مع ضعف العقيدة في النفوس ومع تطور التقنية للاتصال السريع تمكن الغرب من ترويج أنماط فكره الفارغة والتي تشكل نكبة للانسانية في مجال الادب والثقافة والاعلام لضحالتها وتفاهتها واعتمادها على الغرائز في صورة مشمئزة وبربرية ولا يخفى على احد ما للاعلام من تأثير على أفكار واتجاهات الناس وهي بأعتبارها وسائل تختصر الزمن والمسافات لايصال رسالتها الى أكبر عدد من الناس ساعد على سرعة نشر الافكار وبلورتها وتسريع تداولها وانتقالها وبذلك كان له دور كبير في خدمة المبادئ التي تروج لها والاعلام شأنه شأن أي فن أو تقنية الاصل في استخدامها هو لاغراض انسانية نبيلة وهي خدمة الانسان وسعادته وبما اننا بصدد مناقشة قضية المرأة والعوائق التي تقف في طريقها عمل الاعلام ك (ترياقة ) سحرية من جهة حجب وجه الحقيقة عن الناس من غير أن تعرف الحقيقة من الباطل ومن هم الذين يدعون الى تحريرها ومنحها الحقوق التي سلبت منها ؟ ومن هم الذين تبنوا قضيتها ؟ هل هم الذين يشجعونها على الرذيلة والاباحية بأسم الحرية ؟ ام هم الذين يجعلونها سلعة للهوهم ومتعتهم باسم التحرر ؟ ام هم الذين يتركونها بلا معيل وينكلون عن الانفاق عليها باسم المساواة ؟ لنرجع ثانية الى الاعلام ترى في أي شئ تخوض بخصوص المرأة ؟ ولاي اخبار تتعرض ؟ وأي شؤون للمرأة هي مجال اهتمامها وتعالج من قبلها ؟ وهل ينصب اهتمامها في سبيل تطوير المرأة علميا وثقافيا وهل تخاطب هموم المرأة ومشاكلها التي تنغص عليها حياتها وتعيق تقدمها ؟ أفيها ذكر من مضى من النسوة اللاتي خلد التاريخ ذكرهن بما أسدين للانسانية من انجازات وهل .... وهل ..... ؟؟ واننا لنصطدم بالواقع عندما نرى كما هائلا من المجلات والصفحات الفنية في الجرائد والصحف التي تحصر هموم المرأة العصرية في أمور لا تتعدى جمال مظهرها وطرق اختيار الازياء حسب الفصول ووفق الموضات التي ترسمها دور الازياء ومتابعة أخبار مسابقات الجمال بالاضافة الى اخبار السمنة والرشاقة وهذه الجبال المكومة من قصص وروايات الحب والغرام والاغاني الملتهبة ليل نهار والتي بدورها تجسد ثقافة الجسد وما سار على دربها أما التلفزيون والسينما فحدث ولا حرج عن الادوار التي تؤديها النساء والتي تحصر في ادوار سلبية مقيتة ونماذج مبتذلة لا تكف عن الاغواء والاباحية فضلا عما يقدمه من مواد اعلامية تفرض انماطا سلوكية وعادات اجتماعية لا تعبر عن واقعنا الاجتماعي والاخلاقي بل تعالجها بأسلوب يختلف تماما عن ادبياتنا وشريعتنا فيا ترى هل هذه حالة طبيعية ؟ وهل يسهم هذا الكم الهائل من الغثاء الفكري والسفه الثقافي والخواء الروحي في بناء امة ونهضتها ؟ وهل يسهم في النهوض بالمرأة وتنمية شخصيتها ؟وبأختصار شديد تلخص هذه المنابرالاْعلامية على أن المرأة موجود ما خلق الا للزينة واللهو والمتعة ... وتنشر ثقافة مفادها أن المرأة انسان فاسد ولا يصلح الا ان يكون تبعا واداة للمتعةالرخيصة والاباحية وهكذا ادت تقنية وسائل الاعلام الحديثة الى ارسال ثقافة هابطة رخيصة لترويجها بواسطة الافلام المحشوة بالعنف والجنس والاغاني التي تدعوا الى الاباحية والمرأة بحكم وضعها الاجتماعي الضعيف تعد من اوسع قواعد الاستماع والمشاهدة للمحطات الفضائية والاذاعات العالمية وبالتالي الاكثر تعرضا لتأثيرها وهكذا تم تحويل المرأة الى وسيلة للربح وبصرف النضر الى كيانها كأنسان لان المرأة وحدة اقتصادية وكل البشر وكل ما يجلب المال هو جيد في نظرهم ... استغلت المرأة من أجل مكاسب تجارية جرت عملية تسويق الحسد الانثوي بواسطة اّليات الرشاقة والادوية والمساحيق وتغيير الموضات وهكذا استغلت المرأة من جهتين الاولى كونها امرأة تستعمل كأداة لتسويق المنتوج والترويج له والثانية استغلالها كسوق مفتوح دائما وهكذا أصبح الجسد وحده ولاشئ اّخر هو الطريق الى الوظيفة والى الشهرة والى الشهادة والى الحياة أصبح الشكل هو معيار قبول ونجاح الموظفات أي الجسد وليس مؤهلاتها العلمية أو ٍانسانيتها أو عقلها أو خبراتها وثقافتها وهكذا تم تعرية جسد المرأة وهو في جوهره تعرية لها من انسانيتها واختزال لجميع مواهبها ومكوناتها . فصناعة السينما ودور الازياء ومستحضرات التجميل أعادت صياغة المرأة في الوجدان العام ونزعت عنها مكانتها ودورها وأعرتها من انسانيتها وكينونتها الحضارية وخصوصياتها الثقافية بحيث تصبح انسانا بلا وعي ولا ذاكرة ولا تاريخ.
---------
وهكذا فعل الاعلام فعله في تضييق اّفاق المرأة بعزلها عن هموم المجتمع ومشاغله السياسية والثقافية فغدت مجتمعات النساء مشغولة بتوافه الامور وكان ذلك نتيجة حتمية للعزلة التي فرضت على المرأة وابعادها المتعمد عن قضايا ومشاغل المجتمع وتحويلها الى اّلة للاباحية والالتذاذ وهذا تخطيط ماكر وخبيث لتفريغ المرأة عن محتواها الحقيقي وابعادها عن فطرتها وأصالتها وشل جميع قابلياتها وطاقاتها وذلك من خلال توجيه اهتمامها وصرف نظرها صوب أمور هامشية وسطحية تلهيها وتشغلها عن الاهتمام بما يجري حولها من حوادث وما تمر به امتها من ماّسي وهكذا استغلت وسائل الاعلام المختلفة وسخرت لادخال الثقافات الدخيلة وتمييع شخصية المرأة وصرف توجهاتها المبدئية وعلى رأسها مسخ وتشويه شخصيتها بأعتبارها أهم ثغرة في المجتمع ولاْن قوام المجتمع وقوته يتوقفان على قوام الاسرة وتماسكها بأعتبارها الخلية الاولى ونواة المجتمع وتماسك الاسرة وقوتها يتوقف على قوة من يقوم بأدارتها والاشراف على تربية افرادها وهكذا أبعدت المرأة عن هذا الدور العظيم وزجت في لظى الاهواء والشهوات وغرس هذه الافكار في ذهنية المرأة تعني انها بكل بساطة ستنقل تلك الافكار والاخلاقيات الى جيل كامل جديد دون اصلاح أو تقويم . ربما نلوم المرأة وقد نكون على حق فهي من ناحية قد استسلمت لهذا الاسلوب الرخيص في الاعلام وهي بعلم أو بغير علم تتواطئ مع محاولاتهم التي ترمي الى هضم حقوقها والتقليل من شأنها ومكانتها ومن ثم فأن الاعلام يمارس دورا تخديريا فيشغلها بما يمكن وينبغي أن تستهلك وما يجب أن تلبس وتتجمل به فيجعل اّفاق طموحها صيقة في اطارات وردية ذات محتوى هامشي في مجتمع مزيف وهذا كله يزيد من ضعف مكانة المرأة ويقلل من فعالية دورها في المجتمع . ومن هذا المنطلق حق على المجتمع ووسائل الاعلام فيه احترام حقوق النساء وعدم اتباع ستراتيجية تهميش المثقفات الفاعلات اللواتي يمتلكن حضورا فكريا وعمقا اجتماعيا ويجب اطلاق الطاقات الخلاقة للمرأة واستثمارها في مجالات الحياة ومنحها حقها الكامل في عملية صنع القرار وتوجيه السياسات الاجتماعية والتربوية والاعلامية مع وضع حد للعبث ومظاهر الفساد في وسائل الاعلام بصورتها الحالية وذلك بمراقبتها ومنعها من اغراق العالم بالفساد حيث ان معظم الافلام والبرامج التي تبث على اختلاف اشكالها ومضامينها هي في حقيقتها خطة مدروسة لقتل شخصية المرأة ومسخها تاريخيا فما عليها الا ان تعي هذا المخطط الخبيث الذي يرمي الى جعلها امرأة لا يهمها الا توافه الامور وأن تتحرر من المفاهيم التي تجعل منهن مجرد اجساد تشتهى ودمى للعرض والاستمتاع لان تحرير المرأة يعني انعتاقها من كل الاسباب التي تحكم عليها بالعبودية المسلطة عليها واكتشاف الكائن الانساني فيها والعيش وفق مقتضياته التي تتجاوز الخصوصيات ذكرية او انثوية فالانسان انسان قبل ان يكون ذكرا او انثى .
ولابد للمرأة ان تصبح ارفع صوتا واجرأ حركة وأقدر على لفت الانتباه الى حظورها واهمية دورها كي لا تصبح مجرد مستهلك للمادة الاعلامية ولكن بأن تصبح صانعا لها ورقما هاما في حساباتها بحيث لا يتم في اطار العمل الاعلامي تجاهل مكانتها ودورها ووظيفتها في اطار الاسرة وتأثيرها في زرع القيم وبالعودة الى مرجعياتنا الثقافية والفكرية التي تنسجم مع طبيعة مجتمعاتنا نستطيع لجم فلتات الاعلام الذي يسوق الفساد ويسئ لكرامة المرأة وبالتالي نسخرها لخدمة وتثقيف المرأة وتوعيتها وكل ما له صلة بتطوير شخصيتها