بتـــــاريخ : 9/16/2009 7:49:25 AM
الفــــــــئة
  • التقـنيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1333 0


    أثبت أنه "الأذكى" .. النمل ينافس البشر في اتخاذ القرارات

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : مــروة رزق | المصدر : www.moheet.com

    كلمات مفتاحية  :

    بالرغم من التقدم الذى وصل إليه العقل البشرى إلا أنه مازال يتعلم من الحيوانات والحشرات التى تتواجد فى بيئته، وفى إطار مراقبة الإنسان للحيوان، توصل باحثون أمريكيون إلى أن النمل يمتلك القدرة على إتخاذ قرارات عقلانية عند مواجهة التحديات، حتى إنه قد يتفوق أحيانا على البشر فى هذا الجانب، حسب تقديرهم.

    وأشار فريق البحث الذي ضم مختصين من جامعتي "ولاية أريزونا" و"برينستون"، إلى أن البشر أكثر غباءً من النمل، فالعديد من الكائنات قد تلجأ إلى خيارات لا عقلانية عندما تواجه تحديات تتطلب إتخاذ قرارات صعبة، وهو ما ينطبق كذلك على البشر.

    وأكد الباحثون أن الفرد من هذا النوع من النمل يمتلك خياراً واحداً، لكن المجموعة تتخذ قراراً جماعياً، ينجم عن تفاعل أفراد النمل معاً، حيث ينتج قرار واحد يعكس نتائج أكثر دقة، من خلال تقليل الفرص لارتكاب الأخطاء الفردية، التي قد تحدث عند تبني قرارات فردية، وهو ما أسماه الباحثون بحكمة "الحشود".

    ويرى الباحثون أنه "عادة ما نعتقد بأن وجود العديد من الخيارات والإستراتيجيات أمر مفيد، إلا أن "الأخطاء غير المنطقية" تحدث عندما يقوم الأفراد بإجراء مقارنات مباشرة بين الخيارات المتاحة".

    وقد أكد مجموعة من العلماء الأمريكيين أن النمل يعد أكثر الحشرات تشابها في نمط الحياة الإنسانية بل وأنهم يقومون بالزراعة وتكوين الجيوش وأسر الأعداء.

    وأوضح العلماء أن النمل يعد أحد أهم المكونات لجميع الأنظمة البيئية، وأن اختفاءه يعني انهيار أغلبها، مؤكدين أن هذه الفصائل تقوم بتنمية نوع خاص من أنواع البكتريا فوق جسدها ليعمل "كمضاد حيوي" ضد الأمراض التي قد يسببها النمو النباتي للفطر في ممراتها تحت الأرضية.

    وأضاف الباحث أن النمل يعمل بشكل جماعي لإنتاج هذه المزارع، فنملة واحدة لا يمكنها انشاء هذه المزرعة، مثلما لا يقدر إنسان واحد علي تكوين اقتصاد بلد.

    النمل مجتمع لا يرضى بالعيش الهين

     
           
    أظهرت دراسة حديثة أن النمل يجهد للعثور على أفضل الأعشاش للإقامة فيها، وهو أمر لم يكن معروفاً من قبل.

    وأشارت الدارسة إلى أن علماء بريطانيون زوّدوا مجموعة من النمل بأجهزةٍ متناهية الصغر ترسل تردّدات لاسلكية لمراقبة تحرّكاتها خلال البحث عن أعشاش جديدة لها.

    ووضعت الباحثة إليفا روبنسون وزملاؤها في جامعة "بريستول"، أن مجموعة النمل أمام "خيارات"، منها الاكتفاء بالإقامة في أعشاشٍ "رديئة" قريبة منها، أو العيش في أخرى "جيدة"ً بعيدة بعض الشيء عنها، وكانت المفاجأة أن النمل اختار الأعشاش الأفضل على الرغم من أنها أبعد عنها بحوالي 9 مرات، كما تبيّن أن قلة من النمل التي توجّهت في البداية إلى الأعشاش "الرديئة" سرعان ما تركتها وتوجّهت إلى الأعشاش "الجيدة"، وانتهى الأمر بإقامة مجموعة النمل بكاملها في الأعشاش الجديدة.

    وأشارت روبنسون إلى أن بعض النمل الذي اكتشف في البداية الأعشاش الردئية تركها فوراً، في حين أن النمل الذي عثر على الأعشاش الجيدة بقي فيها ولم يجر أية مقارنة بينها لاختيار القرار الصائب.

    النمل يعلم البشر تجنب الاختناقات المرورية

     
           
    وفي نفس الصدد، توصل علماء إلى أن النمل مثل البشر يكره الاختناقات المرورية ويستخدم طرقاً بديلة للابتعاد عنها، وهذا يدل على ذكاء هذه الحشرات في ابتكار الطرق والحلول البديلة.

    وتتدافع هذه الحشرات الدؤوبة وتتسابق من أجل الانتقال بسرعة ما بين مصدر الطعام ومكان الإقامة مما يدفعها في احيان إلى إيجاد طرق بديلة.

    وقد أفاد العلماء بأن باستطاعة النمل تعليم السائقين درساً مفيداً حول تجنّب الازدحام والاختناقات المرورية، مؤكدين أن النمل قادر على إيجاد حلول عندما تتعثر حركته بسبب الزحام.

    وأشار الدكتور ديك هلبينج من جامعة درسدين للتكنولوجيا فى ألمانيا، إلى أن أدمغة النمل تحتوى على ربع مليون خلية ما يجعلها تتفوّق على بقية الحشرات والحيوانات فى تنظيم حياتها ومساعدتها على تلمّس طريقها بسهولة وتجنّب الازدحام.

    ودعا هليبنج إلى دراسة أعمق لهذه الحشرات النشيطة، لأنها قد تساعد البشر على التخلّص من مشكلة الازدحام والاختناقات المرورية فى الكثير من طرقات العالم.

    وشيّد فريق من العلماء "طريق نمل سريعة" يتفرّع منه "شارعان" يؤديان إلى مكان فيه سائل سكري، ولاحظ الباحثون أنه عندما ضاقت الطريق المؤدية إلى المكان الذى فيه السائل، بدأت هذه الحشرات تتّجه إلى الطريق الأخرى للتخفيف من الازدحام تحفزها الرغبة فى الحصول على "المكافأة" التى تنتظرها، أى السائل السكري، وهى بذلك كانت تحذر رفاقها من أن تعلق فى الازدحام.

    القرآن يظهر معجزات النمل

     
           
    وقد وردت في القرآن الكريم سورة كاملة باسم "النمل"، أشهر آياتها قواله تعالى " وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ {17} حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَايَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ {18} فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ ) "سورة النمل :17ـ19".. هذه الآيات الكريمة وصفت موكب سليمان المهيب وحوله جنده من الجن والإنس والطير، وعند اقترابه من وادي النمل، إذابنملة تحمل هموم شعبها، وتنبههم بأن خطراً قادما سوف يهدد أفراد قومها نتيجة وطء أقدام سليمان وجنده.

     

    وخاطبت هذه النملة أفراد قومها بقولها "يا أيها النمل"، حيث أمرتهم بدخول مساكنكم حتى لا يدوسهم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون، فقد نصحت قومها وبينت لهم مكمن الخطر وأمرتهم بالدخول، وأعتذرت عن سليمان وجنوده فهم صالحون لا يتعمدون إيذاء أي مخلوق ولو كان نملة صغيرة.

    ونفهم من الأية الكريمة أن النمل مخلوق يتحلى بصفات جليلة أهمها التضحية والشجاعة والتعاون، وأنه يضع مصلحة الجماعة فوق كل اعتبار، إلا أن هناك بحث جديد جاء ليجرد النمل من هذه الصفات، ويزعم أن مستعمرات النمل هي مرتع المراوغة والخداع، والانانية والفساد.

    وأرجع هذا البحث السبب في ذلك إلى أن العائلة المالكة، أو إلى ذكور النمل يحملون جين "رويا " الذي يحمل النمل على هذا النوع من السلوك.

    وكان العلماء قد اكتشفوا أن بعض الذكور يمررون هذا الجين بشكل انتقائي للتأكد من أن ذريتهم ستصبح ملكات منتجة للنسل، وليس مجرد شغيلة.

    النمل مثال للتضحية

     
           
    أثبت العلم الحديث أيضاً أن مخلوقات النمل تضرب أروع الأمثلة في التضحية والتفاني من أجل الآخرين، حيث أفاد باحثان بريطانيان بأن أسراب النمل حين يعتريها السأم من الحفر في مسارها، تضحي بالبعض منها في سبيل الباقين، حيث يعمد بعضها إلى التمدد داخل النقاط غير المستوية لصنع مسار أكثر انسيابية لباقي السرب.

    وتوصل الباحثان إلى أن نوعاً من النمل يعيش في أمريكا الوسطى والجنوبية يختار أفراداً من السرب يناسب حجم أجسادها حجم الحفرة المراد سدها.

    وذكرا في تقرير نشرته "مجلة السلوك الحيواني" أنه ربما تكاتف عدد من أعضاء السرب لملء الحفرة الأكبر.

    ودرس الباحثان سكوت باول ونايجل فرانكس من جامعة بريستول نوعاً من النمل يسمى ايسيتون بيرتشيلي يسير عبر غابات أميركا الوسطى والجنوبية في أسراب تضم ما يصل إلى 200 ألف نملة.

    ودائما ما يبقى السرب على صلة بالمستعمرة من خلال طابور طويل من النمل، لكن هذا الطابور الطويل من النمل الحي قد يضطرب بشدة حين يمر أفراده فوق أوراق الشجر والأغصان المتناثرة على أرض الغابات، ومن ثم يعمد عدد قليل من النمل الى ملء الفجوات ليصنع مساراً سلساص.

    وقال نايجل فرانكس "النمل له طريقته التي يعتمد فيها على نفسه لاصلاح الطرق"، وأضاف "عندما يعبر السرب تتسلق النملات التي ملأت الفجوات إلى خارج تلك الحفرة وتتبع زملاءها عائدة إلى المستعمرة".. "بصفة عامة يظهر بحثنا أن سلوكا بسيطا تؤديه بكثير من الاتقان قلة من شغالات النمل يمكن أن يحسن من أداء الأغلبية بما يؤدي الى فائدة تعم المستعمرة ككل".

    حياة النمل.. أسرار ومفاجآت

     
           
    وعن الحياة الخاصة للنمل، أكدت الأبحاث أن هذا المخلوق يعتبر من أطول الحشرات عمرًا على الأرض، لأنه يعيش من بضعة أشهر إلى عدة سنوات وقد يصل عمر الملكة إلى 20 عاماً، أما ذكور النمل فعملها محصور في التزاوج فقط في تلقيح الملكة، فحينما تقرر الملكة التزاوج يأتي واجبها وبعد ذلك تموت الذكور مباشرة، فأثناء عملية التزاوج تطرح الملكة أجنحتها، وتفرز رائحة تميز رائحة المستعمرة.

    وهذه الحشرة اجتماعية جدا ولايمكنها العيش بصورة منفردة، حيث أنها تعيش في مجاميع أو أعشاش أو مستعمرات.

    وأعشاش النمل ليست واحدة لجميع أنواع النمل، فمثلاً نمل المحاصيل يبني حجرات متصلة تحت الأرض، بينما يشبك النمل الخياط  أوراق الشجر ويصنع عشا أخضر أسطواني الشكل، وهناك أعشاش أخرى للنمل قد تكون على شكل حجرات داخل الأشجار مثلما يفعل النمل الحفار، وأعشاش النمل تحت الأرض قد تبلغ أربعين قدما عمقا تحت الأرض، فقد تمكن فريق من العلماء الأوروبيين من اكتشاف مستعمرة هائلة للنمل تمتد لآلاف الأميال من إيطاليا إلى شمال غرب إسبانيا.

    وتعداد النمل في العش أو المستعمرة قد يصل إلى عشرات ملايين.. فبيت النمل مقسم، ففيه حجرات للصغار، وهناك حجرة خاصة للملكة، وحجرات تستخدم كمخازن للطعام، والنمل مقسم إلى مجاميع لكل منها واجبه الخاص والمحدد، فمنها من هو مسؤول عن الحراسة ومنها من هو مسؤول عن التنظيف ومنها من هو مسؤول عن الفلاحة ومنه الفرسان ومنها الكسولة، ويجب عدم الإستغراب إن قلنا بأن مجتمع النمل فاق بنجاحه مجتمع البشر بطريقة أو أخرى

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()