كملحوظة: ظن البعض أننا نشجع بهذا الموضوع القذارة ورائحة العرق ولكني أردت أن أصحح هذا الفهم حيث أن المقصود هنا الرائحة المميزة لكل إنسان وليست رائحة العرق التي لا يستطيع أن يعيش معها أحد، مع الاعتذار للأزواج والزوجات عن أي سوء فهم وما ترتب عليه!!!
داليا رشوان
_______
كتبه : فاطمة دعلوش - صحفية - المغرب
كثيرا ما يجهد الإنسان نفسه في البحث عن متنفس له للهروب من الضغوطات اليومية وأبسط طريقة وأخطها هي أخذ حبات من الدواء المهدئ للأعصاب الذي ما يفتأ الإنسان حتى يجد نفسه قد أصبح أسيرا لها, غير قادر عن التخلي عنها, إلا أن رحمة الله أوسع مما نتصور فقد جعل منا الداء وفينا الدواء, فالأزواج لم يكونا مصدر أمان وأمن ومودة وسكن, بل جعلهما الله شفاء لبعضهما البعض بأسباب ووسائل بسيطة وذات فائدة ومن بينها العرق كيف ذلك؟
عرق الزوج
هناك من يعتبر الزواج عبارة عن انخراط معلن بين الزوج و الزوجة في السراء والضراء في أحسن الزيجات وأكثرها نجاحا.
إلا أنني لاحظت غياب ثقافة أن الزوجان كما هما يتشاركان الهم والفرح -كما سبق أن ذكرت- فهما الداء ومنهما الدواء لبعضهما البعض وأبسط مثال على ذلك العرق كما سنرى, فالعادة السائدة أن النظافة التامة من بين ركائز الزواج الناجح تكاد تفقد مصداقيتها انطلاقا من الدراسات الأخيرة التي نشرها موقع حواء والتي أثبتت أن رائحة الذكور قد تكون مفيدة جدا إذا ما اشتمتها المرأة. حيث أن الفيرومون الموجود في عرق الرجال قد يكون له اثر فعال على النساء جسديا ونفسيا. فقد أشارت الدراسة أن تعرض انف المرأة لرائحة العرق الذكري والذي يحتوي على الفيرومون يؤدي إلى تحسن جذري في مزاج المرأة ويساعد في إطلاق هرمونات في جسد المرأة تؤدي إلى تنظيم الدورة الشهرية عندها. فقد تم اخذ بعض الإفرازات من تحت إبط الرجال وتم وضعه على شفاه النساء المشاركات في الدراسة من غير علمهن عن المادة الموضوعة, فأفادت جميع النساء بعد ستة ساعات أنهن يشعرن بتحسن واسترخاء اكبر بالإضافة إلى شعورهن بتوتر اقل. كذلك أن التعرض لرائحة عرق الرجال المحتوي على الفيرومون يؤدي إلى اختلاف في مستوى تدفق الدم و إلى ازدياد في إفراز هرمون يسمى (luteinizing hormone) هذا الهرمون يفرزه جسم المرأة بوفرة قبل الإباضة.
وينكب الباحثين حاليا على دراسة هذه الظاهرة بتعمق اكبر لمحاولة معرفة أسباب هذه التغيرات النفسية و الهرمونية التي تحدث للمرأة عند قيامها بشم رائحة عرق الذكور. حيث يضيف العلماء أنه بمجرد معرفة الآلية التي تعمل بها هذه الفيرومونات سيكون بإمكان العلماء استخلاص هذه المادة بحيث يتم تصنيع مستحضر لزيادة الشعور بالاسترخاء و لمعالجة الأمراض النسائية الناتجة عن اختلال العادة الشهرية عند النساء.
وعليه فالنظافة ليست من الأولويات المفضلة للنساء العصبيات فيما يتعلق بالرجال.. فقد أظهرت دراسة جديدة نشرتها مجلة "علوم النفس والأعصاب والغدد الصماء" أن السيدات العصبيات أو من يعانين من التوتر أو متلازم ما قبل الطمث يفضلن الارتباط برجال شَعورين ولا يستحمون إلا نادرا, كما اكتشف الباحثون أن هؤلاء السيدات يجدن في الرجل غير النظيف شعورا بالأمان والسعادة بسبب وجود فيرمون ذكري معين في بشرته يساعد في تخفيف العصبية وحدة المزاج والتوتر وغيرها من المشاعر السلبية التي تصيبهن.
عرق الزوجة
نادرا ما تهمل الزوجة- المشبعة بثقافة النظافة- جسدها إلى أن يشتم زوجها رائحة عرقها لسبب من الأسباب, إما أن تكون مريضة غير قادرة على رعاية نفسها وأداء كل ما هو متعلق بالكماليات, وإما بسبب جهد في عملها داخل البيت أو خارجه, بحيث لم يسعفها الوقت لتنظيف عرقها المتراكم بعد إتمام الأشغال فتجدها محرجة من أن تتسرب هاته الرائحة إلى أنف زوجها خائفة من أن تكون ردة فعله مهينة, دون أن تدري أن هاته الرائحة أفضل من رائحة أثمن الروائح الاصطناعية وأزكاها. عند الأزواج الذين يعلمون بجدوائيتها ومدى تأثيرها على المزاج.
فقد أكدت دراسة علمية – نقلا عن موقع الصوت الآخر- أن رائحة العرق لدى النساء يثير الحاسة الجنسية عند الرجل كما برهن العلماء الذين اجروا الدراسة أن رائحة عرق النساء الناتج عن الجهد والتوتر هو الذي يؤدي إلى النتيجة السالفة الذكر, وأوضحوا أن العرق الذي تفرزه المرأة يفرز مادة من قبل الغدد تحت الاباط وفي فروة الرأس وباطن اليدين تقوم بإثارة الحس الجنسي لدى الرجال أسرع من لو كانت نظيفة ودون عرق.
ويفيد العلماء أن العرق نفسه عديم الرائحة ولكن هناك بكتيريا تتراكم في مناطق من شأنها أن تخدر مشاعر الرجل وتمنحه شعور بالتقرب أكثر من أي وقت كان, ولكي تبتعد المرأة عن مضايقات الجنس الآخر عليها بالاغتسال بشكل منتظم وارتداء ملابس نظيفة واستعمال مزيل للرائحة العرقية, بالتالي يقلل من الحامض الجلدي البكتيري الذي ينجذب الرجل إليه دائماً