الحمى القرمزية SCARLET FEVER : تعرف الحمى القرمزية ـ التي تسببها زمرة المكورات العقدية آ ـ بطفح أحمر اللون يغمر الجسم بكامله . و يعتبر جميع الناس من كل من الجنسين و من جميع السلالات و الأعمار مستعدين لها تكون في مرحلة الرضاع ،و ترتفع بعد ذلك ، و تبلغ ذروتها قبل سن المراهقة ؛ وهي نادرة الوقوع في المناطق الاستوائية . و الإصابة بإحدى هجماتها تمنح الجسم مناعة منها عادة و لا تزال الحمى القرمزية آفة خطيرة على الرغم من أن فوعتها قد تضاءلت في الأعوام الأخيرة ، ويكمن تهديدها الرئيس فيما تسببه من مضاعفات
العدوى : يصاب بعض المرضى بحالة خفيفة لهذا المرض ويكون آخرون حاملين للمرض دون أية أعراض على الرغم من أنه مرض شديد العدوى . تنقل الحمى القرمزية عن طريق الرذاذ الذي يحمله الهواء أو بالاحتكاك القريب مع المريض لذلك ينبغي أن يبقى جميع مرضاها معزولين .
الحضانة : من يوم إلى أربعة أيام .
الفترة : من أسبوع إلى أسبوعين .
الخطر : لقد تضاءل خطر مضاعفات هذا الداء ـ من خموج في الأذن الداخلية تؤدي إلى صمم دائم ، والتهاب كلوي ، و وذمة رئوية ، و التهاب سحايا ، و التهاب دماغ ، و حمى رثوية ، مع قدوم الصادات الحيوية ، لكن هذه المضاعفات لا تزال موجودة .
الأعراض : يظهر هذا المرض فجأة بقياء متكرر ، و حمى شديدة تصل حرارتها إلى 105 ف ، وحلق أحمر ملتهب و متورم و متسلخ . أما العرض المميز لهذا المرض فهو أن اللسان يكون فيه أبيض ثقيلا و فرويا مع حليمات حمراء متضخمة ( لسان فريزي أبيض ) و سرعان ما تتسلخ هذه الطبقة لتكشف عن لون فريز غامر لماع ؛ كما تظهر بقع قرمزية دبوسية على الحنك الذي يكون من قبل ملتهبا . و قد يظهر أيضا غشاء رمادي مصفر نضحي يغطي بغض النواحي الملتهبة من الفم و البلعوم .
و تنتشر في اليوم الثاني مجموعة من نقاط بالغة الصغر تتجمع على نحو كثيف ، تصبح بيضاء عند الضغط عليها ، و تنتشر في أنحاء الجسم مستهلة بالعنق و الصدر . وتظهر على الطفح عند طيات الجلد خطوط أقتم ؛ ويكون الوجه شديد التورد باستثناء البقعة المحيطة بالفم ( ميزة رئيسة لهذا المرض ) ؛ وتظهر عقد لمفية متورمة في العنق .
و بعد انقضاء اليوم الثامن يبدأ الجلد في ناحية الطفح بالتسلخ ، و هي عملية يمكن أن تدوم أسابيع ؛ و يكون البول ضئيلا و كثير الألوان ؛ ويكون عدد خلايا الدم البيض كبيرا .
العلاج : يجب إعطاء المريض ( بنسلين ) بأقصى سرعة و لو لم يكتمل تحديد المرض .
ملاحظة هامة : ينبغي مواصلة إعطاء الصادات الحيوية فترة لا تقل عن عشرة أيام حتى في أخف الحالات كإجراء مسبق لإحباط الحمى الرثوية .
تكون مواصلة الراحة في الفراش متناسبة مع حالة المريض ، كما أن للتغذية الجيدة أهمية كبيرة ؛ و يمكن السيطرة على الحمى عن طريق ممارسة استحمامات باستعمال إسفنج مغموس بماء فاتر ( وبالأسبرين بالنسبة للمرضى الأكبر سنا ) ؛ و بالإمكان تفريج ما في العنق من إيلام وتورم بكمادات حارة أو باردة ؛ وينبغي أن تكون المراقبة مستمرة تحسبا من حدوث مضاعفات خمجية أو غير خمجية .
الوقاية : ما من سبيل إلى تحقيق وقاية كاملة في الوقت الحاضر بسبب وجود أشخاص يحملون المرض ويبدون سليمين ، إلا أنه ينبغي لكل من هم في سني الدراسة أن يتجنبوا مرضى الحمى القرمزية .
المرتقب : يمكن أن تجعل العناية الطبية السريعة هذا المرض آفة حميدة نسبيا .