الطلاق والفراق
دعاوي وقضايا تُرفع وتُنظر وُتحدد جلساتها أمام المحاكم من أجل البحث عن كلمة واحدة، ننطق بها أو نسمعها. مجرد كلمة تجعل من الحلال حراماً ومن العشرة فراقاً وانفصالاً. كلمة واحدة تمزق جسدين اثنين لمجرد أن ننطق أولي حروفها وننتهى بآخرها، لنفتح أبواب الضياع والهلاك وفقدان الذات لأبنائنا، فنندم ونخسر. فكم من النادمين والمتحسرين بنطقها، ولكن أكثرهم ندماً وحسرة من كانت تلك طلقتهم الثالثة والأخيرة. فلماذا ننطقها ونحن نعلم مدي الخسائر التى قد تلحق بنا بسببها؟ ولماذا تقودنا انفعالاتنا نحو ما لا نريد؟ ولماذا لا نجعل من عقولنا قيداً منيعاً يسيطر علي تصرفاتنا واندفاعاتنا؟ ولماذا نسير فى طريق الغضب قطيعاً وتكون أفكارنا فريسة له ولا ننظر بمسؤولية عما يمكن أن ينتج من تصرفاتنا من ضياع أبنائنا؟ ولماذا لا نعطى لأنفسنا الفرصة بالروية والتسامح بدلاً من أن نسرع بالنطق بهذا الحكم؟ فقضايا لا حصر لها تدعو للطلاق وأغلبها ترد وتقفل أبوابها حينما تعود النفوس إلي صوابها والعقول لأدراجها، ونعلم بذلك أننا أخطأنا بما أقدمنا عليه وسبقت رويتنا سرعتنا. لذلك علينا أن ننسي الفراق ولا نجعله حلاً، وأن نفكر بأهدافنا الخيِّرة ودوافع ارتباطنا، التى كان من أهم معالمها أبناؤنا، لنرتقى بهم ونضحى من أجلهم، لنجد بهم ما سبق وأن بحثنا لأنفسنا عنه ، ونحقق من خلالهم ما سبق وأن فشلنا أن نحققه نحن، ولنعلم بأن سعادتنا لن تكون إلا عندما نعيش برفق وتسامح ومحبة ووئام.