بكاء طفل
تأثراً بأحداث طالما كررت على أرض فلسطين خلفت في القلوب خوفاً ورعباً، وعلى الألسنة آهات وأنات، وفي الصدور هموماً وأحزاناً
-كفكف دمعك يا ولدي
هدِّأ روعك يا إسلام
-لكن يا أمي جوعان..
والجوع يمزق أحشائي..
والبرد القارص يسحقني ويفتت مني أعضائي
-صبراً صبراً يا إسلام
بالخارج حظر قد قام
يحرسه ذئب ولئام
-لكن يا أمي جوعان
لو تنتظر قليلاً يا ولدي
يأتيك أبوك بشربة ماء
يأتيك بكسرة خبز تشبع جوعك ثم تنام
-كيف أنام وحسنٌ مات
هند اُغتصِبَت يا أماه
أمجد لا ندري مأواه
عمي شهوراً لا نلقاه
خالي ودَّعنا مثواه
أين تُرابي أو أترابي؟
ماذا يتبقى يا أماه؟
هل يتبقى غير الآه؟
نهر دماء يفتح فاه
قمر يهرب خلف سماه
عارٌ ذلٌ أُورِثناه
وطن دمِّر يا أماه
ساد البغي وعمّ َرباه
هل يتبقى غير الآه؟
ولماذا نُطرد نُسبى.. وتدمر كل أمانينا
تُنتهك هناك كرامتنا.. وتُداسُ بكل أراضينا
يسحقُنا جبار أشقى.. لا يعرف رباً أو دينا
-ولدي يذبحني سيف سؤالك
لو تنتظر قليلاً يا ولدي
يأتيك أبوك يجيب سؤالك
-يا ولدي ما يحدث فينا
ذاك لأنا قلنا الله
نعبده ونود رضاه
لا نحني ظهراً لسواه
ونحب الشرع ونهْواه
ونعادي الشر ونأباه
سفن ضلت سبلاً تهدي
تسبح في بحر يقذفها
لمصير بات يمزقها
كل رجال الأمة رحلوا
بقي قليل منهم لكن
من سيعيد إلينا الأقصى؟
من سيحرر قدس الله؟
لكن ولدي هيا وتجلد
واصبر دوماً يا إسلام
نصر الله يؤازر دينَه
سيف الغلبة للإسلام
شمس العزة للإسلام
فاصبر واصبر يا إسلام.