لم يكن من اللائق أبدا ما بدر من نائب رئيس اتحاد الكرة المصرى و الإعلامى الرياضى المشهور أحمد شوبير فى آخر حلقات برنامجه ” احتراف ” الذى غطى من خلاله أحداث بطولة كأس الأمم الأفريقية من حديث عما سماه ” تبرعات ” لأعضاء المنتخب المصرى على إثر فوزهم بالبطولة للمرة السادسة و الثانية على التوالى ، فالإعلان بهذا الشكل الدعائى الفج قد يؤدى فى مثل هذه الظروف إلى تشويه الفرحة و تحويل مشاعر البهجة و الاحتفال الى حنق و حسد ، فالملايين التى أعلن عنها على الهواء مباشرة ليس للجماهير العريضة التى خرجت تحتفل برغم المؤرقات و الآلام ناقة فيها و لا جمل ، أنا لا أقول إن أعضاء المنتخب ليسوا فى حاجة إلى ملايين خميس و الوليد بن طلال و الخرافى و غيرهم فهذا شأنهم و لا دخل لأحد فيه ، لكن أن تتحول الحلقة إلى مزاد علنى تستعرض فيه عضلات الأثرياء و أن يصبح الأمر و كأن لاعبى المنتخب الذين يمثلون الشعب المصرى بشريحتيه المتوسطة و تحت المتوسطة مهرجى شوارع يقلبون الدف عقب كل استعراض ليتسولوا الفتات فهذا ما يأباه كل مصرى .
إن الرصيد الحقيقى لهذه التوليفة الممتازة من اللاعبين و التى لم نر مثلها منذ عام 90 هو هذه الملايين التى تابعتهم بالقلوب قبل العيون و فرحت بـ ” السد العالى ” و ” الحرس الحديدى ” عصام الحضرى الذى اغتال كل آمال ديروجبا و إيتو فى التسجيل و بـ ” النظام الخاص ” و الفكر العالى الذى انتهجه ” المعلم ” فى مبارياته الخططيه متغلبا على فكر الجميع و خططهم ، و بكل لاعبى منتخب ” الساجدين ” كما أطلقت عليهم الصحافة الرياضية و مواقع الإنترنت بروحهم المتواضعة و آداءهم القتالى لاسيما فى المبارتين الأخيرتين ، هذه الملايين هى القادرة بعد الله على المساهمة الحقيقية فى ضمان استمرارية نجاحهم و فوزهم فى بطولات كثيرة قادمة و ليست ملايين شوبير الذى أراد أن يحسن موقفه بعد أن دأب على مهاجمة آدائهم و وصف انتصاراتهم المتوالية بضربة الحظ حتى فى أحسن المباريات آداءا ، ففتح المجال أمام المليارديرات لتحقيق الشهرة و التربح سياسيا على حساب الرياضة