكامنا ، والجبار المتعجرف عندنا صغير في ادني التضاؤل ، والضعيف الموحد كبير في ذُرى التسامي ، والله اكبر.
وكدعاة مسلمين نرشح أنفسنا بقيادة الحياة بدل الفاسق والعاطل والخامل والخائف واللاهي والظالم ، والإجادة المهنية التي حرصت عليها نظرية صناعة الحياة إنما هي لفتح خط التعامل مع الآخرين.
فان الحياة يقودها قادتها وصناعها ، والاعمال الجبارة تحتاج أن ننتظرها سنوات لتنضج. وقد أذن الله تعالى للدعاة أن يشيع بينهم الابتسام من بعد الحزن ، وشعارنا دائماً هو التفاؤل ورجاء الخير وانتظار النصر. ويجب علينا أن ننشط وندأب ونسعى ونتحرك ونعمل!
وهناك أوقات كثيرة لدى بعض الدعاة يبذرونها وهي ضد منهجية صناعة الحياة ، وفيه هدر للمال والوقت ، وغيرنا يدأب ويبني نفسه ويكتال من العلوم .
ولا نفرط بالجد الذي لا راحة فيه ، بل التمتع بالمباحات والاصطياف والسياحة والراحة.
ومن تمام تربية صانع الحياة لنفسه ممارسة أنواع الرياضة والتسلية ، من المشي ولعب الكرة وركوب الزوارق وغيرها لان هذه الممارسة تزيده نشاطاً وقوة بدنية ونفسية ، وترفع معنويته وتنسيه همومه ، لا كمثل المجالس المكررة التي تقتل النفس وتولد الضجر.
عواصم
معاني سامية في العمل تؤدي إلى استقامة العمل وحمايته من الضعفاء والمتسلقين والمتشدقين:
1. أهمية الانتقاء وضرورته ، فالدعوة لها داخل وظاهر. فالظاهر يسع كل امة محمد صلى الله عليه وسلم ، نبذل له المحبة والخدمة والأخوة بلا استثناء ، ونرفق بهم ونحلم ونوسع الصدور، ولكن الدخل حرم ، وهو مأوى الأشداء الثقات النبلاء الأمناء فقط لأنه موطن اتخاذ القرار واختيار الخطة والأسرار.
2. أهمية الخط الخلفي ، حيث تربية الرجال ، وأهل النقاء والالتزام ، حيث الثوابت والاستقرار.
3. أهمية القيادة في العمل : فان صانع الحياة يبقى فرداً مهما أوتي من علم وقوة وفن ، وهو بحاجة أما أن يضم جهوده إلى جهود الآخرين ليتولد التوجه الإسلامي ، فالقيادة قلب العمل وأداة الانسجام والتناغم وطريق المناقلة وحزام الربط.
4. أهمية الاسم الذي غدا عريقاً وصار علماً معروفاً واضحاً ، وعنواناً لمناقب شتى وفضائل منوعة ، ومن التفريط والتبذير أن تزهد مجموعة بهذا الاسم وتحاول انتحال عنوان جديد يبقى أشبه بالنكرة إلى عقود من السنين ، والحريص يفخر بنفسه ، ويلون بالشعار، ويستظل بالراية ، ويصدح بالهتاف.
5. أهمية الانتساب العالمي وصانع الحياة الذي لا يستند على هذه الهيبة العالمية إنما يفقد عاملاً من عوامل قوته وتأثيره.
6. أهمية الفكر الإسلامي الملتزم: الذي لا يتتبع الرخص يحرص عليها ، ولا يتكون من تلفيق يستعير من كل مذهب أيسر أقواله وافتاءاته. ويجب تتبع الحديث الصحيح وقول جمهور الفقهاء.
7. أهمية فقه الدعوة التاصيلي: الذي يرجع إلى الأصول الشرعية والأسانيد الفقهية.
8. أهمية التربية القيادية: ولتأخذ الجديد المجيد في منهجية متدرجة متتابعة تطوره وتنمي مواهبه وتروي له العلوم والتجارب والتاريخ والأسرار، حتى يستوي من صناع الحياة وتضعه في طريق الإبداع الذاتي.
9. أهمية استحضار معنى الإخلاص وتصحيح النية وتجريد القصد ، ووعظ النفس بالتواضع والبساطة والبراءة من الحسد وسخيمة القلب ومعنى السوء ، وتعود شكر المحسن ، من قرين مزامل وأستاذ معلم وأمير ناصح وممول باذل ، واعتقاد أن الفضل كله بيد الله.
10. أهمية الجيل القديم ، وتقديم الرعيل الأول ، الذين كشفوا الدرب بحيث تتم الاستفادة منهم.
فانطلق ثابت الخطوات أخي، واصنع الحياة، وارفع بناء الحضارة الإسلامية الجديدة، فان المجال متاح، والناس تنتظرك، وقد أسرف الطواغيت في الهدم.
ثم انطلق .......... على سنين الوفاء والولاء.
وبعد : ماهو الجديد في هذه النظرية إذن؟
منح العمل العام أهمية اكبر وترك العزلة والانطواء في المجتمع، وطلب الولاء من الناس بدل الطاعة.
ومنح بعض الدعاة أصحاب القابليات الجيدة والثراء العلمي حرية اكبر في التحرك والاتصال بالآخرين.
والاعتراف بعلوم وفنون كان يظنها بعض الدعاة ترفاً وإنها لا تفيد ولا تثري المسيرة الدعوية كالهندسة المعمارية والخط وغيرها.
وتكثيف الدور القيادي في تربية العناصر الجيدة ليكونوا صناعاً للحياة من خلال منهجية شاملة ومدرسة قيادية.
وجعل المشاركة في البناء الحضاري مهمة دعوية أساسية.
ورعاية وتشجيع كل جهد إسلامي وان لم يكن صاحبه داعية.
ومحاولة الدعوة والدعاة والنزول إلى ساحة التجارة والعقار وعموم أنواع الاستثمار.
والتأصيل والاقتراب من الفلسفة بالمقدار المسموح به شرعاً عبر رؤية وحدة المحركات الحياتية ، ورصد المؤشرات الخلقية والإيمانية الدالة على تماثل الموازين الحاكمة والمسيرة للحياة البشرية والمخلوقات والكون.
وفهم دور الفارس الدعوي في تحريك مجموعة من الدعاة ضمن دائرة حركته.
ومحاولة تنمية الإبداع والاجتهاد وتنمية ثقة الداعية بنفسه.
قطع تطلع الدعاة لحيازة مراكز المسؤولية والتوجه لإبداء اثر شخصي في الحياة الإسلامية انطلاقاً من التمكن العلمي أو الفني أو من أي منطلق إبداعي.
والدعوة إلى التخصيص في الفكر والمناهج والتخطيط والعمل المؤسسي.
وقطع التخوف من فشل التجارب السابقة في هذا المجال.
كتاب صناعة الحياة هذا كالزناد الذي تنطلق منه شرارة البحث والحوار بين الدعاة في مجالسهم ومؤتمراتهم لعلهم يضعون النقاط على الحروف ويستقصون خبر هذه الصناعة الإيمانية ويترجمونها إلى لمسات إضافية وتعديلية للخطط والأعراف الجماعية والمناهج.
مستخلص
يعرض نظرية صناعة الحياة ، ويبين أن الولاء ناموس الكون ، وهو واحد بعناصر عديدة ، ويبين أن السلوكيات البشرية تماثل السلوك الذري ، ويدعو الجميع إلى الولاء لا الطاعة ، والى الدقة في التعامل ، والسرعة في الأداء ، وان النهاية يحتكرها المؤمن والمصلح والمظلوم ، والله يرزق من يشاء قرائن تخبره بخبر الغد.
ويوضح لفريق البناء بركة العلم الشرعي وأثره الثقيل، بحروف ومنظار ومشرط، وبصفحات جمال تهدي نفحات الاجتهاد، بين صرير الفقه ورنة الذهب، ويبرز أن معادلة المال والعلم والجمال تجعلنا أكفأ.
ويخطط للدور القيادي للدعاة في تربية العناصر الجيدة التي تصنع الحياة بمنهجية شاملة وثقافة عامة ورعاية وتشجيع كل جهد إسلامي ، والاقتراب من الفلسفة بالحدود المسموحة شرعاً ، ورصد المؤشرات الخلقية والإيمانية ، وفهم ضرورة تناسق الخطة مع فهم الداعية والتوجهات الدعوية معاً ، ويدعو إلى التخصص في الفكر والمناهج والتخطيط والعمل المؤسسي ، وعدم الخوف من فشل التجارب السابقة أو الانحراف.
ويحتوي موازين فرعية كثيرة في فقه الدعوة مبثوثة في كل فصوله ، وأخبارا علمية وتاريخية قد لا تكون معروفة للداعي من قبل ، وطرائف وقصصاً ومقاطع وصفية أدبية كوصف الاجتهاد والقائد الفذ ، ومهمة الخطاط.
ويؤكد أن فقه الدعوة من أهم نقاط انطلاق الحركة الإسلامية إلى التمكين ، وينبغي تكثيف دوره المنهجي وإثراء مباحثه وتلقين الدعاة موازينه وقواعده.