بسم الله الرحمن الرحيم
------------------------
أقبل الصيف وارتفعت الحرارة وكثرت الحشرات وأصبح الإنسان في كبد وملل من الحر ومن الذباب بالنهار
والبعوض بالليل وطار النوم وزاد السهد والقلق من الحر وطنطنة البعوض وهات يا ضرب على الأرجل وعلى
الوجه وعلى السقف وعلى الحائط مغامرة ومحاربة ليلية كل يوم مع ما يتسرب ويدخل خلسة إلى البيت من هذا
البعوض الذي قتل النمرود وسكن مقلة ملك الغابة ....
والبعوض على خلقة الفيل ،سبحان الله تجلت قدرته في خلقه ،بمعنى تشابه ألا انه أكثر أعضاء من الفيل فان الفيل
له أربعة أرجل وخرطوما وذنبا ... فإما البعوض له مع هذه الأعضاء رجلان زائدتان ، وأربعة أجنحة . وخرطوم الفيل مصمت ، وخرطومه مجوف نافذ للجوف . فإذا طعن به جسد الإنسان استقى الدم وقذف به إلى جوفــه
فهو له كالبلعوم والحلقوم ، ولذلك اشتد عضها وقويت على خرق الجلود الغلاظ ....
وقال الشاعر:
مثل الثفاة دائما طنينها ...... ركب في خرطومــها سكينا
وسبحا ن الله القادر القدير ألهمه :: أنه إذا جلس على عضو من أعضاء الإنسان لا يزال يتوخى بخرطومه
المسام التي يخرج منها العرق ، لأنها أرق بشرة من جلد الإنسان، فإذا وجدها وضع خرطومه فيها..وفيه
من الشره أن يمص الدم إلى أن ينشق ويموت ، أو إلى أن يعجز عن الطيران ، فيكون ذلك سبب هلاكه.
ومن عجيب أمره أنه ربما قتل البعير وغيره من ذوات الأربع ، فيبقى طريحا في الصحراء ، فتجتمع عليه
السباع والطير حوله فتأكل الجيف فمن أكل منها شيئا مات لوقتـــه.....
ولقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم في شأن البعوضة "" أن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها""
(البقرة آية 26 )
إن الله عز وجل ضرب المثل بالبعوضة لأبلغ شيء لأن البعوضة صغيرة دقيقة التراكيب .. ولا يخلقها على هذا النحو
إلا القادر سبحانه .. فهي أدل على عظمة الخالق سبحانه من خلق( الفيل )ومن خصائصها : أنها لو جاعت ...
عاشت ..ولو شبعت مـــاتت ..!!!
وماألطف ماقال بعضهم : لاتحقرن صغيرا فى عداوته ... أن البعوضة تدمى مقلـة الأسد
وقال آخر :: أن القذى يؤذى العيون قليله .. ولربما جـرح البعوض الفـــيلا
بأختصار من كتاب حياة الحيوان للدميرى