الأورام هى مجموعة كبيرة من الأمراض التى تنتشر بين مختلف أجناس العالم و أعماره و التى أصبحت تشكل سببا من أهم أسباب الوفيات فى معظم الدول الصناعية و دول العالم الثالث. وقد أصبحت الأورام بمثابة الشبح الذى يثير الرعب بين كثير من الناس و يهدد حياتهم خاصة بعد زيادة انتشار المرض فى السنوات الأخيرة.
و فى الحقيقة أن زيادة انتشار الأورام فى السنوات الأخيرة يرجع لعدة أسباب أهمها على الإطلاق هو ارتفاع معدلات التلوث البيئي والذى شمل كل أشكال الحياة من تلوث الهواء بمختلف أنواع الغازات الصناعية و عادم السيارات و تلوث المياه و الطعام بالمخلفات الصناعية و الكيماويات الضارة التى تعتبر من أهم أسباب زيادة انتشار المرض . كذلك التقدم الذى حدث فى السنوات الأخيرة فى مختلف وسائل التشخيص و انتشار الخدمات الصحية فى الدول المتقدمة و الدول النامية أدى الى تشخيص مختلف أنواع الأورام مبكرا مما أوحى بانتشارها بصورة كبيرة
الأورام تنتج من تغير معدلات النمو الطبيعة للخلية فى جسم الإنسان فمن المعروف أن كل خلية فى الجسم لها حجم معين و عمر محدد لا تتخطاه و قد يحدث خلل معين يؤدى الى اضطراب فى هذه المعدلات و تنشأ الأورام فى جسم الإنسان .
أسباب الأورام
على الرغم من أن السبب المباشر للأورام غير واضح حتى الآن تماما الا أنه توجد عدة أسباب تلعب دورا رئيسيا فى الإصابة بها وأهمها :
1- الاسباب الوراثية وهى عبارة عن أستعداد جينى لتكرار المرض فى بعض العائلات أو الاجناس.
2- التلوث البيئى و أرتفاع معدلاتة بصورة كبيرة فى النصف الثانى من القرن الماضى.
3- الاصابة بالفيروسات و التى تلعب دورا رئيسيا فى نشوء الاورام.
4- بعض العادات الصحية السيئة مثل التدخين و تناول الكحوليات.
5- أستخدام بعض الادوية دون أستشارة الطبيب مثل حبوب منع الحمل و الهرمونات الاخرى لأغراض غير طبية.
6- ظهور عادات جديدة غير سليمة فى النظام الغذائى و الاجتماعى .
7- أنتشار بعض الامراض المتوطنة فى بعض البلاد و التى تؤدى الى الاصابة بألاورام.
وتنتشر الاورام بمعدلات مختلفة بين مختلف الشعوب حسب العوامل الوراثية و البيئية المختلفة فنجد أن سرطان المثانة والمجارى البولية ينتشر فى مصر أكثر من دول عديدة لأنتشار الاصابة بالبلهارسيا و مضاعفاتها فى مصر كذلك أرتفع معدل الاصابة بسرطان الكبد فى مصر فى السنوات الاخيرة لازدياد الاصابة بالالتهابات الكبدية الفيروسية .
ويعتبر سرطان الثدى من اكثر السرطانات فى الولايات المتحدة أنتشارا حيث تبلغ نسبة الاصابة به 1 لكل 10000 سيدة وهو ثانى سبب للوفيات هناك بعد أمراض القلب و الشرايين بينما نجد فى اليابان ان نسبة الاصابة بهذا المرض لاتتعدى 3 لكل 100000 سيدة و هى أقل نسبة فى العالم تقريبا رغم تشابه الظروف البيئية و نسب التلوث فى كل من البلديين و فى دراسة للنساء اليابانيات اللاتى هاجرن الى امريكا بعد الحرب العالمية الثانية و جد أن نسبة الاصابة بالمرض فيهن أصبحت متساوية مع النساء الامريكيات !!.
من معرفتنا بأسباب المرض يمكننا أستخلاص أهم و سائل الوقاية منه و أهمها على الاطلاق هو تحسين ظروف البيئة و تخفيض معدلات التلوث المرتفعة و التى أصبحت الان الخطر الاكبر على حياة الانسان بل على الحياة بكل صورها على الارض.
الدكتور/ هاني عبد الرحمن
استشاري الأمراض الباطنة