معرض «الفيصل.. شاهداً وشهيداً» يثير الشجون ويعيد الذكريات والماضي
يوسف: عشت أجمل اللحظات مع كتاب «الفيصل شهيداً» قبل 35 عاماً
كشف المؤلف السعودي محمد حسن يوسف أنه واكب حادث استشهاد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، يرحمه الله، الذي أثر في الأمة الإسلامية والعربية قبل أكثر من 35 عاماً، وبالتحديد في عام 1975م، من خلال كتاب يحمل وثائق تاريخية مهمة بعنوان (الفيصل شهيداً) جرى توزيعه على نطاق واسع في الوطن العربي ووجد ردود فعل كبيرة في أغلب دول المنطقة.
وأشار محمد حسن يوسف أن معرض (الفيصل.. شاهداً وشهيداً) الذي اختتمت فعالياته في مركز جدة الدولي للمعارض والمنتديات مؤخراً، ثم انتقل بعد عيد الأضحى المبارك إلى المدينة المنورة، لينتقل بعد ذلك إلى باقي مدن المملكة العربية السعودية، كان فرصة لمراجعة الذكريات واسترجاع الماضي، سيما بعد أن صدرت طبعة جديدة منقحة من الكتاب تواكب المرحلة الحالية، تمهيداً لتوزيعه على طلاب الكليات والجامعات والمهتمين والباحثين لتحقيق أكبر استفادة منه.
وقال محمد حسن يوسف؛ قمت مع أخي، الأديب المصري المعروف محمد أبوالحجاج حافظ، بتأليف الكتاب بعد أيام قليلة من حادث استشهاد المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، يرحمه الله، يوم الثلاثاء 12 ربيع الأول عام 1395هـ ( 26 مارس 1975م)، وعشت أعمق لحظات الحزن في الكتابة عن الفقيد وحياته ومسيرته التي لن أنساها ما حييت، فشخصية الملك فيصل تحمل في جوانبها معطيات عديدة تجسد حنكة وحكمة رجل حمل لواء نصر أكتوبر في عام 1973م.
وكشف يوسف أن الكتاب، الذي جاء في 240 صفحة، مدعم بصور تاريخية نادرة هامة عن الفقيد، وكل ما يتعلق بحياته ولقاءاته مع قادة وزعماء دول العالم، حيث يتكون من عدد من الأبواب (مولده ونشأته، صور نادرة، رجولة مبكرة، الفيصل وقضية فلسطين، مبايعة الفيصل، تاريخه وإنجازاته، توسعة الحرمين الشريفين، دوره في تعليم الفتيات السعوديات، حارس الاقتصاد العربي، الفيصل ومعركة العاشر من رمضان المجيدة، ومعركة البترول العربي).
وأشار يوسف إلى أن الكتاب يستعرض أيضاً قصة زيارة الفيصل التاريخية لسيناء وعبوره خط بارليف مع الرئيس المصري أنور السادات، يرحمه الله، وقصة الأيام الثلاثة الأخيرة في حياته، ويوم الفراق، حيث يروي هذا الفصل ما جرى يوم الثلاثاء 12 ربيع الأول عام 1395هـ ( 26 مارس 1975م) عندما أعلن خبر استشهاده ونقله للمستشفى في الحادية عشرة صباحاً عبر بيان بثته إذاعة الرياض، كما يرصد الكتاب الأصداء العربية على استشهاد الملك فيصل، يرحمه الله، وخطبه وأقواله، علاوة على فصل كامل عن علاقة الملك الراحل مع دول إفريقيا والمساعدات التي كان يقدمها لها، ودوره المحوري في منطقة الشرق الأوسط.
ويضيف محمد حسن يوسف؛ مهما عملنا لن نفي هذه الشخصية العظيمة حقها الكامل، ومعرض «الفيصل.. شاهداً وشهيداً»، جسد بجلاء مسيرة هذا الرجل العظيم ولمحات من إنجازاته التاريخية منذ الطفولة ونبوغه ومراحل فكره وحرصه الشديد على وطنه وأمته العربية. ولاشك أن المعرض يمثل نافذة يطل الجميع من خلالها على مسيرة المغفور له، سيما عندما ينتقل من المملكة العربية السعودية إلى بعض الدول العربية والإسلامية التي ستكون في شوق كبير لمعرفة كل شيء عن هذه الشخصية المؤثرة في تاريخ ومسيرة الشرق الأوسط.
وطالب محمد حسن يوسف أن تدرس حياة الفيصل ومسيرته وحياته الفذة في الكليات والجامعات ليتعرف الجيل الجديد على هذه الشخصية العظيمة، مشدداً على أنه حرص على طباعة الكتاب في هذا التوقيت بالذات لاستفادة أكبر عدد ممكن من طلاب الكليات والجامعات والباحثين والمهتمين عن شخصية الفيصل، يرحمه الله.
يذكر أن معرض «الفيصل.. شاهداً وشهيداً» انطلق بداية العام الماضي 1429هـ في العاصمة الرياض، قبل أن ينتقل إلى مدينة أبها خلال فصل الصيف تواكباً مع مهرجانها الصيفي، ثم أقيم في جدة على مدار 45 يوماً توازياً مع موسم الحج الماضي، وبعدها انتقل إلى المدينة المنورة، ثم سينتقل إلى الدمام وبقية المدن السعودية، قبل أن يبدأ قريباً رحلة خارجية في الدول العربية والإسلامية. ويتضمن المعرض الكثير من المعلومات والصورعن رحلات الفيصل ومواقفه السياسية من الأحداث العالمية والعربية والمحلية، ومن قضية فلسطين، التي كانت تشكل هاجساً كبيراً ومهماً في حياته، وخصوصاً حين نعرف أن المرحلة التي عاش فيها كانت مرحلة زاخرة بالأحداث والتحولات السياسية، والحراك الاجتماعي في العالم بأسره.