بادرِ الفُرصةَ ، واحـــــــــــــذر فَوتها
|
فَبُلُوغُ العزِّ في نَيلِ الفُـــــــــــرص
|
واغـــتنم عُـــمْـــــركَ إبانَ الصِــــبا
|
فهو إن زادَ مع الشـــــــــيبِ نَقَصْ
|
إنما الدنيا خـــــــــــــــــيالٌ عارضٌ
|
قلَّما يبقى ، وأخـــــــــــــبارٌ تُقصْ
|
تارةً تَدْجو ، وطـــــــــــــوراً تنجلي
|
عادةُ الظِلِّ ســــــــــجا ، ثمَّ قَلَصْ
|
فابتدر مســـــعاك ، واعلم أنَّ من
|
بادرَ الصــــــــــــيدَ مع الفجرِ قنص
|
لن ينال المـــــــــرءُ بالعجز المنى
|
إنما الفوزُ لِمن هــــــــــــــمَّ فنص
|
يَكدحُ العاقــــــــــــــــلُ في مأمنهِ
|
فإذا ضــــــــــــاقَ به الأمرُ شَخَصْ
|
إن ذا الحاجـــــــــــــةِ مالمْ يغتربْ
|
عَنْ حماهُ مثْلُ طَــــــيْرٍ في قفصْ
|
وليكن سعـــــــــــــــيك مجداً كُلُّهُ
|
إن مرعى الشـــــــر مَكْرُوهٌ أَحَصْ
|
واتركِ الحِــــــرصَ تعِشْ في راحةٍ
|
قَلَّما نـــــالَ مـُــــــــنـَاهُ مَنْ حَرَصْ
|
قد يَضُرُّ الشـــــــــــيءُ ترجُو نَفعَهُ
|
رُبَّ ظَمْآنَ بِصَـــــــــــفوِ الماءِ غَصْ
|
مَيزِ الأشــــــــــــــياء تعرفْ قَدرها
|
ليستِ الغُرَّةُ مِنْ جِــــنسِ البرصْ
|
واجــــــــــــــــتنبْ كُلَّ غَبِيٍ مَائِقٍ
|
فهو كَالعَيْرِ ، إذا جَــــــــــــدَّ قَمَصْ
|
إنما الجاهــــــــلُ في العين قذًى
|
حيثما كانَ ، وفب الصـــدرِ غَصَصْ
|
واحذرِ النمـــــــــــــــامَ تأمنْ كَيْدَهُ
|
فهو كالبُرغُــــــــــوثِ إن دبَّ قرصْ
|
يَرْقُبُ الشَــــــــــرَّ ، فإن لاحتْ لهُ
|
فُرْصَةٌ تَصْلُحُ لِلخَــــــــــــــتْلِ فَرصْ
|
سَاكنُ الأطــــــــــــــــرافِ ، إلا أنهُ
|
إن رأى منَشـــــــــبَ أُظْفُورٍ رَقَصْ
|
واختبر من شــــــئت تَعْرِفهُ ، فما
|
يعرفُ الأخـــــــــلاقَ إلا مَنْ فَحَصْ
|
هذهِ حِـــــكـــــمـــةُ كَـــــهلٍ خابرٍ
|
فاقتنصها ، فهي نِعْـــمَ المُقْتَنَصْ
|