منذ قرون طويلة و الكثير من الناس، يمارسون رياضة اليوجا للحصول على حيوية الجسد و العقل و لاكتشاف الطاقات الكامنة في أنفسهم و استغلالها فيما يعود عليهم بالنفع.
رياضة اليوجا تتسم بالهدوء والراحة معا و تمارس من خلال مجموعة من التمارين العقلية والأوضاع الجسمية ، بحيث تتناغم الحركة الجسمية مع التخيل العقلي مع طريقة التنفس ، حيث تعتبر اليوجا من أفضل الوسائل للهدوء النفسي والتخلص من التوتر ، كما أنها فعالة في مساعدة المرضى على تحمل متاعب الأمراض ، مثل الربو وآلام الظهر، والسرطان.
وحتى بعد تطور العلوم الطبية بالشكل الذي نلمسه الآن ، نجد أن الدراسات العلمية تخرج علينا بالجديد يوميا بما يثبت كفاءة
وفعالية تمارين اليوجا والعلاج بها سواء للامراض النفسية أو الجسدية وذلك بدون اللجوء للجراحات أو تعاطي الادوية والمهدئات.
أصل علم اليوجا
كلمة يوجا هي لفظ سنسكريتي، و هي اللغة الهندية المقدسة، و تعني الاتحاد والاتصال بالله، أي الاتحاد بين الجسم و العقل و الله، و هي توصل الإنسان إلى المعرفة و الحكمة و تطور تفكيره بتطوير معرفته للحياة و تجنبه التحزب أو التعصب الديني و ضيق الأفق الفكري و قصر النظر في البحث، و تجعله يحيا حياة راضية بالجسد و الروح.
فلسفة اليوجا فيها الإنسان مركز لقوى متحركة وثابتة فكلما نما الجانب الثابت فيه زادت سيطرته على الجانب المتحرك.
ولا تتميز اليوجا بجانبها العملي بل ببنائها التعليمي فهي لا تمارس على انفراد وفق حركات يصطنعها الانسان متأملا وحيدا فلابد من الخضوع الى (الغورو) وهو الاستاذ الذي يلقن التابع الجديد دروس اليوجا تدريجيا بحيث يصل به الكمال في الحركة او في السكينة الشاملة حيث تتحرر الروح من لذات الدنيا.
لذا فممارسة اليوجا تساعد على تحقيق توازن طبيعي بين العقل والجسد والتي من خلالها تبرهن الصحة عن نفسها؛ فالصحة لا تعني فقط خلو الجسد من الأمراض؛ بل هي بالإضافة إلى ذلك صنع بيئة داخلية تسمح للفرد بالوصول لحالة التوازن الفعَّال للصحة.
أين نشأت اليوجا
نشأت اليوجا في الشرق و لكن مع ذلك برز فيها كثير من الغربيين لا الهنود او الصينيين وحدهم، و لا يعرف تاريخ ميلاد اليوجا على وجه الدقة، و لكن من الثابت انها مورست قبل الميلاد بعدة قرون، و برغم ان بذور هذه الرياضة تمتد إلى الماضي السحيق، إلا ان رسالتها نافعة لأهل هذا العصر ايضاً، حيث يعيش الانسان في جو مضطرب و القلق و التوتر يشكلان عبئاً ثقيلاً على أعصاب الإنسان، و لذلك فاليوجا تمنح الانسان اتزان الجسم و العقل و السكينة الروحية مما يفيد الجهاز العصبي و يقويه