بتـــــاريخ : 7/5/2009 11:04:26 PM
الفــــــــئة
  • الاقتصـــــــــاد
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1304 0


    الكلمة.. مسؤولية

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : د. عبدالعزيز إسماعيل داغستاني | المصدر : www.ecoworld-mag.com

    كلمات مفتاحية  :
    اقتصاد الكلمة مسئولية
    الكلمة.. مسؤولية
    د. عبدالعزيز إسماعيل داغستاني
    E-mail: dradaghistani@yahoo.com
    عبدالعزيز إسماعيل داغستاني
    عبدالعزيز إسماعيل داغستاني

    الإنسان العاقل هو الذي يهتم ويحرص على أن يسمع الرأي الآخر، دون النظر إلى هذه المسألة على أساس أنها ممارسة ديموقراطية أو شورية، أو سمها ما شئت. الاستماع إلى الرأي الآخر هو طلب للمشورة، وللإنسان بعد ذلك أن يعقل الأمر ويتوكل على الله فيما قرر. أي أن على الإنسان أن يجتهد للوصول إلى الرأي الأصوب، ثم يترك الأمر إلى الله، فهو مدبر الأمور ومقدر الأقدار. وللناس آراء متباينة، ويُبنى تباينها على اعتبارات ترتبط بالتكوين الفطري للإنسان وبتكوينه التراكمي عبر السنوات بما يكتسبه من علم وما يختزنه من خبرة. وأهل الرأي هم أولئك القادرون على الإدلاء بدلوهم في أمور متخصصة. واحترام التخصص واعتباره أساساً علمياً في العمل الإداري، كان من أهم أسباب نجاح الثورة الصناعية، وهو مبدأ ليس بغريب على المجتمع العربي الذي طالب بإعطاء القوس لباريها وآمن بأن أهل مكة أدرى بشعابها. كما أن الأمثال الشعبية تؤكد هذا النهج بالقول «اعط القرص لخبازه ولو أكل نصفه». والرأي وما يقابله بالرأي الآخر هو مقارعة الحجج، وفي ذلك تأصيل للحوار البناء الهادف، الذي تكون محصلته النهائية مثمرة وإيجابية، إذ لا يستقيم الأمر على رأي أعوج أو نهج أخرق، فالأمور، في نهاية الأمر، توضع في نصابها، شريطة أن يمارس الإنسان هذا النهج في اتباع طريق الحق بالمشورة والبحث عن الرأي الأصوب. والرأي الأصوب هو ذلك الذي يقوم على المعرفة والعلم والخبرة والدراية.
    والحرص على سماع الرأي ممارسة حضارية سامية تعكس نفساً شفافة واعية واثقة لا يشوبها كبر أو غرور. وصاحب الرأي الصادق عليه أن يصدع بالرأي ويقول كلمة الحق دون أن يخشى في ذلك لومة لائم، فالحق أبلج، وكلمة الحق مسؤولية يعرفها ويدركها العقلاء من الناس. والواثق من نفسه يصدع برأيه أمام الملأ وفق أخلاقيات الحوار والأدب والاحترام بين الناس، ويكون في ذلك شجاعاً لا يخضع في القول ولا يتخاذل أو يتملق، فيقول هذا هو رأيي المتواضع. الرأي المتواضع لا يستحق أن يسمع أو يلتفت إليه، فالتواضع في الرأي نقص صارخ وعيب فاضح.

    كلمات مفتاحية  :
    اقتصاد الكلمة مسئولية

    تعليقات الزوار ()