كزبرة البئر MAIDENHAIR FERN
هي نبات عشبي صغير ذات ساق جذمورية زاحفة تحمل أوراقا مركبة ريشية متبادلة، وكزبرة البئر تمثل ما يسمى بالطور الجرثومي ذات الخلايا الجسدية التي تحتوي على عدد مضاعف من الكروموزومات.
ينتشر هذا النبات في الأماكن الظليلة الرطبة حيث يكثر على قنوات الري والوديان العميقة الضيقة ذات التربة دائمة الرطوبة.
تعرف كزبرة البئر بعدة اسماء مثل سباحة، ساق الأكحل، شعر الخنازير، شعر الارض، شعر الغول، شعر فينوس، شعر الجن، لحية الحمار، الساق الأسود، كرفس الماء، شعر النبات، الساق الرصف، خويصة الماء، وبرشوشان ( واصلها يوناني وتعني دواء للصدر).
يعرف النبات علميا باسم ADIANTUM CAPILLUS - VENERIS
ماذا قال عنه الطب القديم؟
عرفت كزبرة البئر كعلاج لدى كثير من الشعوب منذ الاف السنين، فقد ذكرت في قرطاس ايبرس في الطب المصري القديم تحت اسم برشوشان حيث ذكرت عدة وصفات لهذا النبات مثل علاج الامساك والانيميا وامراض التخمة وانتفاح المعدة وعين السمكة التي تحدث عادة في الأرجل، وتسكين الام الاعصاب وازالة الروائح الكريهة وخاصة في فصل الصيف..
أما في الطب العربي فيقول ابوجعفر ابن ابي خالد في كتابه بعنوان "الاعتماد في الأدوية المفردة وقواها وفوائدها" عن الكزبرة ان العالم اليوناني ديسقوريدس يزعم ان هذا النبات اذا شرب نفع من الربو واليرقان ووجع الطحال وعسر البول، وقد يفتت الحصى ويعقل البطن، كما يدر الطمث، ويقطع سيلان الدم وينفع من أوجاع الصدر ويخرج ما فيها من فضولات، مثل البلغم اللزجة، كما يضيف ان لكزبرة البئر خواصا لاسهال المرة الصفراء التي في المعدة واذا عمل منه طلاء على داء الثعلبة انبت الشعر.
اما داود الانطاكي فيقول في كتابه بعنوان "تذكرة اولي الالباب والجامع للعجب العجاب" عن الكزبرة انه نبات ينبت على جدران الآبار وعلى مجاري المياه ولا يختص بزمن معين ومن فوائده علاج السعال وضيق النفس والربو وأوجاع الصدر، وعلاج الأورام والشقيقة ونثر رماده بعد الحروق يدملها، كما يضيف أن من الوصفات المجربة في علاج أوجاع الصدر المزمنة أن تطبخ كزبرة البئر بالتمر والتين والزبيب ويعقد بالعسل ويأكله المريض يبرأ من مرضه، كما تفيد كزبرة البئر في منع سقوط الشعر وتطويله وتحسين خواصه بمفرده أو مع غيره من الدهونات، ومن الوصفات المجربة خلط جزء من الحناء مع نصفه من كزبرة البئر وربع جزء الحناء من السمسم وماء مرسين ثم تخلط جيدا ويعجن الخليط بماء أو عصارة الفجل ويطلى بذلك الرأس ليلة كاملة ثم يغسل في الصباح بما طبخ فيه نبات الخطمي.
أما التركماني فيقول عن كزبرة البئر في كتابه بعنوان "المعتمد في الأدوية المفردة" عن ابن البيطار انه ينبت في مجمع المياه وظل الأماكن الرطبة ومجرى العيون، وهو دواء يحلل ويخفف ويلطف وينبت الشعر في داء الثعلبة، ويحلل الخنزير، ويفتت الحصى اذا شرب، ويعين على نفث الاخلاط اللزجة من الصدر والرئة، ويحبس البطن، وطبيخه ينفع من الربو واليرقان ووجع الطحال، وينفع من قراع الرأس ومن البواسير والقروح الرطبة، اما عاشور فيقول في نبات الكزبرة انه كان شائع الاستعمال عند العرب القدماء وان مغلي النبات يفيد في علاج الربو كما انه مدر للبول، كما نجح في علاج بعض الامراض الجلدية مثل الثعلبة، كما يعمل مزيجا من نبات الكزبرة مع مقلي ورق الرمان في غسيل الشعر حيث انه مفيد لفروة الرأس، أما بوليس فيقول ان مستحلب اوراق كزبرة البئر طاردة للبلغم ومهدئ ولعلاج مختلف امراض الصدر والالتهاب الرئوي.
أما المغلي المركز فمرر للطمث، اما مجيد ومحمود من العراق فيقولون ان كزبرة البئر نبات مقشع ، معرق، منشط، مقو، ملين للجلد، كما تسعمل الريزومات والأوراق في علاج السعال والبرد المزمنين.
وماذا قال عنه الطب الحديث؟
نظرا لأن كزبرة البئر تحتوي فلافونيدات وبروانثوسيا نيديتز وهيدروكسي سيناميك استراستر، ومواد هلامية ومواد عفصية وكامفيرول وتربينات ثلاثية واساتر كبريتية فقد أثبتت الدراسات ان كزبرة البئر علاج ناجح للكحة التي يصاحبها بلغم حيث تقوم على اخراج البلغم بالاضافة الى تأثيرها الملطف.
وينتشر استعمال كزبرة البئر في كل من اسبانيا وبلجيكا وجزر الكناري لعلاج التهاب الشعب الهوائية والكحة والسعال الديكي وضد الالام وللطمث، كما ثبت استخدامه ضد تساقط الشعر واعطاء الشعر اللون الاسود اللامع، وفي افريقيا تستخدم كزبرة البئر على هيئة دخان ضد الصداع وضد برد الصدر واذا حضر شراب من الأوراق فانه ذو فائدة عظيمة في علاج الكحة المزمنة.
ماهي الجرعات المأمونة من كزبرة البئر؟
تؤخذ كزبرة البئر عادة على هيئة شاي يحضر من مسحوق أو مجروش النبات والجرعة اليومية هي , 15جرام لكل كوب ماء تؤخذ كجرعة واحدة، مع ملاحظة عدم استخدامها من قبل الحوامل او الأم المرضع أو الطفل الصغير الذي لم يتجاوز عمره السنتين، كما يجب حفظ العقار بعيدا عن الضوء حيث انه يتأثر من الضوء.