كلّ ليلة أحلم.
لكنني قررت أن أستيقظ في منتصف الحلم لأمسكه.
هل أمسكتم الحلم ذات مرة؟
هذه الأحلام غريبة.
هذه الليلة سأفتح عيني وسط الحلم .
كنت قد سألت أمي في ساعات النهار:
هل حلمك يهرب منك؟
قالت: طبعا.
- ومتى يأتي إلينا؟
- حين تكون عيوننا مغلقة..
- ألا يقرع الباب؟
- لا
- وماذا يفعل؟
- يمد يديه ويرفع الجفون ويتسلل ..
- ألا تسمع صوت أقدامه؟
- لا
- وهل له أقدام؟
- كالأخطبوط
- ينظف قدميه قبل الدخول إلى عيوننا؟
- الحلم لا تتسخ أقدامه أبدًا…
- لماذا؟
- لأنه يركض على الريش الأبيض الناعم
في إحدى الليالي انتظرت الحلم..
لكنه تأخر…
حاولت أن أخدعه..
عرفت أنه يحب العيون المغلقة..
تظاهرت بأنني نائم..
لكنني لم اصمد كثيرا،
رمشت
طار الحلم من أمامي
ضرب جناحيه كبلبل
اختفى مثل خفاش
في الليلة التالية نصبت المصيدة
أغمضت عيني تماما
وبعد قليل
شعرت بشيء ناعم كأجنحة ملائكة ترفرف قرب جفني
تظاهرت بالنعاس
استغرقت في النوم
شدّ الحلم جفوني ،
ثقب فيها فتحة،
انزلق في مقلتيّ،
تسلق أهدابي،
وتسلل كشبح خفيف إلى مخيلتيّ
ركب قطار شراييني
ليأخذه إلى عقلي
بتذكرة مجانية
شعرت وكأن بالونا صار يكبر ويكبر وينتفخ
وكأنه يخرج من رأسي
تذكرت أفلام توم وجيري
عندما يحلم توم ينتفخ بالون من رأسه
هذا ما يحدث في رأسي الآن أيضا
هذه هي الفرصة لأقبض على الحلم
مددت يدي بصمت وهدوء
لأباغته
أسرعت بها إلى رأسي
وأمسكته..
كان الحلم باردا
وثقيلا قليلا
من جهة زجاج
ومن الأخرى معدن
ضغطت عليه
ثم أحضرته إليّ
وضعته أمام عينيّ
تأملته
لا.. لا..
إنها الساعة المنبِّه
رنّت وأيقظتني من الحلم
هرب مني الحلم مرة أخرى
نظرت إلى عقارب الساعة
وجدته يتأرجح بينها
وكان ينظر إليّ ويبتسم
نظرت إليه بمحبة وتساءلت بيني وبين نفسي :
هل سألقي القبض على حلمي ذات مرة؟