مــصـــــابي جليلٌ ، والعـــزاءُ جميلُ ،
|
وظــــــــني بأن الله ســـــــــوفَ يُديلُ
|
جراحٌ ، تحاماها الأســـــــــــاةُ مخوفةٌ
|
وسُـــقـــــمان : بادٍ ، منهما ، ودخيلُ
|
وأسرٌ أقاســــــــــيه ، وليلٌ نجــــومهُ،
|
أرى كلَّ شــــيءٍ ، غيرهــــــن ، يزولُ
|
تطولُ بي الساعاتُ ، وهي قصــــــيرةٌ
|
وفي كلِّ دهرٍ لا يســــــــــــرك طولُ !
|
تناســــــــــاني الأصحاب ، إلا عُصيبةً
|
ستلحق بالأخرى ، غـــــدا وتحـــــولُ!
|
ومن ذا الذي يبقى على العهد ؟ إنهم
|
وإن كثُرتْ دعـــــــــــــــــواهُمُ ، لقليلُ
|
أقلبُ طرفي لا أرى غير صــــــــــاحبٍ
|
يميلُ مع النعـــمـــاء حـــيثُ تمـــــيلُ
|
وصِرنا نرى أن المتارك محســـــــــــنٌ
|
وأن صــــــــــــــديقاً لا يضـــــــرُّ خليلُ
|
أكلُّ خليلٍ ، هكذا ، غيرُ منصــــــــــفٍ
|
وكلُّ زمانٍ بالكـــــــــــرام بخـــــــــيلُ!
|
فيا حســـرتا ، من لي بخـــــلٍّ موافقٍ
|
أقولُ بشــجــــوي مــــــرةً ويقـــــــولُ
|
وإن وراء السترِ ، أماً بكــــــــــــــــاؤها
|
عليّ ، وإن طـــال الزمـــــــانُ ، طويلُ
|
فيا أمتاً ، لا تعدمي الصــــــــــبرَ ، إنه
|
إلى الخير والنجح القريب رســــــــولُ
|
فيا أمتا ، لا تخطئي الأجــــــــــرَ ! إنهُ
|
على قدَرِ الصبر الجميلِ جــــــــــــزيلُ
|
أما لك في ذات النطاقين أســــــــوةٌ ،
|
بمكة والحــــــربُ العـــــوانُ تجـــــــولُ
|
أراد ابنها أخـــذ الأمـــان فلم تجـــــب
|
وتعــــــلمُ ، عـــلماً ، إنه لقــتــيــــــلُ
|
تاســـي ! كـــفـــاك الله ما تحـــذرينهُ
|
فقد غــــــــــال هذا الناس قبلكِ غولُ
|
وكوني كما كانت بأحــــــــدٍ صـــفيةٌ ،
|
ولم يُشــــــــفَ منها بالبـكـــــاء غليلُ
|
ولو ردّ يوماً ، حــمـــزةَ الخــيرِ حـــزنها
|
إذاً ما عـــــلـــتــها رنــــةٌ وعــــــــويلُ
|
لقيتُ نجوم الأفق وهي صـــــــــــوارمٌ
|
وخضتُ ســـــــــــواد الليل وهو خيولُ
|
ولم أرعَ للنــفــس الكـــريـمــةِ خِــلةً،
|
عشــــــيةَ لم يعطِفْ عليّ خـــــــليلُ
|
ولكنْ لقيتُ المــوتَ حـــــتى تركــــتها
|
وفيها وفي حد الحُســـــــــــــام فلولُ
|
ومنْ لم يــوقِّ الله فــهـــو مــــمــــزَّقٌ
|
ومـــن لم يُــعــــزَّ اللهُ فــهـــــو ذليـــلُ
|
وما لم يُرِدْهُ اللهُ ، في الأمـــــــــرِ كُلِّهِ،
|
فليس لمــخــلــــــوقٍ إليه ســــــبيلُ
|