أنطق ألفاظك وكلماتك بعناية قبل الحديث.
- قبل أيديهما وأطعهما في السراء والضراء.
- أكرمهما وتودد إليهما بما يحبونه ولب لهما رغباتهما.
- أكرم أقاربهما وأصدقاءهما في حياتهما وبعد مماتهما.
- أستأذن قبل الدخول عليهما.
- لا تضجر من شيء أمامهما ولا تتأفف منهما.
- قدر جهودهما واثن عليهما.
- لا تكبدهما مشقة العناية بك في الأشياء التي يمكنك عملها.
- تعرف على آمالهما وطموحاتهما فيك وحاول قدر جهدك أن تلبيها لهما.
- شاورهما في كل شيء وأدرك أن لهما حجماً من الخبرة لا يمكن التغاضي عنه.
الإعلام والقيم
التلفاز والإنترنت في حد ذاتهما ليسا شرا، لكن تبعيتنا لهما هي الشر، فإن تبعيتنا الزائدة للتلفاز والإنترنت تشوه نظرتنا للواقع وكل ما له من أهمية –أو ما يجب أن نكون عليه– وكيف أننا قد سلمنا قيمنا وقيم أبنائنا لمجموعة من الناس ليشكلوها، في حين أن مهمة هؤلاء الناس الوحيدة في الحياة هي أن يبيعوا للمعلنين من خلال ساعات إرسال تجارية ومواقع خبيثة على شبكة الانترنت.
إننا سوف نُتَهم بالتعاون على تضييع قيم أبنائنا إذا لم نُعارض الباطل ونواجهه على الأقل في منازلنا بمقاطعة القيم المسمومة والهدامة التي تبثها الكثير من القنوات الفضائية والأرضية وما يُنشَر من خبائث على بعض مواقع الانترنت، وذلك بلفت نظر الأبناء أولاً بأول إلى خطورة وأضرار برامج العنف والجنس والتطرف الديني والسياسي مع الترويج المستمر للسلع الاستهلاكية المُضيعة لأموالنا وأوقاتنا، لدرجة أن المُراهق قد يجد أمام عينيه على الإنترنت إعلانات عن العمل في التجسس لصالح بعض أجهزة المخابرات الأجنبية وعروض للمخدرات وأفلام الجنس والمنشطات الجنسية بل وبيع لحوم البشر لمن يريد أحياناً مع توفر خدمة التوصيل للمنازل لمن يدفع الثمن!!!، وهكذا تدخل الأخلاق الرذيلة إلى عُقر دارنا، فمن واجبنا أن نُلفت نظر أبنائنا قدر الإمكان إلى الشرور المُحيطة بهم حتى لا يقعوا فيها، فقضيتي التلفاز والإنترنت كوسيلتين حيويتين من وسائل الإعلام المرئي والمسموع والواسعتي الانتشار لهما دورهما الرئيسي والحساس في حياتنا.
في استطلاع أجري منذ سنوات قليلة على 2200 أب وأم ثبت أن القيم التي كانت في يوم من الأيام تحدد معالم مجتمعنا قد سقطت وتهاوت على جانبي الطريق، فقد أجاب عشرة بالمائة فقط على السؤال التالي: ما القيم التي تحب أن يتمسك بها أبناؤك في حياتهم؟ وكانت الإجابة أن يتعلموا أن يعملوا بجد، أما مساعدة الآخرين عندما يكونوا في حاجة للعون، فقد نظر إليها أربعة عشر بالمائة فقط على أنها شيء ذي أهمية كبيرة!!.
إن السبب الذي يجعل الأطفال يفشلون في تحقيق ميل جيد في اتجاه القيم هو ضغط الرفاق والزملاء، والتي تعتبر القوة المسيطرة والمسئولة عن التعريف بالقيم نيابة عن الآباء والأمهات المغيبين، فعندما لا يلتزم الآباء والأمهات بتربية أبنائهم يبحث الأطفال عن رفاق يستمدون منهم الحب والمساندة، وليس هناك طريقة للقبول لدى جماعة ما أفضل من تبني أفكار هذه الجماعة وقيمها، المشكلة هي أن الأفكار التي يتبناها الأطفال هذه الأيام بعيدة تماما عن الأفكار التي كانت سائدة في أيام الآباء والأجداد، وما يحدث هذه الأيام هو ما حدث منذ ثلاثين عاما مضت، فلقد أصبح لدينا الآن نظرة مختلفة تماما للأشياء، ففي أيامنا كان غاية ما نصل إليه من تهور هو أن يأخذ أحدنا مفاتيح سيارة الأب ذات الغطاء المتحرك عندما يكون خارج البيت مع الأم، ثم نمر لنجمع بعض الأصدقاء، ونخرج معا في نزهة بالشوارع الخلفية حيث يحصل أحدنا على علبة سجائر من مكان ما لنجرب طعم التدخين تقليداً للأكبر منا سناً، وكان هذا بمثابة عمل خطير، لكن في أيامنا هذه لا يخرج الأبناء في نزهة بسيارة والد أحدهم، إنهم يسرقون ويسطون للحصول على السيارة النقود لتعاطي المخدرات!!.
التنافس
إن التنافس مع غيرك من أجل ماديات الحياة من ثروة ضخمة وفيلا جميلة وسيارة فارهة وشاليه للمصيف وغيرهم قد يصيبك بالحيرة والارتباك؛ لذا يُعرِّف الكثير منا النجاح على أنه حصيلة ما تكسبه ويربط بينك وبين زخرف النجاح والثروة والسيارة الفارهة0 إن التنافس المفرط والرغبة بالفوز في السباق بأن نعدو بأقصى ما لدينا من سرعة كي نصل لجرة الذهب التي ليس لها وجود يكلفنا ثمنا باهظا، ففي حمى رغبتنا الشديدة بالفوز في السباق القائم نكتشف بعد فوات الأوان أننا قد خسرنا نعيم الاستمتاع بالأبوة الحانية والجادة في نفس الوقت، ثم يأتينا ندم منتصف العمر والرغبة الجارفة في أن نحيا مرة أخرى تلك السنوات التي قضيناها في العمل بدلا من تواجدنا بالمنزل حيث يأتي المعنى الحقيقي للحياة من المشاركة والحب، إذا استطعنا أن نرفع تلك النظارة السوداء عن أعيننا للحظة واحدة سوف نرى أن الأوان الحقيقي لقوس قزح هو الوقت المفيد الذي نقضيه مع أبنائنا، وأن جرة الذهب هي أبناؤنا السعداء الأسوياء